غزة في خطاب نتنياهو.. حضرت «الرؤية» وغابت الهدنة
جميع الملفات سجلت حضورها بخطاب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس الأمريكي، بما فيها رؤيته لغزة ما بعد الحرب، لكن غاب ما كان ينتظره العالم بأسره.
فحتى وقت قصير قبل أن يلقي نتنياهو خطابه أمام الهيئة التشريعية الأمريكية، كان كثيرون يتوقعون أن يعلن عن هدنة بالقطاع المدمر.
لكن ذلك لم يحدث، ومع ذلك، لم يتوقف تصفيق المشرعين الأمريكيين طوال 45 دقيقة استغرقها الخطاب الرابع لنتنياهو أمام الكونغرس.
وحدد نتنياهو في خطابه رؤيته العامة لغزة ما بعد الحرب ولكن دون أن يقول الكلمة التي انتظرها أهالي الرهائن الإسرائيليين بأنه تم التوصل إلى اتفاق.
وجدد نتنياهو دعوته إلى تحالف إقليمي للتصدي لإيران، فيما هاجم المحكمة الجنائية الدولية التي قال إنها "تريد تكبيل أيادي إسرائيل".
كما وجه انتقادات حادة إلى المتظاهرين الأمريكيين ضد الحرب، ووصفهم بـ"الأغبياء".
ووجه نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي جو بايدن على دعمه لإسرائيل وللرئيس السابق دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة التي قال إنها "ستبقى إلى الأبد عاصمة لإسرائيل".
غابت الهدنة
استقبل أعضاء الكونغرس نتنياهو بـ4 دقائق من التصفيق قبل الخطاب الذي تمت مقاطعه عشرات المرات بالتصفيق والوقوف.
واستهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وضع على صدره دبوسا يحمل علمي أمريكا وإسرائيل، خطابه بالحديث عما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في غلاف غزة، قبل أن يستعرض عدد الرهائن الإسرائيليين الذين عادوا من القطاع والجنود الذين شاركوا في الحرب.
وفيما كانت أعين الإسرائيليين موجهة له للإعلان عن قبول صفقة تبادل الأسرى، اكتفى نتنياهو بالقول: "بينما نتحدث الآن، فإننا نبذل حاليًا جهودًا لتأمين إطلاق سراحهم".
وبشأن الحرب، قال إنه "من الممكن أن تنتهي غداً إذا سلمت حماس أسلحتها وأطلقت سراح جميع الرهائن".
ومستدركا: "ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، فإن إسرائيل ستقاتل حتى يتم تدمير كافة قدرات حماس العسكرية".
رؤية
وعن رؤيته لغزة ما بعد الحرب، أضاف: "لا تسعى إسرائيل إلى إعادة استيطان غزة، ولكن يجب عليها الحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة للتأكد من أن القطاع لن يشكل تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى".
وتابع: "يجب أن تكون هناك إدارة مدنية في غزة يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل، هذا ليس كثيرا لنطلبه، يجب ألا يتعلم الجيل الجديد من الفلسطينيين أن يكرهوا اليهود بل أن يعيشوا إلى جانبنا".
ولكنه شدد على ضرورة أن "يكون القطاع منزوع السلاح"، معتبرا أن "نزع التطرف ونزع السلاح" هما الطريقان الوحيدان لتحقيق السلام.
ولفت إلى أن هذه هي رؤيته لغزة.
أما على الجبهة الشمالية، أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي، لكنه حذر من أن تل أبيب ستفعل كل ما هو مطلوب لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية وعودة السكان إلى منازلهم.
وأشار أيضًا إلى عمليات نقل الأسلحة الأمريكية، قائلاً: "امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع".
تحالف ضد إيران
وفي الملف الإيراني، قال نتنياهو إن "طهران تقف فعلياً وراء كل الإرهاب والفوضى والقتل. اسألوا أنفسكم: من الذي يقف في طريق إيران لفرض الإسلام المتطرف على العالم؟ إنها أمريكا".
وأضاف: "تدرك إيران أنه لتحدي أمريكا، يجب عليها أولاً أن تغزو الشرق الأوسط باستخدام جميع وكلائها. لكن إسرائيل تقف في طريقها. ولهذا السبب يهتف الغوغاء في طهران الموت لإسرائيل قبل الموت لأمريكا".
وتابع: "عندما نقاتل حماس وحزب الله والحوثيين، فإننا نقاتل إيران. وعندما نقاتل إيران، فإننا نقاتل أكبر عدو لأمريكا. نحن لا نحمي أنفسنا فقط، بل نحميكم".
وأردف: "إذا تذكرتم شيئاً واحداً من هذا الخطاب، فإن أعداءنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، وانتصارنا هو انتصاركم. وهذا النصر يلوح في الأفق. وهزيمة حماس ستكون ضربة مدمرة لإيران".
ودعا نتنياهو إلى تحالف ضد إيران، قائلا إن هناك "لمحة" عن هذا التحالف في 14 أبريل/ نيسان الماضي عندما شنت طهران هجومها الصاروخي والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.
وقال: "شكرًا للرئيس بايدن على جمع هذا التحالف معًا، أعتقد أننا يجب أن نسميه تحالف إبراهيم".
شكر وانتقادات
في خطابه، شكر نتنياهو بايدن على دعمه لإسرائيل وقال: "أعرفه منذ 40 عاما. وأود أن أشكره على صداقته".
كما وجه الشكر للرئيس السابق دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.
في المقابل، وجه نتنياهو الاتهام للمتظاهرين ضد الحرب، متهما إياهم بدعم "حماس" وقال: "هؤلاء المتظاهرين يقفون معهم. يجب أن يخجلوا من أنفسهم".
وأضاف: "ليس المحتجون في الحرم الجامعي فقط هم من يخطئون. إنهم أيضًا الأشخاص الذين يديرون تلك الجامعات. ومن العار أن رؤساء تلك الجامعات لم يتمكنوا من إدانة الدعوات للإبادة الجماعية لليهود".
وبشأن المتظاهرين خارج قاعة الكونغرس، قال: "لقد علمنا مؤخرًا أن إيران تمول الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل (..) إنهم الأغبياء الذين يفيدون إيران".
ووجه الاتهام للمحكمة الجنائية الدولية بمحاولة تقييد أيدي إسرائيل وقال: "لقد اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بشكل مخجل بتجويع سكان غزة عمداً. وهذا بالطبع هراء".
وأضاف: "أكاذيب المحكمة الجنائية الدولية ليست تشهيراً فحسب، بل إنها خطيرة. وأمريكا هي التالية، وكذلك كل الديمقراطيات التي تحارب الإرهاب. لن يتم تكبيل دولة إسرائيل أبدا. إسرائيل ستدافع عن نفسها دائما".
ترحيب وغضب
في إسرائيل، انقسمت ردود الفعل حيال خطاب نتنياهو بين الترحيب والغضب.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على منصة "إكس": "إسرائيل تحب نتنياهو".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس فاعتبر، عبر المنصة نفسها، أن "خطاب رئيس الوزراء القوي والمؤثر، إلى جانب الدعم الساحق من أعضاء الكونغرس، يشهد على قوة التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
ولكن عائلات الرهائن الإسرائيليين لم تخف غضبها، وقالت على منصة "إكس": "45 دقيقة من الخطاب المصحوب بالتصفيق، لن تنسى الحقيقة المؤسفة وهي أن عبارة اتفقنا الآن! غائبة عن خطاب رئيس الوزراء، كما لم يرد ذكر 120 مختطفة ومختطفًا لن يعودوا إلى ديارهم الليلة أيضًا".
أما زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، فقال: "مشين! ساعة من الحديث دون أن أقول جملة واحدة: "ستكون هناك صفقة مختطفين".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA==
جزيرة ام اند امز