محلل إسرائيلي لـ«العين الإخبارية»: «هدية» نتنياهو لترامب تحسم الحرب
سيهدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الحرب على غزة ولبنان إلى دونالد ترامب وليس جو بايدن.
كان هذا توقع يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الإسرائيلي، الذي قال في حديث لـ "العين الإخبارية": "لقد أعلن دونالد ترامب أنه قادم ليس من أجل اندلاع الحروب وإنما من أجل وقفها، وهذا يمنح نتنياهو فترة كافية حتى دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، لإنهاء الحرب سواء في غزة أو لبنان".
مهلة نتنياهو
وأضاف أنه: "أمام نتنياهو فترة شهرين ونصف الشهر من أجل إنهاء الحرب، علما بأن الجيش الإسرائيلي يقترب بالفعل من إنهائها في قطاع غزة وأيضا إخلاء المنطقة في جنوب لبنان، حتى نهر الليطاني من صواريخ وأسلحة حزب الله".
وأشار بن مناحيم إلى أن نتنياهو "سيكون حريصا على عدم الدخول في مواجهة سياسية مع ترامب، لأنها لن تكون في صالحه".
وقال: "مع تسلم ترامب مهام الأمور في البيت الأبيض، فإنه سيحتاج لبعض الوقت من أجل تكليف مسؤول بملف الشرق الأوسط، وهذا الشخص سيكون هو المسؤول عن "ترتيبات اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة، والتسوية السياسية في جنوب لبنان، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها حتى ذلك الحين من قبل المبعوث الأمريكي الحالي عاموس هوكشتاين".
وأضاف: "لقد قال ترامب إنه لا يريد حروبا، وأعتقد أن نتنياهو لن يدخل في صدام مع ترامب بهذا الشأن، وبالتالي فإذا ما كان سيهدي نهاية الحرب لشخص فإنه سيكون ترامب وليس بايدن".
وذكر بن مناحيم أنه من غير الواضح ما هي التسوية السياسية التي سيقترحها دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط لإنهاء الحرب.
إيران هي التحدي الأساسي
وأوضح أن التحدي الأساسي هو الملف الإيراني، وقال إنه: "صحيح أن أدوات إيران في المنطقة خصوصا حماس وحزب الله ضعفت بشكل كبير جدا، ولكن يتبقى الملف النووي الإيراني".
وقال: "بعض المصادر تقول إن ترامب سيفرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران، وفي حال لم تتراجع عن برنامجها النووي فإنه سيسمح لإسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية، ولن تشارك الولايات المتحدة في الهجوم، وبذلك فإن ترامب لن يخلف وعده بأنه لن يخوض حروبا جديدة، ولكن أمريكا ستساند إسرائيل وتدعمها في مواجهة أي هجوم عليها من قبل إيران".
تفاهمات سرية بين ترامب ونتنياهو
وتابع: "لقد تعهد ترامب مرارا بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي ويقول نتنياهو في جلساته المغلقة إنه سيكون قادرا على إقناع ترامب بعدم معارضة ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية".
وفي هذا الصدد، رجح بن مناحيم وجود "تفاهمات غير معلنة بين نتنياهو وترامب"، وقال: "لقد اجتمعا في فلوريدا في شهر سبتمبر/أيلول الماضي لمدة 3 ساعات كما تحدثا عبر الهاتف، وبالتالي فإن هناك تفاهمات بينهما غير معلنة ولم يتم تسريبها".
وأضاف: "بايدن قال إنه سيترك إرثا قبل مغادرته البيت الأبيض، وأعتقد أن هذا الإرث لن يكون ضد إسرائيل لاسيما وأنه قال مرارا إنه صهيوني، فهو لن يعيد الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي كان إرثه عبارة عن قرار في مجلس الأمن ضد الاستيطان"، وتابع: "ربما كان هذا الإرث هو القضاء على التهديد النووي الإيراني من خلال إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية لاسيما لو عادت طهران لمهاجمة إسرائيل كما تقول".
وأوضح أن جلب الولايات المتحدة، الطائرات الحربية المتقدمة ومنظومة "ثاد" المضادة للصواريخ، قد يكون تحضيرا لمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية مع تكرار التهديدات الإيرانية بمهاجمة إسرائيل، وعدم قدرة حزب الله أو حماس على الرد في حال هاجمت إسرائيل إيران.
خسارة هاريس والحرب
واعتبر بن مناحيم أن عدم نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ليس سببه دعم الحزب الديمقراطي لإسرائيل في الحرب على غزة ولبنان، وإنما الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية وضعف المرشحين الديمقراطيين سواء جو بايدن ولاحقا كامالا هاريس.
وقال: "صحيح أنه كان للحرب تأثير على الحزب الديمقراطي، ولكنها لم تكن العامل الرئيس في عدم النجاح".
التسوية المستقبلية
وبشأن إمكانية فرض ترامب حلا سياسيا في المنطقة، قال بن مناحيم: "أعتقد أن هذا يعتمد على تفاصيل الحل الذي يقترحه، ولكن من الواضح أن نتنياهو لن يقبل بما يطالب به الفلسطينيون وهو دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
واعتبر أن نتنياهو يتعلم من الدروس السابقة في التعامل مع ترامب، وقال: "في الانتخابات السابقة لام ترامب نتنياهو وهاجمه بعد أن هنأ بايدن بالفوز بالانتخابات، ولذلك فإن نتنياهو كان اليوم من أوائل من وجهوا التهنئة إلى ترامب بالفوز بالانتخابات، لأنه ببساطة لا يريد أي مواجهة معه لأي سبب كان".