"قمة النقب".. سياسي أمريكي يؤكد: "ناتو عربي" يتشكل
"ما نراه في طور التشكيل الآن هو حلف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي؛ لمواجهة الإرهاب والتهديدات الإيرانية"
هكذا قرأ الدكتور وليد فارس، أمين عام المجموعة النيابية الأطلسية لمكافحة الإرهاب، ومستشار رئاسي سابق، قمة النقب التاريخية، والتحركات التي تتبلور منها.
واتفقت قمة النقب السداسية، التي جمعت وزراء خارجية دولة الإمارات ومصر والمغرب والبحرين إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، على تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات إيران في الشرق الأوسط، وشبكة للإنذار المبكر، مع عقد القمة بشكل دوري.
"قمة تاريخية" هكذا وصف وليد فارس، القمة السداسية بالنقب، حيث قال في تصريحات لـ" العين الإخبارية":إنه :"تعبر القمة (السداسية) عن ميزان قوى جديد ضد مصلحة إيران، بما يصب لمصلحة شعوب المنطقة، والدول المعتدلة".
وأكد في هذا الصدد، أن "التنسيق بين مصر، ودولة الإمارات، والبحرين، والمغرب من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بوجود الولايات المتحدة، على الأصعدة الدفاعية، والأمنية، والدبلوماسية، وبدعم من السعودية، يقلب موازين القوى رأسا على عقب"، على حد تعبيره.
تغيير الموازين
أمين عام المجموعة النيابية الأطلسية، ضرب مثالا حول بتغيير موازين القوى في المنطقة، بـ"سلاح الطيران وقوته في التحالف العربي وإسرائيل، في مواجهة إيران"، قائلا: "لدى التحالف وتل أبيب من الطائرات المقاتلة مجموع 1155، مقابل 141 لدى إيران".
وأوضح: "في حال وجود صدام بين الطرفين سوف يسيطر بشكل حاسم الطيران العربي- الإسرائيلي على أجواء المنطقة في مواجهة طهران، وهذه هي إحدى رسائل قمة النقب لطهران".
ومضى قائلا "ما نراه في طور التطور الآن هو حلف يشبه الناتو في الشرق الأوسط، والذي كنا قد دعونا إليه منذ أكثر من عقد، بفضل دول السعودية، ومصر، ودولة الإمارات، الذين واجهوا قوى الإسلام السياسي وإيران لسنوات".
فارس قال أيضا: "في الوقت الذي تنسحب فيه واشنطن تدريجيا من المنطقة، يقوم حلف قوي بين دول عربية لمواجهة الإرهاب".
وقبل 3 أعوام، سعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب وضع أسس لتشكيل "تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط" (الناتو العربي)، على غرار حلف شمال الأطلسي بهدف "التصدي" لسياسات طهران.
وقام وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو في مطلع 2019 بجولة في عدد من الدول العربية سعيا منه إلى التقريب بين الأعضاء المحتملين في هذا التحالف، والذي فشلت واشنطن لاحقا في تحقيقه.
ويرى مراقبون أن التنسيق السداسي الجديد يأتي كأحد تداعيات الاتفاق الذي اقترب توقيعه بشأن البرنامج النووي الإيراني في مفاوضات فيينا، مع عدم التزام طهران بوقف دعم الميليشيات في عدة دول بالمنطقة، وتهديدها المستمر لأمن الأخيرة، علاوة على الحرب الروسية الأوكرانية.
"لن يكون الأخير"
واختتمت أعمال "قمة النقب" في إسرائيل، الاثنين الماضي بمشاركة وزراء خارجية أمريكا ودولة الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، بالتأكيد على نبذ الإرهاب ودعم السلام.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في مؤتمر صحفي مشترك بين الوزراء الستة، إن اللقاء في النقب لن يكون الأخير، داعيا الجميع إلى المشاركة بمن فيهم الفلسطينيون.
وأضاف لابيد: "لقد قررنا الليلة الماضية تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم، بالتعاون مع أقرب أصدقائنا -الولايات المتحدة- نفتح اليوم الباب أمام جميع شعوب المنطقة بمن في ذلك الفلسطينيون".
ووصف الوزير الإسرائيلي الاجتماع بأنه "صنع التاريخ"، مشيرا إلى بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن "قمة النقب" مرتبطة بتعزيز عملية السلام في منطقتنا، ومشاركتنا لتعزيز السلام والدفع باتجاه مواصلة جهود السلام.
وأضاف في تصريحات صحفية مساء الإثنين، أن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل أخذت حيزًا كبيرًا في مباحثات "قمة النقب"، ومشاركتنا في "القمة" جاء لتعزيز السلام وطرح وجهة نظرنا والدفع في اتجاه مواصلة جهود السلام.