نيلسون مانديلا.. «أب» لسجانيه
![نيلسون مانديلا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/109-122059-nelson-mandela-prison-south-africa_700x400.jpg)
كان مناضلا ضد نظام الفصل العنصري، ونجح في تجنيب بلاده حربا أهلية لأنه عرف كيف يغفر لجلاديه السابقين.
إنه الراحل نيلسون مانديلا، الناشط المناهض للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي أطلق سراحه في 11 فبراير/شباط سنة 1990، بعد 27 عاما في السجن.
فمن يكون نيلسون مانديلا؟
في مفيزو على بعد حوالى 30 كيلومترا من قرية كونو التي تقع على تلال ترانسكاي، ولد نيلسون مانديلا، في 18 يوليو/تموز 1918.
وصل إلى كونوا عندما كان لا يزال طفلا صغيرا مع والدته، وأرسل إلى المدرسة وهو في سن التاسعة عند وفاة والده.
وفي كونو، قضى طفولته وأجمل لحظات حياته، وعاش معظم أوقاته فيها بعد تقاعده عن الحياة السياسية.
وفيها أيضا حصل على اسمه الإنجليزي "نيلسون"، من قبل معلمته في أول يوم له في المدرسة.
حياة بسيطة
في منزل والدته المكون من ثلاثة أكواخ هي: غرفة معيشة ومطبخ ومستودع، كان سريره عبارة عن حصيرة بسيطة في كوخ من جدران طينية وسقف من القش.
كتب مانديلا في مذكرات سيرته الذاتية "الطريق الطويل إلى الحرية" بأن "كونو كانت قرية من النساء والأطفال". وكان معظم الرجال يعملون في المزارع أو المناجم النائية في جوهانسبرغ.
ويروي مانديلا في مذكراته- بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس "في المروج تعلمت كيفية صيد الطيور مع مقلاع، وجمع العسل البري والفواكه والجذور الصالحة للأكل، وشرب الحليب الحار والحلو مباشرة من الأبقار، والسباحة في المياه الباردة وصيد الأسماك".
وقال بتأثر "تعلمت المعركة بعصا- وهذا أساسي لأي صبي ريفي أفريقي- وأصبحت خبيرا في التكتيكات المختلفة: صد الضربات والقيام بهجوم خادع في اتجاه والضرب من الاتجاه الآخر، والهروب من الخصم بحركة سريعة".
وفي عام 1970، كتب مانديلا من سجنه في جزيرة روبن "لم أتمكن قط من اقتلاع جذوري الفلاحية"، على الرغم من أنه غادر ترانسكاي وهو صغير جدا وأقام في مدينة جوهانسبرغ قبيل اعتقاله والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
السجين "الأب"
في عام 1978، عندما كان يبلغ من العمر 19 عاما فقط، وصل كريستو براند، إلى جزيرة "روبن" حيث كان نيلسون مانديلا (الذي كان يبلغ من العمر 60 عاما آنذاك) محتجزا، بعد أن أكمل للتو تدريبه كحارس سجن.
هناك كان أحد الحراس المسؤولين عن حراسة نيلسون مانديلا وطوروا صداقة وثيقة على مدار سنوات عديدة. بحسب مقابلة طالعتها "العين الإخبارية" في موقع
سُئل كريستو براند عن علاقته بمانديلا، فقال " ما يمكن أن يتوقعه الجميع هو فهم كيف يمكن لرجل أسود ورجل أبيض أن يصبحا صديقين، كيف أصبحنا أصدقاء، وكيف التقينا ببعضنا البعض وكيف غيرنا حياة بعضنا البعض".
"لقد التقيت به عندما كنت حارس سجن، وقابلته خارج السجن، وكان هو نفسه تماما. لم يتغير. عندما تقاعد، كان لا يزال شخصا متواضعا. كان يقف أمامي ليحييني باحترام. كان يعامل جميع الناس باحترام."
يقول براند إنه رأى مانديلا "كشخصية أبوية كانت سعيدة دائما بالمساعدة".
المنزل "السجن"
وبعد إطلاق سراحه عام 1990، عاد نيلسون مانديلا إلى منزل طفولته هناك حيث صُدم بسبب فقر قرويي كونو حيث دُفن والديه.
وقرر أن يبني له منزلا في كونو يشبه سجن بارل (جنوب غرب) حيث أمضى السنوات الأخيرة من حياته في السجن.
وتلقى مانديلا العديد من الزيارات في هذا المنزل من ملكة البرامج الحوارية أوبرا وينفري للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
كما أقام فيه العديد من احتفالات أعياد الميلاد الضخمة لأطفال قريته.
وفي هذا المكان جرت الأمور أسرع من أي مكان آخر، حيث ساهم وجود مانديلا بإيصال التيار الكهربائي والمياه وتعبيد بعض الطرق وبناء بضعة منازل من الطوب.