أزمة بين مقديشو وغوبالاند على هامش مكافحة «الإرهاب»

تطورات عسكرية وسياسية متسارعة في الصومال، سواء على مستوى التجاذبات بين القوات الفيدرالية وقوات محلية، أو مكافحة الإرهاب.
وتشهد منطقة جيدو جنوب غربي الصومال تصاعدا جديدا في التوترات بين القوات الفيدرالية الصومالية وقوات موالية لولاية غوبالاند في ظل نزاع سياسي وعسكري ممتد منذ سنوات، يتقاطع مع تحولات في الموقف الأمريكي تجاه الصومال.
واندلعت اشتباكات عنيفة أمس الإثنين قرب مدينة بلدحاو الحدودية الاستراتيجية، أسفرت عن مقتل العقيد حسين جيف، قائد شرطة منطقة جيدو الموالي لغوبالاند، إلى جانب سقوط إصابات من الطرفين. وفق مصادر إعلامية محلية.
وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد؛ إذ اتهم نائب رئيس غوبالاند، محمود سيد آدن، الحكومة الفيدرالية وجهاز المخابرات والأمن الوطني بشن “هجوم مفاجئ” دون مبرر.
وقال آدن في تصريح صحفي: "لقد شنت الحكومة الفيدرالية هجوما علينا… وأمرت قواتي بالانسحاب لمنع المزيد من إراقة الدماء، ونريد أن نُظهر للعالم الظلم الواقع في جيدو وأن يُحاسب مرتكبوه".
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الصومالية في بيان، مليشيات موالية لرئيس غوبالاند، أحمد محمد إسلام (أحمد مادوبي)، بشن هجوم عدواني على مواقع الجيش الوطني، مؤكدة مقتل اثنين من جنودها وأسر 10 من مقاتلي غوبالاند، وأن قواتها تسيطر الآن على المنطقة بشكل كامل.
في المقابل، شرعت الحكومة الفيدرالية، وفق مصادر صومالية مطلعة، في تسريع جهودها لتشكيل إدارة إقليمية جديدة في جيدو، في تحد مباشر لإدارة غوبالاند.
مشاورات
وتقود الحكومة مشاورات سياسية في بلد حاو وغاربهاري، بهدف إنشاء حكومة محلية متحالفة مع مقديشو، كـ"جزء من استراتيجية أوسع نطاقًا لتحقيق الاستقرار والمصالحة” عبر إدارة جديدة.
وتعود جذور النزاع بين الحكومة الفيدرالية وغوبالاند إلى رفض الحكومة المركزية الاعتراف بشرعية إعادة انتخاب أحمد مادوبي رئيسا للولاية في العام 2019، واعتبارها غير دستورية.
ويُعد مادوبي شخصية مؤثرة في جنوب الصومال، وشريكا رئيسيا لكينيا في عملياتها الأمنية ضد حركة "الشباب" الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتتميز "جيدو" بأهمية استراتيجية بالغة لوقوعها على حدود كينيا وإثيوبيا، وتضم بلدة بلد حاو، وهي بوابة تجارية حيوية نحو كينيا.
وعلى مدى أسابيع، أحكمت القوات الفيدرالية السيطرة على البلدة بعد طرد قوات غوبالاند منها.
وأعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية، الثلاثاء، عن عفو رسمي لقوات غوبالاند المتمركزة خارج مدينة بلد حاو في منطقة جيدو.
وقال مفوض منطقة بلد حاو، شاير عبد الله، في تصريح لوسائل إعلام محلية صومالية: "الحكومة الفيدرالية مستعدة لمنح العفو لقوات غوبالاند المتمركزة على أطراف المدينة، شريطة استسلامها وتعاونها مع القوات الوطنية".
كما حث سكان بلد حاو على تعزيز السلام وتجنب الأعمال التي قد تُثير المزيد من الاضطرابات أو انعدام الأمن.
بينما طالب نائب رئيس غوبالاند بحل سلمي ودعا شيوخ المنطقة والسياسيين للتوسط "لمنع تصعيد الصراع". إلا أن العداء السياسي المتجذر بين الطرفين يهدد بمزيد من العنف في منطقة تعاني أصلا من عدم الاستقرار، وفق مراقبين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز