مشهد الهروب يُفسد نشوة وعد نتنياهو الانتخابي بضم غور الأردن
نتنياهو أراد لوعده الانتخابي ضم الأردن، أن يتصدر الصحف، فجاءت الرياح بما لا يشتهي،إذ تحول مشهد هروبه إلى مادة للتندر
أراد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوعده الانتخابي بضم غور الأردن، أن يتصدر عناوين الصحف الإسرائيلية ،لكن الرياح جرت بما لا يشتهي، فتحول الرجل إلى مادة للتندر في أوساط شعبه وإعلامه.
فمشهد هروبه من إحدى القاعات في مدينة أسدود بعد دوي صافرات الإنذار، احتل مساحات واسعة من الصحف والمواقع العبرية.
"تحت النار".. كان العنوان الذي اختارته صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع صورة كبيرة لنتنياهو محاطا بقوات الأمن الخاصة وهو يغادر قاعة المركز الانتخابي لحزب "الليكود" الذي يتزعمه.
أما صحيفة "معاريف" فاختارت صورة لنتنياهو وهو يعلن وعده الانتخابي بضم غور الأردن وأخرى وهو قيد الإخلاء من القاعة، وكتبت أسفلها بالخط العريض" ضم وإخلاء".
وكان نتنياهو وفي مسعى أخير منه لتجنيد أصوات اليمين في إسرائيل، أعلن في مؤتمر صحفي استثنائي، أمس الثلاثاء، عزمه ضم غور الأردن وشمالي البحر الميت، كخطوة نحو ضم المستوطنات في الضفة الغربية.
لكن ما هي إلا ساعات قليلة بعد هذا الإعلان، حتى دوت صافرات الإنذار في مدينة أسدود أثناء خطاب انتخابي لنتنياهو في المدينة، ليقوم الأمن بإخلائه على الفور منها.
وتصدر مشهد إخلاء نتنياهو، عناوين وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في إسرائيل.
وفي محاولة منه لاستعادة هيبته، سارع نتنياهو بالتوجه إلى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وعقد اجتماعا أمنيا حرص على نشر صورته على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع نهاية الاجتماع كتب نتنياهو في تغريدة على "تويتر" : "سكان الجنوب، إني أحبكم"، وبعدها بدأت طائرات حربية إسرائيلية بشن غارات على أهداف في قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان "أغارت مقاتلات حربية على نحو 15 هدفا في شمال ووسط قطاع غزة بينها عدد من الأهداف التابعة لحركة حماس".
في المقابل، تحولت مشاهد إخلاء نتنياهو إلى مادة خصبة في يد الأحزاب الإسرائيلية المنافسة له، عشية الانتخابات العامة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل.
وكتب يائير لابيد، القيادي في حزب"أزرق أبيض" المعارض، في تغريدة على "تويتر" :"التنبيه الأحمر (صافرات الإنذار) في أسدود بينما نتنياهو على خشبة المسرح هو علم أحمر لمواطني إسرائيل، لقد انتهى نتنياهو ويجب أن يغادر المسرح"، في إشارة إلى مغادرة الحياة السياسية.
وفي إشارة إلى أن صافرات الإنذار أُطلقت أيضا في مدينة عسقلان أثناء مشاركة القيادي في "أزرق أبيض" غابي أشكنازي في ندوة انتخابية، قال رئيس الحزب بيني جانتس: "تم إخلاء رئيس الوزراء إلى مخبأ ، بينما كان غابي على خشبة المسرح في عسقلان واستمر في الحديث كما لو أنه لم يحدث شيئا".
وأضاف جانتس:" نحن لا نخاف، لا من حماس ولا من حزب الله، نحن ملتزمون ونحن هنا"
وتابع الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي :" لقد رأينا اليوم كيف يتم استبدال الكلمات الكبيرة بصفر فعل. بدلاً من إصدار بيانات فارغة على غور الأردن، نعتزم الدفاع عن سيادتنا في الجنوب. لن نقبل أي انتهاك للسيادة. لا صاروخ ولا طائرة ورقية ولا قذيفة صاروخية".
بدوره، قال زعيم حزب" العمل" المعارض عمير بيرتس:" ليس هناك شيء جديد. لسوء الحظ ، يختفي نتنياهو مرة أخرى بينما يهمل سكان الجنوب. تتطلب القيادة الحقيقية التعامل مع جذور المشكلة ، بدلاً من الاختباء تحت درع القبة الحديدية".
من جانبه، دافع حزب" الليكود" عن نتنياهو، وقال في بيان له "ظاهرة جديدة في الانتخابات : 3 رؤساء أركان سابقون في الجيش يرحبون بسرور بإطلاق الصواريخ على رئيس الوزراء الإسرائيلي ..إنه لأمر مخز".
وكان "الليكود" يشير بذلك إلى بيني جانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعالون الذين يتصدرون حزب"أزرق أبيض".