هوس جديد بعصير البروكلي.. هل هو درع طبيعي ضد السرطان؟

تنتشر حاليا ظاهرة شرب عصير البروكلي، ليس فقط بين الرياضيين المحترفين، بل وأيضًا بين مرتادي الصالات الرياضية والعدائين العاديين.
ويأتي هذا الاتجاه بفضل منتجات مثل "نوميو" التي أطلقت خليطا علميا من براعم البروكلي الطازجة مع عصير الليمون والسكر، كبديل مكمل لتحسين الأداء الرياضي.
ويستخدم هذا المنتج، الذي طوره خبراء من معهد كارولنسكا والمدرسة السويدية للرياضة والصحة في ستوكهولم، مركبات طبيعية تسمى الإيزوثيوسيانات (ITCs) الموجودة في البروكلي، والتي تساهم في تقليل تراكم حمض اللاكتيك في العضلات أثناء التمارين، مما يمكن الرياضي من أداء أفضل لفترات أطول.
و جذب هذا العصير اهتمام نخبة الرياضيين العالميين مثل العداء البريطاني أولمبي إميل كايريس، وبطل العالم للدراجات الدنماركي مادس بيدرسن، والعداء السويدي أندرياس ألمغرين.
وأظهرت دراسة أجرتها الشركة المصنعة لنوميو أن تناول جرعات من العصير يقلل بنسبة 12% من مستويات حمض اللاكتيك، ويخفض بنسبة 10% مؤشرات الإجهاد البدني بعد التمارين، مقارنة بمجموعة تناولت مشروبا وهميا. وكانت التجربة مزدوجة التعمية لضمان دقة النتائج.
إلى جانب فوائده الرياضية، ارتبط تناول البروكلي سابقًا بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان. ففي دراسة إسبانية شملت أكثر من 1.5 مليون شخص، تبين أن من يتناولون البروكلي بشكل منتظم تقل لديهم احتمالات الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين خمس إلى ثلث. وأكدت دراسة صينية نشرت في 2024 أن تناول البروكلي أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا مرتبط بانخفاض بنسبة 40% في وفيات السرطان.
يُعزى هذا التأثير الوقائي إلى مركب طبيعي غني بالكبريت يُدعى السلفورافان، الموجود أيضًا في الخضروات الصليبية مثل الكالي والكرنب والقرنبيط. ويعمل السلفورافان كمضاد للأكسدة يساعد الجسم على التخلص من السموم التي قد تسبب السرطان.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الدراسات التي تربط بين تناول البروكلي وانخفاض خطر السرطان تواجه تحديات في الفصل بين العوامل المتعددة المؤثرة مثل الوراثة ونمط الحياة، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الخضروات يميلون عادة إلى اتباع أسلوب حياة صحي بشكل عام.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المرضى الذين يتناولون أدوية الغدة الدرقية قد يحتاجون إلى الحذر عند استهلاك البروكلي بسبب تداخل محتواه العالي من الكالسيوم مع امتصاص أدويتهم.
وبشكل عام، لا يخسر أي شخص شيئا من زيادة تناول البروكلي والخضروات الطازجة، التي توصي بها الصحة العامة كجزء من نمط حياة صحي ومتوازن.