خسائر جديدة للنفط والذهب والأسهم.. إلى أين تقود حرب غزة الأسواق؟
خسائر كبيرة تكبدتها الأسواق العالمية اليوم الإثنين، وسط توقعات بمزيد من التأثيرات المتتابعة جراء تصاعد مخاوف حرب غزة.
وتراجعت أسعار النفط والذهب مستهل تعاملات اليوم الإثنين بالأسواق العالمية، بينما شهدت أسواق الأسهم تباينا شديدا في ظل ترقب المستثمرين لتداعيات الصراع في الشرق الأوسط على بقية البلدان، الأمر الذي قد يدفع الأسعار للصعود ويوجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي.
ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر على إمدادات النفط والغاز العالمية، وإسرائيل ليست منتجا كبيرا.
لكن الحرب في غزة تشكل أحد أهم المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط منذ الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي، وسط مخاوف بشأن أي تصعيد محتمل يشمل إيران.
ويقوم المشاركون في السوق بتقييم ما قد يعنيه صراع أوسع نطاقا بالنسبة للإمدادات من دول في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم.
ويوم الخميس، حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا من أن حرب غزة قد "تشكل غيمة إضافية في أفق الاقتصاد العالمي غير المشرق أساسا"، مشددة على أنه من "المؤلم جدا رؤية مدنيين أبرياء يموتون".
كما قالت رئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا إنها تأمل في إمكان إنهاء الصراع في غزة سريعا، محذرة من أنه سيكون له "تأثير كبير حقا" على تدفقات التجارة العالمية الضعيفة بالفعل إذا اتسع نطاقه في جميع أنحاء المنطقة.
النفط يتراجع
تراجعت أسعار النفط اليوم الإثنين لتنحسر نسبيا موجة صعود يوم الجمعة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 90.55 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 41 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 87.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 0048 بتوقيت جرينتش.
وصعد الخامان بنحو 6% يوم الجمعة في أكبر ارتفاع يومي من حيث النسبة المئوية منذ أبريل/نيسان مع أخذ المستثمرين في الاعتبار باتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وخلال الأسبوع حقق برنت مكاسب قياسية وارتفع 7.5 بالمئة فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط 5.9 بالمئة.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس إن.إس تريدنج، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكيورتيز: "يحاول المستثمرون معرفة تأثير الصراع في حين أن الهجوم البري واسع النطاق لم يبدأ بعد مهلة الساعات الأربع والعشرين التي منحتها إسرائيل لسكان النصف الشمالب من غزة في بادئ الأمر مطالبة إياهم بالفرار إلى الجنوب".
وأضاف "التأثير الذي قد يشمل الدول المنتجة للنفط قد تم أخذه في الاعتبار إلى حد ما، ولكن إذا حدث اجتياح بري فعلي وكان له تأثير على إمدادات النفط، فإن الأسعار يمكن أن تتجاوز بسهولة 100 دولار للبرميل".
الذهب يغادر قمة شهر
انخفضت أسعار الذهب اليوم بعد بلوغها أعلى مستوى في قرابة شهر مع تصاعد المخاوف والتي دفعت المعدن النفيس للصعود بأكثر من ثلاثة بالمئة في الجلسة السابقة.
وبحلول الساعة 0102 بتوقيت غرينتش انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 1921.69 دولار للأوقية (الأونصة). ونزلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة إلى 1934.40 دولار للأوقية.
وسجل الذهب، الذي ينظر إليه كاستثمار آمن في أوقات الاضطرابات، أعلى مستوى منذ 20 سبتمبر/أيلول عند 1934.82 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة بعدما صعد 3.4 بالمئة يوم الجمعة في أعلى زيادة يومية له في سبعة أشهر.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 22.62 دولار للأوقية. ونزل البلاتين 0.2 بالمئة إلى 879.19 دولار للأوقية. واستقر البلاديوم عند 1147.55 دولار للأوقية.
تباين أسواق الأسهم
لا يزال الإقبال على المخاطرة على مستوى العالم ضعيفا في أسواق الأسهم بسبب المخاوف من أن تمتد حرب غزة إلى المنطقة الأوسع وتحتدم بعد أن حذرت إيران إسرائيل من التصعيد.
وفي البورصة اليابانية، انخفض المؤشر نيكي بأكثر من اثنين بالمئة اليوم الاثنين متأثرا بتراجع الأسهم المرتبطة بقطاع تصنيع الرقائق وفي ظل انخفاض الرغبة في المخاطرة جراء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وتراجع المؤشر نيكي 2.03 بالمئة ليغلق عند 31659.03 نقطة. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.53 بالمئة إلى 2273.54 نقطة.
وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول لدى فيليب سكيوريتيز في اليابان "في ظل ارتفاع المخاطر بالنسبة للشرق الأوسط، يستعد المستثمرون لمزيد من الانخفاضات في الأسواق وتقليص مراكزهم المستمرة منذ فترة طويلة في الأسهم".
وانخفض مؤشرا ستاندرد اند بورز 500 وناسداك يوم الجمعة مع تدهور البيانات المتعلقة بمعنويات المستهلكين وتفاقم الصراع في الشرق الأوسط مما أدى إلى إحجام المستثمرين عن المخاطرة. بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.12 بالمئة.
في المقابل، ارتفعت الأسهم الأوروبية بقيادة مكاسب حققتها شركات التعدين وسط تفاؤل إزاء الطلب من الصين أكبر المستهلكين، ومع ذلك شهدت التعاملات نهجا حذرا مع تقييم المستثمرين لاحتمالات تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمئة بحلول الساعة 0707 بتوقيت جرينتش.
وارتفع مؤشر قطاع التعدين 1.3 بالمئة مع زيادة أسعار المعادن الأساسية بدعم من الآمال في طلب أقوى من الصين بعدما أظهرت بيانات الأسبوع الماضي بعض علامات الاستقرار في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز