منسق عام "مقاطعة" إسرائيل لبوابة "العين": الاحتلال يائس
في سلم من تعتبرهم إسرائيل أعداء، تحتل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها (BDS) مرتبة متقدمة.
في سلم من تعتبرهم إسرائيل أعداء، تحتل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها (BDS) مرتبة متقدمة، بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
وإن كانت معارك إسرائيل التقليدية تنحصر بمكان وزمان، فإن حركة المقاطعة ميدانها العالم أجمع، ولا تحصر معركتها بزمن طالما أن الاحتلال مستمر.
انطلقت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها في العام 2005 وتوسعت منذ ذلك الحين في قارات العالم وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتدفع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل (BDS) باتجاه معاملة المجتمع الدولي لإسرائيل بطريقة مشابهة للنظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا؛ لحين إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وتحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.
وفي خطوة غير مسبوقة نشرت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أمس الأحد، قائمة بأسماء 20 منظمة دولية، في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا، قالت إنه يمنع على أفرادها دخول إسرائيل.
وبررت الوزارة الإسرائيلية منع دخول أفراد هذه المنظمات بدعمهم حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) أو العمل في إطارها.
ولكن محمود نواجعه، المنسق العام للجنة الوطنية لحركة (BDS)، رأى في حديث خاص مع بوابة "العين" الإخبارية أن الخطوة الإسرائيلية تعبير عن يأس وإحباط من مواجهة الحركة الآخذة بالتمدد في أنحاء العالم.
وقال "نرى هذه الخطوة الإسرائيلية جزءا من المحاولات البائسة لمواجهة حركة المقاطعة، وهي لن تؤثر تأثيرا مباشرا على الحركة ، فالهدف الأساسي لهذه المنظمات هو العمل في دولها سواء في الولايات المتحدة أم أوروبا وغيرهما من الدول لأن حركة المقاطعات تستخدم تكتيكات للتأثير على الاحتلال عن بعد".
وأضاف نواجعه "هذا القرار هو جزء من حالة الإحباط التي تعيشها حكومة الاحتلال نتيجة لفشلها في مواجهة حركة المقاطعة وهي مؤشر مهم إلى أن الحركة في تصاعد".
وجاء القرار الإسرائيلي بعد سلسلة نشاطات إسرائيلية في داخل الدول التي تنشط فيها حركة المقاطعة، سواء بدفع مشرعين لسن قوانين تدين حركة المقاطعة وتجرّمها أم الاستعانة بمكاتب محاماة لملاحقة نشطاء المقاطعة في دولهم.
وقال نواجعه" النشاطات التي تقوم بها إسرائيل تعكس موقف الاحتلال ونظامه الاستعماري الاستيطاني العنصري تجاه حركة المقاطعة اقتصاديا أو ثقافيا أو أكاديميا وغيره، ولكنها أيضا مؤشر إلى نجاح الحركة وقوتها وانتشارها الكبير جدا ".
وأضاف"تكليف مكاتب محاماة في دول غربية بملاحقة نشطاء المقاطعة هو تدخل من قبل حكومة الاحتلال في شؤون دول أخرى وبالتالي عندما تكون المرافعات ضد أشخاص وأفراد فإن هذا يعد تدخلا سافرا في شؤون دول غربية وأجنبية ".
وتابع"كما أن هناك سعيا محموما لتبني قوانين ضد الحركة وهذه القوانين تنتهك كل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان للدول الأخرى، وهي تعني أن إسرائيل تصدّر كراهيتها ونظام الفصل العنصري والقمع إلى دول غربية أيضا ولا يقتصر الأمر عليها".
قوانين ضد المقاطعة في دول غربية
ولم ينفِ نواجعه إن "إسرائيل حققت نجاحات في سن قوانين ضد حركة المقاطعة، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية" ولكنه استدرك" ولكنها حتى الآن ليست فاعلة وكل القوانين في الولايات المتحدة تتعارض مع التعديل الأول في الدستور الأمريكي وبالتالي هناك خوف من تطبيقها، ونحن صراحة نريدهم أن يقعوا في هذا الفخ وهو الذهاب إلى تجريم المقاطعة التي تعتبر شكلا من أشكال حرية الرأي و التعبير لأخذ هذا الأمر إلى المحكمة لإبطال كل هذه القوانين".
وأضاف"في أوروبا الوضع مختلف قليلاً إذ كان لهم نجاح في بريطانيا التي سنت قرارا بمنع التمويل على كل من يتبنى أو يمول أنشطة للمقاطعة وكنا قد رفعنا دعوى في بريطانيا وكسبناها حتى أن المحكمة قالت إن قرار الحكومة البريطانية مشين".
وتابع نواجعه" هم ينجحون في مناطق ولكن هذا النجاح لم يؤثر بشكل حقيقي وفعلي على حركة المقاطعة، ولم يستطع أن يوقف من نجاحاتها إذ على العكس فإنه في كل يوم هناك نجاحات وكل يوم هناك ائتلافات جديدة تنضم إلى الحركة على عدة مستويات".
المقاطعة الأكاديمية إنجازاتها أكبر
وعما إذا كانت المقاطعة الأكاديمية هي الأنجع، قال نواجعه"هي تتكامل كلها مع بعضها البعض ولا يمكننا أن نقول إن هناك نشاطا أفضل من الآخر، ولكن المقاطعة الأكاديمية إنجازاتها أكبر في حين أن المقاطعات الأخرى مستمرة وتسير في الاتجاه الصحيح".
وأضاف"الأمر الوحيد الذي لم نصل إليه ونعتقد أنه ما زال بحاجة إلى وقت أطول هو فرض عقوبات من قبل دول على إسرائيل ، أما أنشطة المقاطعة فهي تتكامل مع بعضها البعض، فمثلاً دعوات مناطق خالية من الابرتايد انضمت إليها أكثر من 60 دولة في العالم، وهذا هو واحد من أهم النجاحات وهناك سحب ضخم جداً للاستثمارات ".
وتسرد (BDS) العشرات من إنجازاتها عام 2017 بينها إلغاء الفنانة النيوزيلاندية العالمية لورد "Lorde" حفلها في تل أبيب من جولتها العالمية لعام 2018، استجابة لمناشدات من ناشطي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، ورفض ستة من أصل 11 لاعبا محترفا في دوري كرة القدم الأمريكية الوطني (NFL) عرضا مغريا لرحلة بروباغاندا مدفوعة التكاليف من قبل الحكومة الإسرائيلية لتحسين صورتها، استثنى ثالث أكبر صندوق تقاعد في الدنمارك، "سامبنسيون"، البنوك والشركات الإسرائيلية من جهات الاستثمار لديه لتورطها في المستعمرات الإسرائيلية، وخسرت "إيغد"، أكبر شركة نقل عام إسرائيلية، عقدا بقيمة 190 مليون يورو لتشغيل وسائل النقل العام في شمال هولندا لعشرة أعوام، تبني مجالس الطلبة في جامعات تفتس، وميشيغن، وجامعة كاليفورنيا العامة - لونج بيتش، في الولايات المتحدة، قرارات بسحب استثمارات الجامعات من الشركات المتورطة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي،إعلان مجلس الكنائس الأفريقية المستقلة (CAIC)، والذي يمثل أكثر من مليون مسيحي في جنوب أفريقيا، تأييده لنضال الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة (BDS). تأييد كنسية المنونايت – الولايات المتحدة (Mennonite) في مؤتمرها الأخير بأغلبية ساحقة (98%) سحب استثماراتها من الشركات المستفيدة من الاحتلال الإسرائيلي.
هل تتسبب بإسقاط الحكومة الإسرائيلية؟
عند الحديث عن التهديدات التي تواجه إسرائيل، فإنه لا يخلو خطاب مسؤول حكومي إسرائيلي أو من المعارضة اليهودية من كلمة (BDS).
ويرى نواجعه أن فشل الحكومة الإسرائيلية في مواجهة حركة المقاطعة قد يؤدي إلى إسقاطها، وقال"لا نستبعد أن تسقط الحكومة الإسرائيلية نفسها بسبب فشلها في مواجهة حملة المقاطعة".
وأضاف"هناك فشل في كل الجهود الإسرائيلية في مواجهة حركة المقاطعة، فقد كانت هذه مهمة وزارة الخارجية الإسرائيلية وفشلت وتم تحويلها إلى وزارة لشؤون الاستراتيجية وفشلت، والآن تم تشكيل مجلس وزارة مصغر للمواجهة وتدخلت وزارة العدل الإسرائيلية ووزارة الأمن الداخلي حيث إنهم جربوا كل شيء وفشلوا وسيفشلون، وأرى أن هذا سيكون له عواقب سياسية في إسرائيل وهزات ضخمة على المستوى السياسي".
3 حقوق رئيسة
ويشير نواجعه إلى أن حركة المقاطعة تدعو إلى تحقيق 3 حقوق رئيسة للشعب الفلسطيني، وقال"نحن نتكلم عن 3 حقوق رئيسية وهي إنهاء الاحتلال وإنهاء نظام الفصل العنصري، وحق العودة للاجئين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
وأضاف"لا نتكلم عن دولة واحدة أو دولتين فهذا الموضوع خلافي، والأمر المميز في حركة المقاطعة أنها جامعة لكل الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن القضايا الثلاث هي التي توحد الشعب الفلسطيني، وشعارنا هو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهذا سبب نجاحنا الكبير بأننا نمثل الأغلبية الساحقة للشعب الفلسطيني".
ما هي (BDS)
وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين، وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
وتتناول مطالب حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي العام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى المخيمات والشتات، والذي شرذمه الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي على مراحل.
وتأسست في العام 2005، عندما شارك أكثر من 170 جسماً من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية فلسطينية في إطلاق النداء التاريخي لمقاطعة إسرائيل.