جلسة سرية.. نتنياهو أمام المحكمة بـ«تهم فساد» وقرار بتأجيل «الاستماع»

في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية والسياسية، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، في جلسة سرية أمام المحكمة المركزية في القدس.
وفي الجلسة المغلقة، حاول نتنياهو إقناع القضاة بتأجيل شهادته، مستندًا إلى ما وصفه بـ«الضرورة الأمنية الإقليمية».
وخلال الجلسة، عبّر نتنياهو عن استغرابه من رفض طلبه الأول، قائلاً: «كنت أظن أنه بعد يوم من انتهاء حملة تاريخية، فإن حقيقة أن رئيس الحكومة مضطر لتكريس كل وقته وجهده لمعالجة قضايا وطنية وأمنية ستكون واضحة للجميع».
قرار المحكمة
وقرر قضاة المحكمة المركزية في القدس إلغاء أسبوع كامل من جلسات الاستماع في قضايا الفساد المرفوعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك بعد جلسة مغلقة شارك فيها كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل.
وشارك في الجلسة السرية كل من رئيس المخابرات العسكرية شلومي بيندر، ورئيس الموساد دافيد بارنياع، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، إلى جانب ممثلين عن الموساد، حيث قدموا إحاطات استخباراتية سرية للقضاة، دون أن تُكشف تفاصيلها للرأي العام.
وجاء مثول نتنياهو بعد أن رفضت المحكمة، نهاية الأسبوع الماضي، طلبًا تقدم به لتأجيل جلسات الاستماع، بحجة انشغاله الكامل بـ«التطورات الإقليمية والأمنية الطارئة» وعلى رأسها الحرب الأخيرة مع إيران.
وقد جاء في قرار القضاة: «عُرض أمامنا جدول أعمال نتنياهو، وبوجه عام لا يتضمن معطيات أو تفاصيل استثنائية يمكن أن تبرر إلغاء الجلسات».
وأضاف القرار أن المحكمة وافقت فقط على تأجيل الجلسة ليوم الإثنين، بحيث تبدأ في الساعة 11:30 صباحًا، بسبب «نشاط رسمي» محدد.
ويواجه نتنياهو تهم فساد في ثلاث قضايا رئيسية، بعد رفض قضائي لطلبه تأجيل شهادته.
وكان نتنياهو قد تقدّم، عبر محاميه عميت حداد، بطلب لتأجيل الشهادة المقررة، مؤكدًا أن «الوضع الإقليمي المعقد، وإدارة ملفات بالغة الحساسية كملف الرهائن والحرب في غزة، يحول دون إمكانية التفرغ للمحاكمة في الوقت الحالي».
لكن المحكمة ردت بأن «الطلب لا يتضمن مسوغات قانونية كافية لتأجيل الجلسات».
ترامب يهاجم القضاء
وتمثل هذه الجلسة أول مثول مباشر لنتنياهو منذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 23 يونيو/حزيران الجاري، بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري بين الجانبين.
وتزامن ذلك مع تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف محاكمة نتنياهو بأنها «حملة اضطهاد سياسي»، مشيرًا إلى أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي يقود دولة في حالة حرب ويجب حمايته، لا ملاحقته قضائيًا».
اتهامات ثقيلة
ويواجه نتنياهو 3 قضايا رئيسية معروفة إعلاميًا بـ«الملف 1000» و«الملف 2000» و«الملف 4000»، تتضمن اتهامات بـ«تلقي رشى وهدايا ثمينة من رجال أعمال، والسعي للتأثير على تغطية وسائل إعلامية مقابل امتيازات».
ويُنظر إلى هذه الملفات بوصفها أخطر قضية فساد تطول رئيس حكومة إسرائيلي أثناء وجوده في منصبه، وسط تساؤلات متزايدة عن إمكانية تأثير المسار القضائي على استمراره في الحكم.
ويحمل مثول نتنياهو أمام المحكمة أبعادًا أوسع من الشأن القانوني، إذ يأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغطًا دوليًا متزايدًا، ومعارضة داخلية تتهم رئيس الوزراء بمحاولة الالتفاف على القضاء مستفيدًا من الحرب على غزة والتوتر مع إيران.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA==
جزيرة ام اند امز