عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم.. تقرير لليونسكو لرسم مستقبل أفضل
دعت اللجنة الدولية لمستقبل التربية والتعليم التابعة لـ"يونسكو" إلى إجراء تغييرات جذرية في الأنظمة التعليمية لرسم مستقبل أفضل للجميع.
واحتفل العالم الأسبوع الماضي باليوم الدولي الرابع للتعليم الذي حمل شعار "تغيير المسار، إحداث تحول في التعليم"، إشارة إلى التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعنوان "وضع تصورات جديدة لمستقبلنا معاً: عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم" هدفه إعادة التفكير في مجال التربية والتعليم وأنظمته في عالم جديد تتسارع فيه التغيرات والتحديات والتقلبات.
أعدّت اللجنةُ الدولية لمستقبل التربية والتعليم التابعة لليونسكو المنُوطة بوضع تصورات جديدة عن دور المعرفة والتعليم في تحسين الأوضاع العالمية، هذا التقرير مع الأخذ بعين الاعتبار للتوجهات الحالية والمستجدة على مستوى العالم، مثل التحولات الجيوسياسية وتغير المناخ والتركيبات السكانية والتسارع الشديد في وتيرة الابتكارات العلمية والتكنولوجية.
وتتألف هذه اللجنة التي أنشأها مدير عام اليونيسكو في 2019 من قادة فكر ومحدثي تغيير دوليين من مختلف المجالات والقطاعات، منهم رئيسة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية سهلورق زودي، ورئيسة لاتفيا السابقة فيرا فايك فيريبيرجا، والرئيس التنفيذي للهلال للمشاريع بدر جعفر، ورئيسة مركز الشرق الأوسط مها يحيى، وغيرهم من الوزراء ورؤساء المنظمات.
وقالت سهلورق زودي: "من أهم النتائج التي استخلصتها لجنتنا من الاستشارات والتداول أن التعليم ليس مهماً فقط لتمكين الأفراد من عيش حياة كريمة ذات مغزى، بل ومن أجل تشكيل مجتمع مشترك وشامل. لذلك كان من أهم المحاور الرئيسية الواردة في التقرير اتخاذُ التعليم وسيلةً لتحقيق الصالح العام والرفاهية المشتركة. تحتاج أنظمة التربية والتعليم إلى التركيز بصورة أفضل على الترابط بين المجالات والتخصصات، وعلى تنمية التفكير النقدي والتفاعل المجتمعي، وأيضاً على مراعاة احتياجات كوكبنا والإنسانية جمعاء".
ويركز هذا التقرير الذي استغرق إنجازه عامين على الحاجة إلى أنظمة تعليمية تبرز أهمية التعاون والتضامن، وتشجع على تحسين المعارف المرتبطة بالمجال البيئي والتواصل الثقافي، وتعزز الترابط بين الاختصاصات والمجالات المختلفة.
ويبيّن التقرير أن هذه الأنظمة التعليمية تقوم على تقدير الكوادر التعليمية واعتبارهم عناصر أساسية في مسارات التحول الاجتماعي والتعليم، وتكون فيها المدارس محوراً للمساواة والشمول والتعاون والاستدامة.
ويؤكد التقرير أيضاً ضرورة توسيع حق التعليم ليشمل جميع مراحل الحياة ويضمن لجميع الأفراد والفئات القدرة على الاتصال الرقمي.
وعلق عضو البعثة من الإمارات، بدر جعفر، قائلاً: "يعالج التقرير مجموعة من المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها مستقبل أطفالنا ومن أهمها المرونة والشمول، فتنمية المرونة والقدرة على الصمود لدى الناشئة والشباب ضرورةٌ بالغة الأهمية لتمكينهم من التعامل مع تحديات المستقبل وتقلباته من جهة، ومن تحقيق فرص التقدم الواعدة التي يحملها لهم أيضاً. وعلينا كذلك أن نشجع دائماً على التنوع والشمول في كل جهد نبذله إن كنا نطمح إلى ضمان حق التعليم على مستوى العالم. وهذه المبادئ مهمة جداً لنا لأنها ستوجهنا في سعينا إلى تمكين أجيال المستقبل من تبني مسؤولية إحداث التغيير في العالم وتحقيق أهداف سامية تخدم صالح الإنسانية والأنظمة الطبيعية".
مؤتمر ريوايرد في إكسبو 2020 دبي قد سلط الضوء على مجموعة من نتائج التقرير بقيادة منظمة دبي العطاء وبشراكة مع وزارة الخارجية الإماراتية والتعاون الدولي لدولة الإمارات، مركزاً على ثلاث مجالات رئيسية تتطلب التحسين وهي: الشباب والمهارات والابتكار في التعليم، وتمويل التعليم، ومستقبل العمل.