اقتصاديون لبوابة العين: "نيوم" نقلة للمنطقة ويجذب استثمارات كبرى
خبراء اقتصاد واستثمار عرب يقولون إن مشروع "نيوم" طموح وسيُحدث نقلة اقتصادية كبرى ويجذب استثمارات كبرى في مقدمتها الأجنبية.
قال خبراء اقتصاد واستثمار عرب، لـ"بوابة العين"، إن مشروع " نيوم" الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طموح وسيُحدث نقلة اقتصادية بالمنطقة ويجذب استثمارات كبرى في مقدمتها الأجنبية.
وأشارت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار المصرية، إلى أن مشروع "نيوم" يتضمن فرصا استثمارية كبرى، وتنفيذه فرصة لتنمية وتعظيم النشاط السياحي، فضلا عن أنه يُعد إضافة قوية وحافزا ممتازا لكل الخطط الاستثمارية لمصر.
وكشفت وزيرة الاستثمار، في تصريحات نقلتها صحيفة المصري اليوم، الأربعاء، عن مفاوضات تجرى حاليا مع السعودية وبعض صناديق الاستثمار لإنشاء صندوق استثمارى مشترك بين البلدين لتمويل مشاريع، أبرزها فى قطاعات السياحة والتشييد والبناء والعقارات والصناعات التحويلية.
وأطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، مشروع "نيوم"، وهو عبارة عن منطقة استثمارية متكاملة.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فسيتم دعم "نيوم" بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة من قبل المملكة العربية السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة.
ووصف جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، مشروع "نيوم"، بالحلم الذي تأخر كثيرا، وقال: "طالبنا كثيرا بأن تستفيد مجموعة دول البحر الأحمر مصر والسعودية، والأردن، من موارد البحر الأحمر والطبيعية الجغرافية للمكان؛ حيث إنها غير مستغلة بالشكل المطلوب، وحان الوقت للاستفادة منها".
وأوضح بيومي أنه من المنتظر أن يتم إنشاء الكوبري الذي يربط بين مصر والمملكة، والذي سيقلب الحياة رأسا على عقب فى شبه الجزيرة العربية، وأن المشروع سيعمل على توسيع دور مصر في المنطقة، خاصة أن هناك 2.5 مليون مصري يعملون في المملكة.
وأشار إلى أن السوق السعودي أكبر سوق مستورد، والسعودية أكبر مستثمر عربي في مصر، متمنيا أن يستمر جلب الاستثمارات السعودية لمصر وهو أمر إيجابي وأفضل من المساعدات الاقتصادية.
وتستهدف المملكة أن يكون المشروع مركزا رائدا بالعالم يجمع أفضل العقول البشرية في مدينة مصممة على طراز المدن الذكية ونمط معيشة متقدم مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وقال عمرو علوبة الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن مشروع "نيوم" ركيزة مهمة لرؤية المملكة 2030 التي تستهدف التحول لاقتصاد متنوع لا يعتمد على القطاع النفطي ورفع إيرادات القطاعات غير النفطية، مع زيادة مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح علوبة أن "نيوم" يُعَد امتدادا لمشروعات المناطق الحرة والخاصة العملاقة التي اشتهرت بها الإمارات في المنطقة، وتعمل مصر أيضا على تنفيذها في الفترة الراهنة بمنطقة قناة السويس، وسيخلق المشروع أول منطقة صناعية وتجارية إقليمية تربط بين آسيا وإفريقيا، لافتا إلى أن نموذج مشروع "نيوم" يعتمد على الاستفادة من الموقع الاستراتيجي المهم للربط بين مناطق متعددة وإنشاء مجتمع صناعي متطور وموانئ وخدمات لوجيستية وإنشاء وادي للتكنولوجيا، فضلا عن استثمار المنطقة سياحيا وإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة تضاهي المدن العالمية.
ويطمح مشروع "نيوم" في بناء 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.
وأشاد علوبة، بالهيكل التنظيمي المتطور الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان، بإسناد إدارة المشروع إلى هيئة مستقلة تتولى الإشراف على وضع المخطط التفصيلي للمشروع ومنح التراخيص وتفعيل منظومة الشباك الواحد دون التقيد ببيروقراطية الأجهزة الحكومية؛ ما يذلل العقبات التي يمكن أن يواجها المستثمرون في الأسواق الناشئة.
وأوضح الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، أن "نيوم" سيعيد إحياء إقامة جسر تجاري بين السعودية ومصر للنقل البري والذي بدوره سيسهم في تنشيط حركة التجارة من جانب، فضلا عن خلق تكامل مع المنطقة الاقتصادية بقناة السويس حيث سيكثف تسليط الضوء العالمي على مزايا المناطق المطلة على البحر الأحمر.
وأعرب علوبة الذي يستثمر في محطات الطاقة الشمسية في مصر، عن تفاؤله بنية المملكة في الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية للمشروع ليواكب التوجه العالمي في توفير طاقة رخيصة التكلفة وتحافظ على البيئة.
من جانبه قال أيمن أبوهند، رئيس قطاع الاستثمار ببنك الاستثمار الأمريكي كارتل كابيتال لمنطقة الشرق الأوسط، إن نجاح المشروع سيحقق نقلة اقتصادية بالشرق الأوسط.
وأضاف: المستثمر الأجنبي يبحث أولا عن تشريعات حديثه تضمن حماية استثماراته وتوافر بنية تحتية متطورة لتغذية المشروعات بالطاقة والمياه وتكنولوجيا الاتصالات، فضلا عن أن ضخ استثمارات محلية ضخمة سيشجع المستثمرين الأجانب على الاستثمار وسيجعلهم أكثر قدرة على تدبير تمويلات من الخارج للمشروعات.
ويستحوذ الشق السياحي بمشروع "نيوم" على حيز كبير من اهتمام المستثمرين، وهو ما يؤكده علي غنيم خبير الاستثمار السياحي وعضو اتحاد الغرف السياحية المصرية، بأن المشروع سيرفع التصنيف السياحي العالمي للمدن المطلة على البحر الأحمر.