هل تفكك هولندا جسرها التاريخي من أجل يخت جيف بيزوس؟

يبني الملياردير جيف بيزوس، يختا عملاقا في هولندا لكن خروجه إلى المياه الدولية نحو الولايات المتحدة يتطلب تفكيك جسر تاريخي في البلاد.

ويبلغ طول اليخت الشراعي الجديد 417 قدماً، ويحمل الاسم الرمزي "Y721". وهو مصنوع بواسطة شركة اليخوت الهولندية "أوشنكو" (Oceanco) ومقرها مدينة "ألبلاسردام" في هولندا.

ولكي يصل القارب إلى المحيط؛ يتطلب الأمر مروره عبر روتردام، والإبحار من تحت جسر فولاذي بارز يعرف باسم "دي هيف" (De Hef). وعلى الرغم من أنَّ الجسر متحرك بنظام الرفع، إذ يمكن رفع الامتداد المركزي له لأكثر من 130 قدماً في الهواء، إلا أنَّه سيكون أيضا غير كافٍ لاستيعاب الصواري الثلاث العملاقة لليخت.

• تراجع بيزوس وانتفاضة بافيت وعودة أمباني.. إثارة بقائمة العشرة الأغنى
• أثرياء العالم العشرة.. ماسك يتصدر بفارق 80 مليار دولار عن بيزوس

ووافقت المدينة على تفكيك الجزء المركزي من الجسر مؤقتاً هذا الصيف ليمر يخت بيزوس عبره، وفقاً لـِ فرانسيس فان هيجست، المتحدثة باسم مدينة روتردام. وكانت صحيفة "إن إل تايمز" (NL Times) قد ذكرت الخطة في وقت سابق يوم الأربعاء الماضي.

وسيكون "Y721" أحد أكبر اليخوت الشراعية التي تم بناؤها على الإطلاق في هولندا، العاصمة غير الرسمية لبناء القوارب للأثرياء.

وقال مارسيل والرافينز، رئيس مشروع مجلس روتردام، لإذاعة "راينموند" المحلية، إنَّ قرار المدينة بالسماح بتفكيك الجسر هو "البديل الوحيد" لإكمال ما تعتبره البلدية "مشروعاً مهماً للغاية" اقتصادياً.

وأضافت فان هيجست أنَّ شركة "أوشنكو"، وليس المدينة، هي من ستتحمل تكلفة تفكيك الجسر. وقد يتحمل بيزوس، ثاني أغنى شخص في العالم بصافي ثروة قدرها 175.8 مليار دولار، بعض هذه التكاليف، وفقاً لمؤشر "بلومبرج" للمليارديرات.

انتقاد ومعارضة

يعتبر جسر "دي هيف" رمزاً للتراث الصناعي في روتردام كمركز لبناء السفن، وقد تسببت أخبار هدمه الجزئي في إثارة ضجة بين السكان المحليين.

"لقد كسب هذا الرجل ماله من خلال تقليص عدد الموظفين هيكلياً، والتهرب من الضرائب، وتجنّب اللوائح، والآن يتعين علينا هدم نصبنا الوطني الجميل؟"، وفقاً لما كتبه السياسي في روتردام ستيفان ليويس على تويتر. وأضاف قائلاً: "إنَّه لأمر يتجاوز الحدود".

هذه ليست المشكلة الوحيدة التي تسبّبها صواري اليخت العملاق؛ إذ ستجعل ضخامة أشرعة اليخت من غير الآمن هبوط طائرة هليكوبتر على متنه؛ لذا فقد كلف بيزوس بتجهيز يخت دعم بمهبط للطائرات المروحية للسير بجانبه.

دفعت مستويات الثروة الشخصية المتزايدة مبيعات اليخوت الفاخرة إلى مستويات قياسية العام الماضي.

وبلغت مبيعاتها 887 وحدة من هذه اليخوت في عام 2021، بزيادة قدرها 77% عن العام السابق، وأكثر من ضعف الرقم في عام 2019، وفقاً لتقرير صادر عن شركة البيانات البحرية "فيسلز فاليو" (VesselsValue). في حين أعلنت شركة "بورغيس" (Burgess) لصناعة القوارب عن مبيعات تزيد عن ملياري يورو (2.3 مليار دولار) في العام الماضي.

يخت بيزوس

وفي شهر مايو/أيار الماضي، قالت بلومبرج إن تكلفة اليخت الخاص بـ"بيزوس" تقدر بنحو 500 مليون دولار، ويصل ارتفاعه إلى أكثر من 417 قدمًا (127 مترًا)، يكاد يكون بحجم الهرم الأكبر في الجيزة إذا تم ‏وضع السفينة بشكل عمودي أنه أقل بقليل من نصف طول برج إيفل.‏

وبخلاف اليخت الفخم، فإن هناك يخت آخر يخطط بيزوس لشرائه مدعومًا بمهبط لطائرة هليكوبتر حيث أن اليخت الرئيسي غير قادر على دعم مهبط طائرات الهليكوبتر ‏الخاص به بسبب صواري الإبحار الثلاثة الموجودة على سطحه.‏

من المتوقع أيضًا أن يكون اليخت الأصغر محملًا بأشياء أخرى، مثل السيارات والقوارب السريعة ‏الفاخرة، وربما حتى الغواصة، كما يقول الخبراء.‏

وسلطت الشبكة الضوء على صناعة اليخوت الفاخرة "شديدة السرية"، والمعروفة باسم ‏Y721‎‏، وأشارت إلى أن طلب بيزوس قد تم تقديمه منذ عدة سنوات، نظرًا لأن ‏بناء السفن المصممة خصيصًا مثل هذه قد يستغرق حوالي 5 سنوات.‏

وقالت إن شركة ‏Oceanco‏ التي تتولي عملية البناء تواصل أعمالها للانتهاء من يخت بيزوس الذي يبلغ طوله في هولندا، موضحة أنه لا يوجد تعريف رسمي لليخت الفاخر (مقابل اليخت العادي) ، ولكن في الصناعة ، يشير المصطلح ‏عمومًا إلى يخت يزيد طوله عن 74 قدمًا.‏