تنحي بايدن عن السباق الرئاسي.. ماذا يعني لنتنياهو؟
لم تكن العلاقة "طيبة" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، فمنذ توليه منصب نائب الرئيس في عهد إدارة باراك أوباما ولاحقا لدى توليه الرئاسة شابت العلاقة بين الجانبين الكثير من الخلافات.
وبالمقابل، فإن العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتسمت بالحميمية إلا أن ترامب غضب من نتنياهو لتهنئته بايدن بفوزه بالانتخابات قبل أن يقر ترامب بالهزيمة.
وفي مقابلة مع الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في العام 2021 قال ترامب: "لم يفعل أحد أكثر مني من أجل بيبي (نتنياهو). وأنا أحببت بيبي، لكنني أحب الولاء أيضًا. وكان بيبي أول من هنأ بايدن. ولم يهنئه فحسب، بل قام بذلك على شريط مسجل".
ولكن في حينه لم يكن نتنياهو أول من هنأ بايدن بالفوز وفق العديد من التحقيقات.
كما يأخذ ترامب على نتنياهو إنه تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في عملية اغتيال قاسم سليماني.
ولكن ترامب مدعوم من قبل الأشخاص الأكثر دعما لليمين الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولذلك لم يكن غريبا أن نتنياهو امتنع عن التعليق على قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي في حين أن قادة المعارضة سارعوا لتقديم الشكر لبايدن.
فزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ووزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب "معسكر الدولة" وزعيم حزب "العمل" يائير غولان نشروا على منصة "إكس" عبارات شكر لبايدن.
كما شكره وزير الدفاع يوآف غالانت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وجميعهم وصفوا بايدن بأنه "صديق لإسرائيل".
وبالمقابل، فقد صمت نتنياهو وقادة اليمين المتطرف في حين استهزأ صحفيون مقربون من نتنياهو واليمين المتشدد ببايدن.
ومن المرتقب ان يلتقي نتنياهو مع بايدن يوم الثلاثاء في مكان لم يتم تحديده بعد بالولايات المتحدة الأمريكية التي سيغادر نتنياهو إليها صباح الإثنين.
ووفق موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي فإن نتنياهو سيلتقي أيضا خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية مع دونالد ترامب.
وقال: "من المتوقع أن يلتقي نتنياهو أيضا مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن. كما سيجتمع مع أعضاء الكونغرس وسيجري عدة مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية".
وأضاف: "بالنسبة لنتنياهو، فإن الجزء الأكثر أهمية في زيارته هو الخطاب أمام الكونغرس يوم الأربعاء، أكثر بكثير من الاجتماع مع بايدن".
بدء الهجوم على هاريس
وسارع ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل وأحد المقربين من ترامب، لمهاجمة كامالا هاريس.
وقال على منصة "إكس": "الآن توجد الفجوة الأوسع في التاريخ الأمريكي بين دعم المرشحين لإسرائيل. دونالد ترامب هو الأفضل على الإطلاق، وستكون كامالا هاريس الأسوأ".
وفي مقابلة مع صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، حذر فريدمان من أن انسحاب بايدن ورئاسة هاريس المحتملة قد يشكلان مخاطر كبيرة".
ووصف فريدمان في المقابلة التي تابعتها "العين الإخبارية" بايدن بأنه "بطة عرجاء" لم يعد قادرا على قيادة مفاوضات هادفة وشكك في قدرة هاريس على التعامل مع الشؤون الدولية بفعالية.
وأكد فريدمان أن “بايدن ارتكب العديد من الأخطاء فيما يتعلق بإسرائيل، لكنه يتقدم بأميال على هاريس من حيث دعم إسرائيل”. واعتبر أن هاريس "هي على هامش الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذي يتعاطف أكثر مع القضية الفلسطينية”.
ويعتقد فريدمان أن ترشيح هاريس يمكن أن يؤدي إلى تحول تاريخي للناخبين اليهود إلى الجانب الجمهوري.
وقال: "لقد دعم بايدن إسرائيل تقليديا، لكن هاريس لم تنجح في اختبار لدعم إسرائيل بشكل حقيقي، وإذا أضفنا ذلك إلى كون المؤتمر الجمهوري مؤيدا تاريخيا لإسرائيل والمؤتمر الديمقراطي من المرجح أن يكون مؤيدا لفلسطين، فسيكون لدينا تحول كبير".
وانتقد فريدمان أيضًا موقف هاريس من إسرائيل، قائلاً: “لقد أظهرت من خلال أفعالها وارتباطاتها أنها تنحاز أكثر إلى الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، الذي اتخذ موقفًا عدائيًا بشكل متزايد تجاه إسرائيل. إن دعمها للسياسات والشخصيات التي تنتقد إسرائيل بشكل علني أمر مثير للقلق بالنسبة لأولئك الذين يقدرون العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وخلص فريدمان الى التأكيد على التأثير المحتمل على الناخبين اليهود الأمريكيين.
وتوقع فريدمان أن "هذا سينقل الناخبين اليهود إلى الجانب الجمهوري، إن هاريس تفتقر إلى أي صلة بإسرائيل، والمؤتمر الديمقراطي سوف يسلط الضوء على هذا التناقض. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحول تاريخي للناخبين اليهود إلى الجانب الجمهوري”.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA==
جزيرة ام اند امز