نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي.. قضايا الخطاب الرابع
4 قضايا تهيمن على خطاب من المنتظر أن يلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، أمام الكونغرس الأمريكي.
خطاب يعد الرابع لنتنياهو أمام الهيئة التشريعية الأمريكية، وسيحاول نتنياهو التركيز فيه على القضية التي تجمع الحزبين الجمهوري والديمقراطي وهي إيران.
وسيسلط نتنياهو الضوء على رفض امتلاك طهران السلاح النووي ونشاطات حلفائها في المنطقة من "حزب الله" اللبناني إلى حركة حماس والحوثيين.
كما سيسعى لاستعطاف أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، في الجلسة المشتركة، من خلال الحديث عن هجوم "حماس" على غلاف قطاع غزة، والحديث عن شهادات وتفاصيل يبرر من خلالها الحرب على غزة.
وفي رسالة إلى المشرعين الأمريكيين والمواطنين الإسرائيليين، فإن نتنياهو سيتحدث عن المساعي للتوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة، حيث سيعتبر أن الظروف باتت مواتية للتوصل لاتفاق "إثر الضغط العسكري الشديد على حماس".
ولأنه يدرك حساسية الوضع السياسي في الولايات المتحدة قبيل الانتخابات الرئاسية، فإن نتنياهو سيحرص على إرضاء كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من خلال عبارات الشكر على الدعم الصلب لإسرائيل.
وسيركز رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه أيا كان الرئيس القادم، فإن إسرائيل هي الحليف الأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ساعة الذروة
سيأتي خطاب نتنياهو في ساعة الذروة في نشرات الأخبار المسائية الإسرائيلية، ولكن قبل ساعات قليلة من خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمة الأمريكية والذي سيشرح فيه أسباب قراره التنحي عن السباق الانتخابي لولاية رئاسية ثانية.
وسبق لنتنياهو أن قال إن خطابه الرابع كرئيس لوزراء إسرائيل أمام الكونغرس يجعله أكثر زعيم أجنبي يخاطب البرلمان الأمريكي.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه: "بينما رفض رئيس الوزراء الكشف عما سيقوله أمام المشرعين الأمريكيين، تقول المصادر إن الخطاب سيتطرق إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومصير الرهائن وخطة غزة ما بعد الحرب".
وأضافت: "ومن المتوقع أن يتطرق نتنياهو إلى التهديدات الإيرانية وسبل التعامل معها".
وقال مصدر في الوفد المرافق لنتنياهو: "سيتحدث رئيس الوزراء في خطابه عن الأسباب التي تجعل إسرائيل على حق، وعن شجاعة الجنود الإسرائيليين، وكذلك كفاحنا من أجل تحرير جميع الرهائن وتحقيق النصر الكامل على حماس"، على حد قوله.
كما "سيتطرق أيضًا في الخطاب إلى التحدي الذي يشكله محور الشر الإيراني لإسرائيل ودول أخرى في المنطقة والولايات المتحدة، وبالإضافة إلى ذلك، سيكشف النقاب عن طريقة جديدة للتعامل مع هذا التحدي"، وفق المصدر ذاته.
وتوقعت مصادر مقربة من نتنياهو أنه على الرغم من علاقته السيئة مع بايدن والانتقادات الأمريكية لطريقة إدارة الحرب في غزة، فإنه سيلقي خطابا تصالحيا وموحدا يشيد بدعم بايدن لإسرائيل على مدى عقود.
وسيشكر الإدارة على وقوفها إلى جانب إسرائيل ضد حماس وحزب الله وإيران منذ بدء الحرب الحالية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جهتها، قالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه "بحسب مصادر مقربة من نتنياهو، فإن الخطاب سيتناول بالتأكيد تطلع إسرائيل إلى السلام الإقليمي، مع التأكيد على الرغبة في التوصل إلى اتفاق تاريخي مع السعودية وبالتالي توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، يخطط نتنياهو لتسليط الضوء على تورط إيران في هجوم حماس على إسرائيل، بالإضافة إلى الأنشطة العدائية لمختلف الجهات الفاعلة الإقليمية التي تمثل فعليًا وكلاء إيران الذين يهددون دولة إسرائيل".
وتابعت: "التركيز المهم الآخر لنتنياهو هو التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهي علاقة وشراكة لن تتأثر بنتيجة الانتخابات الأمريكية ولا تتغير بناءً على سياسات الرئيس الحالي".
غياب أو مقاطعة
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن ربع النواب الديمقراطيين على الأقل سيقاطعون أو يتغيبون عن الخطاب.
ورصدت "العين الإخبارية" تصريحات عدد من المشرعين عن مقاطعتهم لكلمة نتنياهو، ومن بينهم السيناتور بيرني ساندرز، والذي قال على منصة "إكس" إنه "منذ بدء الحرب في غزة، قُتل ما لا يقل عن 39 ألف فلسطيني وجُرح 89 ألفًا".
وأضاف: "نتنياهو مجرم حرب.. ولا ينبغي له أن يخاطب الكونغرس".
أما السيناتور كريس فان هولن، فقال على منصة "إكس" إنه "لن أحضر الجلسة المشتركة مع رئيس الوزراء نتنياهو ".
بينما أكد السيناتور جيف ميركلي على منصة "إكس"، أنه "لن يحضر خطاب نتنياهو".
وأشار إلى أنه "في أعقاب هجوم حماس المروع، تسببت استراتيجية الحرب التي ينتهجها نتنياهو في مقتل أكثر من 12 ألف امرأة وطفل، وتسببت في مجاعة واسعة النطاق، وأعطت الأولوية لبقائه السياسي على إطلاق سراح الرهائن. ولا ينبغي أن يكون له منبر أمام الكونغرس".
فيما قالت السيناتورة إليزابيث وارين للصحفيين: "لقد خلق نتنياهو كارثة إنسانية، وأوضح أنه لا يدعم سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى حل الدولتين الذي يسمح لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين بتقرير المصير والكرامة".
وشددت: "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، واستعادة الرهائن، والإغاثة الإنسانية، ودفع الطرفين نحو المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي".
هاريس.. لقاء فقط
لن تحضر نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة كامالا هاريس جلسة الكونغرس التي ستشهد خطاب نتنياهو.
ونقلت صحيفة "التليغراف" البريطانية عن مصادر إسرائيلية قولها إن عدم حضور هاريس "مخيب للآمال"، معتبرة أن تجنبها الحضور "ليس طريقة جيدة لمعاملة حليف".
وعادة ما يرأس نواب الرئيس قاعة مجلس الشيوخ عندما يلقي أحد كبار الشخصيات الزائرين خطابا، لكن هاريس ستشارك بدلا من ذلك بحدث في إنديانا بوليس.
ومن المقرر أن تستقبل هاريس نتنياهو في البيت الأبيض مساء غد الخميس، بعد لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويلتقي نتنياهو بعد غد الجمعة المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز