أين سيذهب السنوار بعد الحرب؟..«العين الإخبارية» تستعرض »وجهات محدودة»
ما الوجهة التي سيختارها زعيم حركة حماس يحيى السنوار في حال تم "الخروج الآمن" بعد الحرب، ضمن صفقة لإنهاء الحرب؟
سؤالٌ يطرحه الكثيرون بعد أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية، اليوم الخميس، عن مقترح "الخروج الآمن" لإنهاء الحرب في غزة، يشمل تبادل الرهائن وخروج قادة حماس من القطاع.
وحتى الآن، تشير التسريبات من دائرة زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار رفضه الخروج من غزة، ولكن في حال قبل صفقة "الخروج الآمن" الذي يقول الإعلام الإسرائيلي إن تل أبيب وضعتها على الطاولة، فإن خياراته تبدو محدودة.
وطفت فكرة الخروج الآمن للسنوار وعدد من قادة حماس أكثر من مرة في الأشهر الماضية، ولكن إسرائيل قدمتها للمرة الأولى باقتراح رسمي، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في هيئة البث الإسرائيلية.
ماذا يقول المقترح؟
وقالت هيئة البث، اليوم الخميس، "قدمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة مقترحا جديدا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ينص على إطلاق سراحهم دفعة واحدة، وتأمين الخروج الآمن لزعيم حماس يحيى السنوار وكل من يريد الخروج معه من قطاع غزة".
كما ينص المقترح على "إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ونزع سلاح القطاع، وتطبيق آلية إدارته وإنهاء الحرب".
ووفق المصدر، التقى منسق شؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش عائلات الرهائن، وأبلغهم بالمقترح الجديد.
وفي اجتماعه مع العائلات قال هيرش إن "الخطوط العريضة تم تقديمها خلال اجتماعاته الأسبوع الماضي مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية".
ونقلت هيئة البث عن مصادر التقت هيرش أن الاقتراح سُمي بـ"صفقة الخروج الآمن".
ولم يتضح بعد إذا ما كان هذا الاقتراح وصل إلى قيادة حركة "حماس" من عدمه.
المطلوب رقم 1
وكانت حماس رفضت في الماضي مثل هذا الاقتراح، ولكن في حينه كان يتم تداوله في وسائل الإعلام فقط، واستبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل عدة أشهر.
ولكن قيام هيئة البث الإسرائيلية، شبه الرسمية، بنشر نص الاقتراح دون نفي من واشنطن قد يمثل نقطة تحول، وفق مراقبين.
والسنوار هو المطلوب رقم 1 لإسرائيل يتنقل منذ بداية الحرب ما بين الأنفاق والمنازل في غزة، ويتجنب الاتصالات والخروج إلى العلن، وفق تقارير تطالعها "العين الإخبارية" في الصحافة الإسرائيلية.
وتعتبر إسرائيل أن الوصول إلى زعيم حماس سيمثل النصر الذي تبحثه عنه منذ بداية الحرب.
لكن اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس، مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، يمكّنه من العمل خارج الأراضي الفلسطينية، إذا ما اختار الخروج.
بنود أخرى في المقترح
ويتضمن الاقتراح -كما نشرته هيئة البث الإسرائيلية- عناصر جديدة لم يتم الحديث عنها من قبل، وهي أن هذا الخروج "الآمن" لن يقتصر على السنوار وإنما على كل من يريد الخروج معه.
والعنصر الثاني هو أن إسرائيل ستطلق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وهو المطلب الذي يصر عليه السنوار.
أما العنصر الثالث فهو نص صريح على إنهاء الحرب ووضع آلية لإدارة قطاع غزة ما بعدها، ما يعني أن إسرائيل لن تحتل القطاع.
ولكن هذا سيتطلب من حماس تقديم 3 أمور، وهي أولا تسليم كل الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، وثانيا نزع سلاح الحركة في غزة، وثالثا خروج السنوار ومن معه.
سيناريوهات الخروج والوجهات المحتملة
وبانتظار موقف حماس من هذا الاقتراح فإن سيناريوهات الخروج الآمن للسنوار ورفاقه من غزة تبدو محدودة، وتتمثل في التالي:
- أولا: تقول مصادر فلسطينية حزبية لـ"العين الإخبارية" إنه "بما أن المكتب السياسي لحركة حماس موجود حاليا في قطر فإنها قد تكون إحدى الوجهات المحتملة".
وكانت قطر استقبلت عام 2011 أسرى محررين في إطار صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط التي حررت السنوار نفسه من السجن.
- ثانيا: بما أن تركيا استقبلت عام 2011 أسرى محررين من صفقة شاليط فإنها قد تكون وجهة محتملة أيضا.
- ثالثا: يتواجد عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس حاليا في العاصمة اللبنانية بيروت، ما يجعلها أيضا وجهة محتملة.
- رابعا: يملك السنوار علاقات وثيقة مع إيران وتعاونت معه في تسليح كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، ما يجعلها أيضا وجهة محتملة.
ولكن سيتعين على السنوار، حال قبوله العرض، تجنب الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية في ضوء طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحقه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وهناك 123 دولة أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، بينها دول تقيم علاقات مع حماس، مثل جنوب أفريقيا والصين وإندونيسيا.
وفي كل الأحوال فإن أي دولة ستستضيف السنوار حال قبوله بالخروج ستدرك أن لإسرائيل حسابا مفتوحا معه حتى لو خرج من غزة، حسب قول المراقبين.
aXA6IDQ0LjIyMi4xMzQuMjUwIA== جزيرة ام اند امز