بالصور.. كاليدونيا الجديدة تسعى للاستقلال عن فرنسا
صوت سكان كاليدونيا الجديدة، الأحد، في استفتاء ثالث وأخير حول حق تقرير المصير يقاطعه الاستقلاليون، ويشكل نهاية عملية لإنهاء استعمار بدأ قبل 30 عاما في هذه الأراضي الفرنسية الاستراتيجية في المحيط الهادئ.
ودعي أكثر من 185 ألف ناخب إلى التصويت للمرة الثالثة والأخيرة، ردا على سؤال "هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على سيادتها الكاملة وتصبح مستقلة؟".
وانتهى التصويت بدون أي اضطرابات كبرى ، طبقا لما ذكرته قناة "لا إير نوفال كاليدوني" المحلية.
وذكر مسؤولون أن نسبة الإقبال أقل بكثير عما كانت عليه في استفتاءين سابقين، تم إجراؤهما في عامي 2018 و2020، ومن المتوقع صدور النتائج في الساعات المقبلة.
وفي منتصف النهار بدت المشاركة ضعيفة في مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 307، لهذا الاستفتاء الثالث، بعد تصويتي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وأكتوبر/تشرين الأول 2020، اللذين رفض فيهما الناخبون الاستقلال بنسبة 53.3% و56,7% على التوالي.
في المقابل، دعت الأحزاب المطالبة بالاستقلال إلى مقاطعة الاقتراع بسبب رفض طلبها تأجيله، وترجح هذه المقاطعة كفة رفض الاستقلال.
ونشرت السلطات قوات أمنية كبيرة تتمثل بألفي دركي وشرطي وعسكري، سعيا إلى جعل عمليات التصويت "مطمئنة" في الأرخبيل.
وفي مركز الاقتراع في كانديد-كوش الحي المختلط في وادي المستوطنين، اصطف الناخبون في أجواء من الحر الشديد.
وقالت كاثي التي تعمل في مكتبة في نوميا لوكالة فرانس برس، إن "هذا الاستفتاء لا معنى له لأن نصف السكان قرروا عدم التصويت"، وأضافت أن "ما يهمني هو المجتمع الذي سنبنيه بعد ذلك".
وأعلن الاستقلاليون أنهم لن يذهبوا إلى مراكز الاقتراع لأنه لا يمكن تنظيم "حملة عادلة" في الأرخبيل الذي ضربه بقوة منذ أيلول/سبتمبر وباء كوفيد-19.
ودعا إيفون كونا رئيس مجلس الأعيان التقليدي الذي ينظر في القضايا المتعلقة بعادات الكاناك وهويتهم، إلى "الهدوء"، وطلب من "المواطنين الكاناك والتقدميين في كاليدوني إحياء يوم وطني "لحداد كاناك" عبر الامتناع عن التوجه إلى مراكز الاقتراع".
ويشكل هذا الاستفتاء خطوة حاسمة في عملية بدأت في 1988 باتفاقات ماتينيون في باريس التي كرست المصالحة بين الكاناك السكان الأوائل لكاليدونيا الجديدة، والكالدوش أحفاد المستوطنين البيض بعد سنوات من التوتر وأعمال العنف.
وانخرط سكان كاليدونيا في هذه العملية منذ ثمانينات القرن الماضي عندما شهدت أراضهم التي استعمرتها فرنسا في القرن التاسع عشر، فترة اضطرابات بلغت ذروتها في عملية احتجاز رهائن وهجوم على كهف أوفيا في أيار/مايو 1988. وقد أدت إلى مقتل 19 من النشطاء الكاناك و6 عسكريين.
وبعد أقل من شهرين على هذه المأساة، نجح الاستقلاليون والموالون لفرنسا في إبرام اتفاقات ماتينيون التي أعادت توزيع السلطات في كاليدونيا الجديدة. وبعد عشر سنوات، أطلق توقيع اتفاق نوميا عملية لإنهاء الاستعمار تستمر عشرين عاما.
وينص هذا الاتفاق على تنظيم ثلاث عمليات استفتاء لمعرفة ما إذا كان السكان يريدون أن تحصل الجزيرة على "السيادة الكاملة والاستقلال".
وتملك كاليدونيا الجديدة منطقة اقتصادية حصرية تمتد على مساحة حوالى 1,5 مليون كيلومتر مربع، وتجعلها ثرواتها المعدنية وخصوصا النيكل والكوبالت واحدة من الدول المنتجة الأولى في العالم.
إلى جانب هذه الثروات، تتمتع هذه المنطقة الفرنسية في ما وراء البحار بموقع جيوسياسي مهم نظرًا للأهمية المتزايدة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في العلاقات الدولية مع صعود الصين.
وفي هذه الأجواء، يثير اليوم التالي للاستفتاء الاهتمام الأكبر. وقد وصل وزير أراضي ما وراء البحار الفرنسي سيباستيان لوكورنو إلى نوميا الجمعة للتحضير لهذه الفترة من المناقشات.
وكاليدونيا الجديدة مدرجة منذ 1986 على لائحة الأمم المتحدة للأراضي غير المستقلة التي يجب إزالة الاستعمار منها.