نور الدين النيبت لـ"العين الرياضية": المغرب يمكنه الفوز بالمونديال.. وهذه طريقة هزيمة فرنسا
يُعد نور الدين النيبت من أبرز المدافعين الذين أنجبتهم الكرة المغربية، ولعب دورا بارزا في مشاركات "أسود الأطلس" بكأس العالم 1994 و1998.
نور الدين النيبت كان صاحب مسيرة كروية ناجحة، بدأت تألقه اللافت رفقة الوداد الرياضي، حيث أعاد له أمجاده رفقة الجيل ذهبي، بحصد كأس العرش عام 1989، ثم لقب الدوري أعوام 1990 و1991 و1993، ودوري أبطال أفريقيا 1992، ثم كأس السوبر عام 1993.
وبالتزامن مع تألقه رفقة الوداد، انتزع النيبت مكانة أساسية كقلب دفاع متميز للمنتخب المغربي، ليلعب معه 115 مباراة، شارك خلالها في نهائيات كأس العالم عامي 1994 و1998، وأولمبياد برشلونة 1992 ونهائيات كأس الأمم الأفريقية أعوام 1992 و1998 و2000 و2002 و2004 و2006.
وبعد 4 سنوات من التألق مع الوداد، بدأ النيبت رحلة أوروبية طويلة من بوابة نانت الفرنسي، في 1993، ومنه إلى سبورتنج لشبونة البرتغالي 1994، قبل أن يخوض رحلته الأبرز مع ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني بين عامي 1996 و2004، قبل أن ينتقل إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي الذي اعتزل فيه عام 2006.
"العين الرياضية" تواصلت مع نور الدين النيبت للحديث عن رأيه في مشوار منتخب المغرب التاريخي في كأس العالم 2022، بعد التأهل للدور نصف النهائي، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، وعن توقعاته للمباراة المرتقبة ضد فرنسا.
مباراة المغرب والبرتغال
في البداية، تحدث نور الدين النيبت عن مباراة المغرب والبرتغال، والتي فاز بها "أسود الأطلس" 1-0 في ربع نهائي كأس العالم 2022، حيث اعتبر أنهم جعلوا رفاق كريستيانو رونالدو يظهرون كما لو كانوا عاجزين.
وقال النيبت لـ"العين الرياضية": "منتخب المغرب أدار المباراة بأفضل طريقة ممكنة، البرتغاليون سيطروا على الكرة في أغلب أوقات المباراة لكن دون فاعلية أو تأثير".
وأضاف: "البرتغاليون لم يتمكنوا من إيجاد طريقة لاختراق دفاع المغرب، كان يجب على المدرب فرناندو سانتوس تغيير أسلوب اللعب".
وأردف: "أعتقد أن سانتوس حاول تغيير أسلوب اللعب، لكنه لم يستطيع وبات عاجزاً بسبب صلابة دفاع المغرب، وليد الركراكي مدرب رائع وأعتقد أنه أدار المباراة بطريقة رائعة".
ملحمة خالدة في تاريخ كأس العالم
واعتبر أسطورة كرة القدم المغربية أن الملحمة التي سطرها "أسود الأطلس" ستُخلد في تاريخ كأس العالم، وستبقى مثالا على معنى عشق الوطن، والدفاع عن ألوانه، وإبراز وجهه الحضاري أمام العالم برمته.
وأوضح: "قدوم الركراكي قبل 3 أشهر من المونديال وحد الجميع تحت راية المنتخب، وأعاد البناء الفني والنفسي، لنشاهد الفريق كجسد واحد، تقلصت فيه الفوارق والأهداف الشخصية، وارتفعت الحالة المعنوية، وتحول كل لاعب إلى وحش حقيقي".
وأكمل: "لدينا منتخب متماسك للغاية ولدينا لاعبين جيدين، وبعض الديناميكيات للقيام بانتقالات هجومية جيدة، يجب أن نثق في أنفسنا خلال المباراة القادمة ضد فرنسا، لقد فزنا على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، فلما لا نفعلها أمام الديوك أيضاً؟".
ماذا يحتاج منتخب المغرب للفوز على فرنسا؟
من ناحية أخرى، رسم النيبت خارطة تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي كأس العالم 2022، حيث كشف عما يحتاجه "أسود الأطلس" للفوز على فرنسا في نصف النهائي.
وقال النجم المغربي السابق: "علينا أن نستمر بنفس الاستراتيجية وبدون أخطاء، صحيح أن المنتخب الفرنسي أقوى من البرتغال وإسبانيا، فهو يملك حلولاً وافرة، ولكن ينبغي تقليل المساحات في العمق والأطراف كذلك".
وأضاف: "يجب أن يكون أشرف حكيمي ونصير مزراوي في أتم جاهزيتهما البدنية، كذلك رومان سايس ونايف أكرد يجب أن يكون أحدهما على الأقل جاهزاً، وإلا ينبغي على وليد الركراكي البدء بـ3 لاعبين في عمق الدفاع".
وأكمل: "يجب استغلال الأخطاء الفردية لمدافعي فرنسا، علينا أن نهدد مرماهم في الدقائق الأولى، إذا نجحنا في صناعة الفرص بالشوط الأول سنجعلهم يخافون من الهجوم، وبالتالي سنقلل من خطورتهم".
هل يفوز منتخب المغرب بكأس العالم 2022؟
على صعيد آخر، تحدث نور الدين النيبت عن حظوظ منتخب المغرب في الفوز بلقب كأس العالم 2022، ليكون أول منتخب عربي وأفريقي ينجح في تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضح: "نحن قادرون على فعل ذلك، لم تتبقّ أمامنا سوى مباراتين، وكما فزنا على إسبانيا والبرتغال وبلجيكا فنحن قادرون على قهر أي منافس، نحن نؤمن بقدرتنا على الفوز بالمونديال، وليد الركراكي يؤمن بذلك أيضاً، هذا أمر جيد ويمكن أن يحدث".
وواصل: "يمكن أن يحدث أي شيء في كرة القدم وفي مباراة واحدة كل شيء وارد، في بداية المونديال كان نصف النهائي بمثابة الحلم لنا، ولكن الجميع يعرف ماذا حدث بعد ذلك".
تأثير وصول المغرب لنصف نهائي كأس العالم 2022
وفي ختام حديثه لـ"العين الرياضية"، قال النيبت إن وصول منتخب المغرب للمربع الذهبي له عدة أبعاد تاريخية وثقافية ورياضية كذلك، مؤكداً أن تجربة "أسود الأطلس" يجب أن تُلهم كافة العرب لنسيان ما يُعرف بالمشاركة المشرفة.
وتابع: "احتفال اللاعبين مع أمهاتهم، وصول منتخب عربي للدور نصف النهائي، الروح والقتالية، سجود اللاعبين أثناء الاحتفال؛ كلها قيم ذات أبعاد أخلاقية وثقافية وتاريخية زرعها أسود الأطلس في هذا المونديال".
واستطرد: "هذا الإنجاز يجب أن يُلهم جميع العرب والأفارقة، بأنهم قادرون على مجابهة الجميع، كل شيء سيُصبح سهلاً بالعزيمة والإصرار والتفاني في العمل".
وأتم: "أتمنى التوفيق للمنتخب المغربي في نصف النهائي، ومهما حدث، ديما مغرب".
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز