فرنسا تلاحق الإخوان.. مسجد «لو بلويه» تحت سيف الإغلاق

عادت قضية مسجد "لو بلويه" في شمال مرسيليا إلى الواجهة، بعدما أعلنت السلطات الفرنسية أنها تدرس خيار إغلاقه مؤقتاً.
السلطات تتهم إمام المسجد بالتمسك بخطاب ذي نزعة متشددة ومرتبط بأفكار جماعة الإخوان، في سياق حملة فرنسية ضد الجماعة وأذرعها على أراضيها.
وقالت صحيفة "Le Courrier de l’Atlas" الفرنسية، إن مسجد لو بلويه، "يواجه مجدداً تهديداً بالإغلاق من قبل السلطات، وسط اتهامات لإمامه إسماعيل بن جلالي بالتمسك بخطاب متشدد ذي صلة بالفكر الإخواني، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية على حد سواء".
ورغم نيل الإمام شهادة جامعية في "العلمانية" تتيح له الاستمرار في مهامه، فإن ماضيه ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي يثيران قلق أجهزة الدولة، في وقت يرى محاميه أن الأمر لا يعدو كونه "استهدافاً سياسياً ممنهجاً".
وقبل عام، لوحت محافظة شرطة بوش-دو-رون بإغلاق المسجد بعد جدل واسع حول خطاب لإمامه إسماعيل (اسمه الحقيقي سُمعان بن جلالي). لكن الأخير تعهد آنذاك باجتياز دبلوم حول مبادئ العلمانية، وهو ما سمح باستمرار نشاط المسجد.
في يونيو/حزيران الماضي، عاد الإمام لممارسة مهامه بعد حصوله على الشهادة، غير أن سجله لا يزال مثقلاً، إذ سبق أن أدانه القضاء بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة "تمجيد الإرهاب"، إثر إعادة نشره تغريدة تتعلق بهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.
اتهامات بالتشدد
ووفق تقرير رسمي حديث حول نشاط جماعة الإخوان في فرنسا، يوصف الإمام إسماعيل بأنه: "ذو توجه سلفي في الجوهر، لكنه يوظف خطاب الإخوان وأسلوبهم، ويحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب المسلمين، خصوصاً بفضل نشاطه المؤثر على شبكات التواصل الاجتماعي".
وخلص التقرير إلى أن هذا الخطاب "يخلق بيئة خصبة قد تفضي إلى ارتكاب أعمال عنف"، وفقاً للصحيفة الفرنسية.
موقف السلطات
وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول الجاري، أوضحت المسؤولة الإقليمية للأمن في بوش-دو-رون أنها "تدرس إغلاق المسجد مؤقتاً"، مشيرة إلى استمرار وجود منشورات رقمية "تحرض على الكراهية والعنف والتمييز".
وترى السلطات، أن الإمام لم يتراجع عن "خطاب راديكالي" يمثل تهديداً مباشراً للنظام العام، ويعزز الفكر الإخواني داخل أوساط الشباب.
الصحيفة الفرنسية قالت إن هذه الأزمة تكشف عن تعقيدات المشهد الفرنسي فيما يخص التعامل مع جماعة الإخوان، إذ يرى محللون أن السلطات باتت أكثر تشدداً في مراقبة خطاب المساجد، خاصة بعد تكرار ربط بعض الأئمة بـ"أفكار متطرفة مغلفة بخطاب إخواني".
ويؤكد خبراء أن الإغلاق، ولو بشكل مؤقت، سيكون رسالة واضحة بأن الدولة الفرنسية لن تتهاون مع أي نشاط يُعتبر امتداداً لـ"الإسلام السياسي"، حتى لو تمت تغطيته بواجهة قانونية أو دبلوماسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز