سباق الزمن في هدنة غزة.. نتنياهو بين ضغوط الداخل وتنصيب ترامب
في ظل الضغوط المستمرة من الداخل واقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، مناقشة أمنية محدودة حول التوصل لاتفاق في غزة.
وأشارت قنوات تلفزة إسرائيلية إلى أن وفدًا إسرائيليًا سيعود من قطر، حيث تجري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من أجل إطلاع القيادة الإسرائيلية على سير المفاوضات.
- إسرائيل تخنق شمال غزة.. قصف ونزوح قسري و«غذاء مقنن»
- هدنة غزة.. خطوات «بطيئة» على وقع الفجوات والعقبات
ولا يزال يوم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وهو 20 من الشهر الجاري، الموعد المرتقب للتوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة قبله أو خلاله.
وقالت القناة الإخبارية 14 الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو: "سيتطرق النقاش بشكل أساسي إلى تجدد محاولات استئناف المفاوضات مع الوسطاء لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس في قطاع غزة".
وكانت القناة قد أشارت إلى أن "وفدًا من مجموعات العمل المهنية انطلق لإجراء مناقشات في قطر بعد ضغوط من القطريين، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن الإنذار الذي وضعته إدارة ترامب في ظل عدم تحقيق أي اختراق كبير في القضايا الرئيسية للمفاوضات".
ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "إن تقدمًا يتم إحرازه، لكنه يجري ببطء شديد ويركز فقط على القضايا الثانوية".
وأضاف المصدر: "فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية – عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم ومطالبة حماس بإنهاء الحرب – لا يوجد تقدم".
وتابع المصدر: "لا نستبعد احتمال أن تواجه حماس صعوبات في تقديم قائمة بأسماء المختطفين، لكننا لسنا مهتمين بذلك. على الرغم من الصعوبات، لديهم القدرة، وإذا لم يتمكنوا من تقديم قائمة، فليس من جدوى من الدخول في صفقة لأنهم لن يكونوا قادرين على إعادة المختطفين".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار، مساء السبت، إلى أنه في محادثة مع والدي الجندية المختطفة ليري إلباغ، وعد نتنياهو بأن إسرائيل "تواصل العمل بلا كلل لإعادة ليري وجميع المختطفين إلى الوطن، وأن الجهود مستمرة – بما في ذلك في هذه اللحظة".
وإضافة إلى الضغط الأمريكي، فإن الضغوط المحلية في إسرائيل على الحكومة تتواصل.
وكتب المقدم الدكتور أمير بلومنفيلد، الرئيس السابق لفرع الصدمات في المقر الرئيسي للمسؤولين الطبيين: "إن حالة المختطفين حرجة وتهدد حياتهم. وكل يوم يمر يزيد من معاناتهم ويزيد من خطر تعرضهم لضرر لا يمكن إصلاحه أو الموت".
وأضاف، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "إن الأسر المطول والظروف اللاإنسانية التي يعاني منها المختطفون لا تمثل أزمة إنسانية فحسب، بل هي أيضًا حالة طوارئ صحية حرجة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية".
ووصفت الصحيفة ما كتبه بأنه "خطير"، سيما وأنه يتمتع بعقود من الخبرة في طب الطوارئ والطب التشغيلي.
وقال الدكتور بلومنفيلد: "الضرر التراكمي يتزايد بشكل غير متناسب مع مرور الوقت".
وأضاف: "وفي هذا الوقت، فإن أي شخص مختطف ويعيش في غزة يقع تحت عنوان "حالة إنسانية"، ويجب إطلاق سراحه فورًا، لأن كل يوم يمر يشكل خطرًا واضحًا وفوريًا على حياته".
ونقلت الصحيفة عن اثنين من كبار المسؤولين المطلعين على عمل فريق التفاوض: "على الرغم من الموقف الدولي الجديد، الوضع في الشرق الأوسط، هزيمة محور المقاومة وإزاحة الأسد، ورغم وصول ترامب الوشيك، ورغم الإشارات التي تشير إلى أن حماس مستعدة للتسوية، فإن الهوة بين الطرفين تبقى واسعة وعميقة".
ونقلت عن مسؤول كبير في إحدى الدول الوسيطة أن "إسرائيل تحاول (مرة أخرى) إبرام صفقة صغيرة تشمل عددًا صغيرًا من الرهائن مقابل عدد صغير من الأسرى الفلسطينيين الخطرين، وستتضمن أيضًا وقف إطلاق النار لعدد صغير من الأسابيع، وربما صغير جدًا".
وأشار إلى أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق سريع قبل تنصيب ترامب، كما طالب، وتأجيل القضايا الرئيسية التي تبدو مستعصية حاليًا إلى المرحلة التالية.
ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي: "يجب أن يكون واضحًا للجمهور والعائلات أنه عندما نتحدث عن صفقة الآن، فهي صفقة صغيرة ومحدودة للغاية لتحقيق شيء ما، لتحرير شخص ما في النهاية، هذه ليست صفقة شاملة، كما أنها ليست خطوة واحدة من بين عدة صفقات تم التخطيط لها".
وأضاف: "وهذا يعني أن الاتفاق الصغير، إذا تم التوصل إليه على الإطلاق، سيكون الوحيد لفترة طويلة جدًا من الزمن، وبعد ذلك ليس من المؤكد أنه سيبقى هناك أي شخص للإفراج عنه"، في إشارة إلى إمكانية موت الرهائن الذين لن تشملهم المرحلة الأولى.
عائلات الرهائن توجه الاتهام للحكومة
في غضون ذلك، وجهت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة الاتهام للحكومة الإسرائيلية بالمماطلة.
وقالت يفعات كالديرون، في مؤتمر صحفي في تل أبيب مساء السبت: "على الرغم من التقارير التي تفيد بإحراز تقدم، فإننا نذهل عندما نرى كيف يستمر التأخير والتباطؤ من جانب إسرائيل في المفاوضات، وفي كل مرة يكون هناك عذر جديد يمكن أن ينسف الصفقة".
وأضافت: "في الماضي كانت قصة فيلادلفيا، واليوم أصبحت قصة "قوائم المختطفين".
وتوجهت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلة: "نتنياهو، توقف عن المماطلة! أخرجهم من الجحيم! بدلًا من الإصرار لمدة أسبوعين على القوائم، يمكنك بالفعل إتمام الصفقة".
وتابعت: "المؤسسة الأمنية وأغلبية الجمهور تؤيد التوصل إلى اتفاق شامل وإنهاء الحرب! وقد رأينا بالفعل أن الضغط العسكري يقتل المختطفين! كيف تنامون في الحكومة ليلًا؟ أنهوا الحرب وأعيدوا ابن عمي عوفر كالديرون وكل شخص آخر في صفقة شاملة الآن!".
وبدورها، قالت ماريف صابرسكي: "إن الظروف التي يُحتجز فيها المختطفون غير إنسانية. ولا يمكن تصور أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عنهم هناك لمدة 15 شهرًا".
وأضافت: "رئيس وزرائنا جعل من استمرار الحرب هدفه الأسمى".
وتابعت: "أخي إيتاي صابرسكي نجا من الأسر لمدة 99 يومًا حتى قُتل. يجب علينا إنقاذ أولئك الذين تركوا".
وأردفت: "نحن في أيام حرجة، يمكننا إعادتهم جميعًا إذا كان هناك ما يكفي من الضغط الشعبي والسياسي لإنهاء الحرب. يجب أن نمنع الطوربيد القادم وألا نتنازل عن صفقة جزئية".
ومن جهته، قال داني إلغارت: "نتوجه مرة أخرى إلى الرئيس ترامب، الرئيس المحترم، لا تكتفوا بصفقة جزئية، ما يعني الحكم بالإعدام على المختطفين الذين سيبقون وراءهم، واستمرار الحرب إلى الأبد".
وأضاف في إشارة إلى ترامب: "لا تسمحوا بصفقة جزئية يقوم بعدها المتطرفون في الحكومة ببناء المستوطنات على رأس المخطوفين في الأنفاق. أنتم وحدكم من يستطيع الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة شاملة. إنهم في الجحيم ويجب إنقاذهم".
وتابع: "حان وقت الصفقة الآن! من فضلك (ترامب) افعل كل شيء لإعادة أخي إيتسيك إلغارت والجميع إلينا".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xNTEg جزيرة ام اند امز