صاحب مبادرة "صحح لغتك": الكتب الصوتية هي المستقبل
"صحح لغتك" مبادرة تتخذ من اسمها شعارا ودعوة لكل فردٍ يتحدث بالعربية، لتصحيح الأخطاء النحوية واللغوية
محمود سلام (أبو مالك) شاعر ومصحح لغوي مصري، ولعله الاسم الأبرز في هذا المجال بين أبناء جيله، وأكثرهم تحركاً ومبادرة نحو تيسير التحدث بالفصحى، والتنبيه إلى الأفصح بين الفصحى واللهجات العربية عموماً، والعامية المصرية على وجه الخصوص منها، من خلال مبادرات وآليات تناسب هذا الجيل من الشباب، فكان لـ"العين الإخبارية" معه هذا الحوار ونحن نحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للغة العربية.
-ابتداء.. حدثنا عن مبادرة "صحح لغتك".
صحح لغتك، مبادرة تتخذ من اسمها شعارها، دعوة كل فردٍ يتحدث بهذه اللغة العظيمة، إلى أن يصحح لغته هذه، وسبيله لتحقيق ذلك في المقام الأول هو صفحات التواصل الاجتماعي، فلا ندع يومًا يمر دون الإضافة إلى أصدقائنا من الناحية اللغوية، ما يساعدهم على تصحيح لغتهم، سخرنا لهم هذه المبادرة مركزًا استشاريًّا مجانيًّا، يجيب عن أسئلتهم اللغوية كافة، على مدار 24 ساعة. كما قدمنا لهم عددًا من البرامج الصوتية والمرئية، منها برنامج #صحح_لغتك_بالقرآن الذي أنتجته منصة #رواة في 36 حلقة. وبرنامج #موسيقانا_شعر الذي شرحنا فيه البحور البسيطة من عروض الشعر العربي. وبرنامج #صحح_على_الهوا الذي كنا نلتقي فيه محبي اللغة مباشرةً على صفحتنا، ونجيب عن استفساراتهم، ونيسر لهم ما أرادوا تيسيره في لغتهم. بالإضافة إلى برنامج #كذبات_وحقائق على رواة، الذي ساهمنا فيه بعدد من أشهر الكذبات اللغوية نعني الأخطاء الشائعة.
- وهل الشريحة المستهدفة هي الجمهور العادي فقط، أم المتخصصين والكتاب والشعراء؟
بالطبع لا، حيث امتد تعاوننا مع أكثر من 100 كاتب، وأكثر من 28 دار نشر عربية، في سبيل صدور كتبهم خاليةً من الأخطاء، ما ينعكس إيجابًا على القارئ العربي، الذي نريد أن تعتاد عينه الصواب، قدر ما اعتادت الخطأ .
- وهل هناك مبادرات تقوم على أفكار تفاعلية لممارسة اللغة تحدثا؟
مؤخرًا أطلقنا (نادي الفصحى) ذلك اللقاء الأسبوعي الجميل، الذي يلتقي فيه محبو اللغة، ليمارسوا التحدث بالفصحى فيما بينهم، ويتدربوا على أداء النصوص المختلفة بلغةٍ سليمة، وأداءٍ معبر، وصوتٍ عذب، والذي أتم حتى الآن 20 لقاءً باستضافةٍ طيبةٍ من صالون نجيب الثقافي، إسهامًا منه في إثراء الحركة الثقافية في مصر.
-وهل يمكن أن يؤهلهم ذلك للعمل بمجالي الإذاعة وتسجيل الكتب الصوتية مثلاً؟
بالطبع، مع اكتساب الدربة والاستمرار في ذلك، خاصة أن الكتب الصوتية طفرة هائلة في النشر عالميًّا وعربيًّا، وقدر الله لنا أن ندعم اللغة في هذا المضمار، بالانضمام إلى منصة رواة، وتحمل مسؤولية قسم الرقابة اللغوية فيها، فأنتجنا بفضل الله ما زاد على 2000 مقطع صوتي، ما بين الدراما (المسلسلات الإذاعية) والشعر والرواية والبرامج والأفلام الوثائقية، والكتب الصوتية، وغيرها بلغةٍ عربيةٍ سليمةٍ صافية، لا تكاد تميز جنسية مؤديها، من صفاء لغتها وخلوها من أي لكنة مصرية أو خليجية أو شامية، قدر المستطاع.
- ما أهم الأعمال الإبداعية التي شاركت في تسجيلها صوتياً؟
سجلتُ بصوتي أكثر من 100 مقطع صوتي، وأكثر من 10 كتب صوتية كاملة، أغلبها على منصة رواة، منها كتب طه حسين: الحب الضائع، وشجرة البؤس، ومع أبي العلاء في سجنه، ومنها لجبران خليل جبران: الأرواح المتمردة، ومنها لطاغور: ذكرياتي، ومنها لإحسان عبد القدوس: شفتاه، وغيرها. وعلى منصة #اقرأ_لي سجلتُ عددًا من الكتب أشهرها رواية «فردقان» ليوسف زيدان، و«نسيت كلمة السر» لحسن كمال، وغيرها.
- هل ترى أن الكتاب الصوتي يغني عن الكتاب المقروء؟
بالطبع لا يغني أحدهما عن الآخر، لكن الكتب الصوتية طفرة هائلة في النشر عالميًّا وعربيًّا، وقدر الله لنا أن ندعم اللغة في هذا المضمار، بالانضمام إلى منصة رواة، وتحمل مسؤولية قسم الرقابة اللغوية فيها، فأنتجنا بفضل الله ما زاد على 2000 مقطع صوتي، ما بين الدراما (المسلسلات الإذاعية) والشعر والرواية والبرامج والأفلام الوثائقية، والكتب الصوتية، وغيرها بلغةٍ عربيةٍ سليمةٍ صافية، لا تكاد تميز جنسية مؤديها، من صفاء لغته وخلوها من أي لكنة مصرية أو خليجية أو شامية. أرى أن مستقبل النشر العالمي سيكون للنشر الإعلامي، فنحن في عصر (الميديا) إن جاز التعبير، وعلى الكتاب أن يواكبوا هذه الطفرة العالمية.
- ماذا عن مفاجأتك لأبناء جيلك بـ"الألفية"؟
مشروع #الألفية ذلك المشروع الذي بدأتُهُ قبل عامين، حينما كنت ذات ليلةٍ أتصفح ألفية الإمام ابن مالك الشهيرة التي بسط فيها النحو للجيل الذي كان فيه، وسألتُ نفسي: ماذا ينقص هذا الجيل ليكون فيه رجلٌ ينظمُ له ألفيةً تصحح له ما انتشر على ألسنته من أخطاء؟ ولاستشعاري عظم المسؤولية.. سألت الله أن يوفقني لنظم 10 أبيات فقط، فإن استطعتُ، فبإذن الله أنظم الألفية كاملةً، وأتممتُها ألفًا بفضل الله، وتصدرُ في معرض الكتاب 2018 بإذن الله، ورقيًّا عن دار #كتبنا للنشر، وصوتيًّا عبر منصة رواة.
-هل لديك رسالة أخيرة توجهها للشباب العربي جميعا؟
أرى أنه لا غنى لأي عربي، مبدعًا كان أو غير مبدع، عن أن يهتم أن ينمّي لغته يوميًّا، فلا يترك يومًا دون أن يضيف إلى لغته معلومةً فأكثر، لا ليبدع فقط، بل ليكون قادرًا في المقام الأول على التعبير عما في صدره بشكلٍ مبينٍ، أما أن يكون كل الناس لغويين، فهذا ليس منطقيًّا في الأساس، فاللغة علم وتخصص، يحتاج إلى من وهبوا لها أنفسهم، وكلٌّ ميسر لما خلق له.