متحدث نتنياهو لـ"العين الإخبارية": مستعدون لاستئناف المفاوضات وكفى متاجرة بالقضية
عوفير جندلمان تحدث عن العديد من الملفات في مقابلة موسعة مع "العين الإخبارية" من بينها معاهدة السلام مع الإمارات
أكد عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداد بلاده لاستئناف فوري لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، داعيا القيادة الفلسطينية إلى التوقف عن "المتاجرة" بالقضية.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" جرت على هامش الزيارة التي يجريها وفد إسرائيلي أمريكي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في أول رحلة جوية بين البلدين، تطرق جندلمان إلى معاهدة السلام الموقعة مؤخرا بين الجانبين، وآفاقها على الصعيد الثنائي والإقليمي.
كما أشاد المسؤول الإسرائيلي بالاستقبال الإماراتي، مشيرا إلى الدور الذي ستلعبه المعاهدة في تعزيز فرص السلام سواء في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو بالمنطقة عموما، داعيا القيادة الفلسطينية إلى التوقف عن "المتاجرة" بالقضية، وانتهاج سياسة واقعية تمنح الفلسطينيين "أملا".
بشرى لدعاة السلام
وردا عن سؤال بشأن ملامح السلام وأبعاده على العلاقات بين الإمارات واسرائيل عقب الاتفاقية والزيارة التي تلتها، قال جندلمان: "نعيش اليوم لحظة تاريخية في تاريخ المنطقة والعلاقات الإسرائيلية العربية عموما، ونرحب بهذه الفرصة جيدا لاقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات".
والإثنين، حطت طائرة إسرائيلية في أبوظبي، في أول رحلة جوية بين الإمارات وإسرائيل، ضمن خطوات ترمي إلى تطبيق معاهدة السلام موقعة بين البلدين برعاية أمريكية.
وأشاد متحدث نتنياهو بـحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المشترك المرافق، الاثنين، في أبوظبي، مضيفا: "لم نكن نتوقع مثل هذه الأجواء الحارة والودية، وهذه بشرى سارة جدا أولا لشعب إسرائيل ولدعاة السلام في المنطقة".
وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاقية السلام والزيارة التي تلتها "تبعث برسالة واضحة جدا مفادها وجود مستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين والمنطقة".
ثمار التعاون
وفي معرض حديثه عن ثمار التعاون المشترك التي من الممكن استشرافها بمختلف المجالات، تطرق جندلمان إلى لقاء جمع، مساء الإثنين، مجموعات عمل ثلاثية: إماراتية وإسرائيلية وأمريكية.
وأوضح أن مجموعات العمل بحثت العديد من المجالات من أجل تدشين وإطلاق التعاون بين البلدين في مجالات عديدة، بينها التعاون التكنولوجي والصحي والزراعي والثقافي والسياحي.
وشدد على أن الهدف الرئيسي هو إقامة علاقات طبيعية وواسعة النطاق بين البلدين لمصلحة الشعبين، لافتا إلى أن البلدين "يواجهان، في نهاية المطاف، نفس التحديات والمشاكل، ونستطيع أن نوفر نفس الحلول لهذة التحديات، ونحن هنا لنشارك كل ما لدينا من خبرات من أجل مصلحة الشعب الإماراتي ودولة الإمارات".
ووفق جندلمان، فإن الزيارة تعد الأولى من نوعها لبعثة إسرائيلية رسمية إلى دولة الإمارات، وستكون هناك زيارات أخرى متتالية، ورئيس الوزراء نتنياهو أدلى بتصريحات (أمس) في القدس (الغربية)، قال فيها إنه يرحب باستضافة وفد إماراتي في إسرائيل من أجل مواصلة الحوار بين الطرفين.
وشدد على أن إسرائيل تريد أن تصب "مضمونا حقيقيا وملموسا في العلاقات بين البلدين، نريد أن تكون العلاقات طبيعية وواسعة النطاق. نريد أن تكون الأجواء دافئة وودية، ولذلك نبذل جهودا كبيرة جدا من أجل تحريك عجلة العلاقات قدما في أسرع وقت".
مستعدون لاستئناف المفاوضات فورا
بالنسبة لمتحدث نتنياهو، فإن تعزيز العلاقات الإسرائيلية العربية يساهم في تعزيز الفرصة لاستئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني.
إلا أنه أعرب عن أسفه الشديد لـ"رفض الطرف الفلسطيني هذه الاتفاقية وهذه العلاقات وينتقدها بشدة. نعتقد أن هذا التوجه وهذه السياسة خاطئة من قبل الفلسطينيين".
وأردف قائلا: "على الفلسطينيين أن يفهموا أن الطريق الوحيد هو طريق السلام والازدهار، ونحن مستعدون تماما لاستئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني في هذه اللحظة، ورئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو مستعد للقاء أبومازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) في هذه اللحظة".
وتابع: "جددنا هذه الدعوة آلاف المرات، لكن للأسف الجواب الذي سمعناه دائما من رام الله كان لا، ولكن نأمل أن الطرف الفلسطيني سيغير سلوكه ونهجه ويعود إلى المفاوضات لكي يوفر أملا للشعب الفلسطيني".
وظلت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مجمدة لسنوات طويلة، لأسباب عدة، في مقدمتها التوحش الإسرائيلي في بناء المستوطنات ما هدد فكرة السلام وحل الدولتين.
وتفاقمت الأزمة بين الجانبين مع توجه إسرائيل إلى ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، ما يعني نسف مبدأ حل الدولتين من الأساس، غير أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية جاءت لتعيد الأمل في هذا الحل من جديد، حيث أجبرت إسرائيل على تعليق خطط الضم، وهو ما اشترطته الإمارات بقوة قبل توقيع المعاهدة.
كفى متاجرة بالقضية
بالمقابلة نفسها، رأى جندلمان أنه "علـى القيادة الفلسطينية أن تتوقف عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية".
وقال بهذا الخصوص: "هناك فرصة حقيقية للمضي قدما، ونحن مستعدون تماما لاستئناف المفاوضات، وهذا كان موقفنا منذ زمن طويل ولم نغير موقفنا. ندعو القيادة الفلسطينية إلـى انتهاج سياسة واقعية تدعو إلـى السلام واحترام الآخر، ونحن مستعدون لذلك في كل لحظة".
واستطرد: "الفلسطينيون امتلكوا سابقا حق الفيتو على العلاقات الإسرائيلية العربية، والإمارات كسرت هذه المعادلة، ونحن نعتقد أن تعزيز العلاقات الاسرائيلية العربية أولا لمصلحة الشعبين الإسرائيلي والإماراتي والعلاقات الإسرائيلية العربية عموما".
واعتبر أن ما تقدم يدفع الفلسطينيين، في نهاية المطاف، للعودة إلى المفاوضات، محذرا من أن "سياسة التطرف والرفض والتنديد والشجب والألفاظ البذيئة لن تجدي نفعا للفلسطينيين"، داعيا القيادة الفلسطينية إلى مراعاة مصلحة شعبها عبر العودة إلى المفاوضات.
دول أخرى بدائرة السلام
بعد دولة الإمارات، تستعد دول أخرى بالمنطقة للانضمام إلى دائرة السلام، وفق جندلمان الذي لئن تحفظ عن ذكر أسماء تلك البلدان، إلا أنه أكد أن "هناك تصريحات متعاقبة من قبلنا ومن قبل الإدارة الأمريكية بأنه ستكون هناك دول أخرى، ونحن لا نتدث جزافا.. هناك بالتأكيد دول أخرى".
وبشأن الحيز الزمني المتوقع لذلك، اكتفى المسؤول الإسرائيلي بالقول إنه سيكون "قريبا" دون تفاصيل إضافية.
aXA6IDMuMTUuMjI5LjE2NCA=
جزيرة ام اند امز