"إيموجي" أفريقية للأكلات وقصات الشعر.. رموز تعبيرية بعيدة عن الحروب
طالب تصميم الجرافيك، أوبلريو جريبيت، ابتكر رموزا تعبيرية لتعزيز الثقافات الأفريقية وتسليط الضوء على الجانب الإيجابي في القارة السمراء
في يناير/كانون الثاني 2018 قرر طالب تصميم الجرافيك، أوبلريو جريبيت، أن يبدأ تحديا كبيرا؛ أن يبتكر كل يوم رمزا تعبيريا "إيموجي" يعكس ثقافة بلده ساحل العاج ومنطقة غرب إفريقيا.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن جريبيت كان يتبنى كل أسبوع موضوعا معينا للرموز التعبيرية التي يبتكرها وينشرها على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي أنستقرام.
وقال جريبيت إنه أراد أن يبتكر مشروعا يعزز الثقافات الإفريقية ويبدد الفكرة السائدة عن منطقة أفريقيا من أنها منطقة حروب ومجاعات وفقر، وأراد أن يسلط الضوء على الجانب المشرق والإيجابي لبلاده بهذه الرموز التعبيرية.
في البداية، بدأ مصمم الجرافيك الإفريقي برموز تعبيرية عن الطعام والشراب، وأبرزها كان رمز "فوتو"، وهو عبارة عن صحن من الموز المهروس ودقيق الكسافا، ورمز "جبوفلوتو" وهو عبارة عن كرات عجين محمرة.
ولم يخبر جريبيت معلميه أو زملاءه في معهد أبيدجان للعلوم وتقنيات الاتصال عن مشروعه، لكن سرعان ما ذاع صيته ونال شعبية كبيرة عبر الإنترنت. وبدأ أشخاص في إرسال طلبات إليه لتصميم رموز تعبيرية جديدة بداية من قصات الشعر وحتى وسائل المواصلات.
وتلقى العديد من التهاني والتعليقات المشجعة من عدد كبير من الأشخاص عبر أفريقيا والمهاجرين حول العالم، وأوصوه بعدم التوقف عن هذا المشروع لأنه مهم جدا.
وأرسلت إحدى شركات الدعاية والإعلان جهاز "أبل ماك Apple Mac" هدية له، ليستخدمه في تصميم رموز تعبيرية للهواتف التي تعمل بنظامي التشغيل iOS وAndroid، وأطلق جريبيت هذا العام مجموعة من الرموز التعبيرية تم تنزيلها أكثر من 100 ألف مرة.
وحتى الآن لا تعتبر رموز جريبيت الرسمية، لأنه لم يتم التصديق عليها بعد من قبل "يونيكود كونسورتيوم Unicode Consortium"؛ وهي منظمة في ولاية كاليفورنيا تقوم بمراجعة طلبات التصميمات الجديدة وتضع معايير للشخصيات عبر البرامج والمنصات المختلفة. وهو يعمل الآن على تقديم مشروعه للمنظمة.
وحاليا يمكن استخدام الصور الموجودة في تطبيقه بعنوان "Zouzoukwa" أو "صورة في لغة بيتي؛ لغة شعب جنوب غرب ساحل العاج"، كملصقات أو صور مستقلة.
وتتزايد عدد الرموز التعبيرية أو الإيموجيز الرسمية بشكل سريع على مدار السنوات الأخيرة؛ فأصبحت تضم مجموعة كبيرة من ألوان البشرة ورموزا تمثل أنواعا مختلفة من العجز مثل الكراسي المتحركي والعكازات.
ويوضح جريبيت أن سبب شعبية تصميماته التي وصلت إلى 376 شكلا مختلفا حتى الآن هو أنها تسد الفجوة في الاتصالات الرقمية بالنسبة للإفريقيين، ومشروعه يساعدهم في التواصل بصورة أوضح باستخدام رموز تعبيرية تعبر عن حياتهم وما يريدون قوله.
ويقول جريبيت، إن حلمه الأكبر الآن هو السفر إلى مزيد من الدول الأفريقية واكتشاف ثقافاتها وتحويل رموزها التقليدية والثقافية ذات الشعبية إلى رموز تعبيرية.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA=
جزيرة ام اند امز