آخر أخبار غزة.. الموت تحت أنقاض المدينة أو الرحيل للمجهول

تحت سحب الدخان في سماء مدينة غزة، يحمل السكان رفات الذكريات ويفرون نحو المجهول، وفي خان يونس تتوغل آلة الحرب في الأرض والبشر.
هكذا يبدو المشهد في قطاع غزة الذي يئن تحت حرب إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفاد سكان محليون بأن القوات الإسرائيلية أرسلت مركبات مدرعة قديمة إلى الأجزاء الشرقية من حي الشيخ رضوان المكتظ بالسكان ثم قامت بتفجيرها عن بُعد، مما أدى إلى تدمير عدة منازل وإجبار المزيد من العائلات على الفرار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته مستمرة في محاربة حركة "حماس" في جميع أنحاء قطاع غزة.
وفي منشورات أسقطها على مدينة غزة، طلب الجيش الإسرائيلي من السكان التوجه جنوبا على الفور، قائلا إنه يعتزم توسيع هجومه إلى غرب المدينة.
وتحدث محمد أبو عبدالله (55 عاما)، وهو أحد سكان الشيخ رضوان لرويترز ، قائلا إن "الناس متحيرة ومش عارفة شو تعمل، يظلوا في بيوتهم ويموتوا ولا يتوجهوا نحو المجهول؟".
وأضاف عبر تطبيق للمراسلة "كانت ليلة رعب والله، الانفجارات ما وقفت والزنانات (طائرات بدون طيار) طول الليل تحوم فوقنا، كتير من الناس نزحت وتركت بيوتها من الخوف على حياتهم، وفي كتير ناس مش عارفين وين يروحوا؟".
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل ما لا يقل عن 98 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وذكرت أن تسعة أشخاص آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع خلال اليوم الماضي، مما رفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى ما لا يقل عن 348، بينهم 127 طفلا.
يأتي ذلك في وقت تمضي فيه إسرائيل قدما في تنفيذ خطة للسيطرة التامة على القطاع، بدءا من مدينة غزة، بهدف القضاء على حماس وإنقاذ 48 رهينة متبقين بعد مرور نحو عامين على بداية الحرب.
وأمس الأحد، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مجلس الوزراء الأمني، لمناقشة تفاصيل هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة التي وصفها بأنها معقل حماس.
وحذر الجيش القادة الإسرائيليين من أن الهجوم المزمع على غزة قد يعرض الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس للخطر. وزادت الاحتجاجات في إسرائيل المطالبة بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن في الأسابيع الماضية.
تدمير أنفاق في خان يونس
لم تكتفِ آلة الحرب الإسرائيلية بتدمير البنى التحتية والسكنية في مدينة غزة، بل واصلت عملياتها العسكرية في خان يونس، جنوبي القطاع.
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي أن القوات الإسرائيلية دمّرت 8 كلم من الأنفاق، وقتلت "عشرات المخربين".
وقال في منشور على "إكس" إنه تم تدمير "مسارات تحت أرضية في المنطقة يبلغ طولها الإجمالي نحو 8 كلم، وبنى تحتية عسكرية تابعة لحركة حماس والعديد من الوسائل القتالية التي تم العثور عليها في المنطقة".