الصومال يقاتل على ثلاث جبهات.. معضلات الأمن والسياسة

تقاتل القوات الصومالية على ثلاث جبهات لكسب معركة ضد الإرهاب في الشمال ضد داعش، والوسط والجنوب ضد حركة الشباب.
لكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد، إذ اشتعلت جبهة جديدة مع تدهور المشهد السياسي واحتكام ولايات للسلاح ضد الحكومة الفيدرالية.
جبهة داعش
ففي الشمال الشرقي، شنت طائرات أمريكية من دون طيار غارة مركزة على وادي بلادي في جبال علمسكاد بولاية بونتلاند، حيث يتحصن مسلحو تنظيم "داعش" في مواقع جبلية وعرة.
وبحسب مصادر إعلامية صومالية محلية، فقد استهدفت الغارة مجموعتين من عناصر التنظيم كانتا تتجمعان في منطقتين داخل الوادي، فيما سُمع دوي انفجارات قوية من المواقع المستهدفة.
تأتي هذه الغارة، وفق المصادر، في ظل عملية عسكرية برية متواصلة أطلقتها قوات بونتلاند منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتهدف إلى القضاء على داعش في المناطق الجبلية النائية. وانضم أكثر من 700 جندي جديد إلى الحملة التي تخطط لإنهاء العمليات بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعكس تصعيداً واضحاً في الجهد العسكري ضد التنظيم.
عملية نوعية في بكول
وفي الجنوب الغربي، أعلن الجيش الوطني الصومالي تنفيذ عملية عسكرية ناجحة في منطقة وارتا إيي ديوري، على بعد 30 كيلومتراً شمال مدينة حدر، عاصمة إقليم بكول.
العملية التي استمرت ساعات، وفق الجيش الوطني الصومالي، أسفرت عن مقتل عدد من مسلحي حركة الشباب، بينهم عبدالله أبوبكر علي، المسؤول المالي للحركة في بكول.
وقال الجيش إن القيادي المقتول كان ضالعاً في إدارة تمويل أنشطة الحركة بالمنطقة، إضافة إلى تورطه المباشر في تجنيد الأطفال واستخدامهم كمقاتلين، وهو ما اعتبرته السلطات "ضربة موجعة" لقدرات الحركة المالية والتنظيمية.
وأكد الجيش أن العمليات المماثلة ستستمر حتى القضاء الكامل على وجود الحركة في بكول.
اشتباكات في جيدو
في موازاة ذلك، شهدت منطقة "تولو أمين" القريبة من مدينة بلدحاوه في إقليم جيدو بولاية جوبالاند، اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة الفيدرالية الصومالية وقوات الولاية. وبحسب ما نقلت وسائل إعلام صومالية محلية، فقد استخدمت في المواجهات أسلحة ثقيلة وخفيفة، مع دوي قصف مدفعي كثيف في المنطقة ومحيطها.
وتأتي هذه المواجهات بعد أيام من تحركات عسكرية لقوات جوبالاند في المنطقة، وسط غياب أي تعليق رسمي من الحكومة الفيدرالية وإدارة جوبالاند بشأن الاشتباكات، وعدم توفر حصيلة دقيقة للخسائر. غير أن هذه المنطقة، وفق ذات المصادر، كانت قد شهدت في السابق صدامات مماثلة انتهت بسيطرة القوات الفيدرالية على المدينة، على خلفية خلافات سياسية وإدارية مزمنة.
محادثات مقديشو
على الصعيد السياسي، اختتم الرئيس حسن شيخ محمود وقادة المعارضة، ممثلين بمنتدى الإنقاذ الصومالي بقيادة الرئيس السابق شريف شيخ أحمد، الجولة الرابعة من المحادثات الحاسمة في قصر "فيلا الصومال" دون تحقيق اختراق.
المحادثات التي جاءت وسط تصاعد الهجمات المسلحة في الوسط والجنوب، انتهت دون اتفاق رسمي بشأن الخلاف، على أن يتم استئناف الحوار بعقد جولة جديدة الأربعاء المقبل، بحسب مصادر صومالية مطلعة.
فيما لم يصدر أي بيان رسمي من الرئاسة الصومالية بشأن التأجيل.
الخلاف السياسي
وتمثل محور الخلاف بين قادة المعارضة والرئيس الصومالي في حزمة التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان مطلع العام، والتي تنص على الانتقال من نظام برلماني إلى نظام رئاسي كامل، ومنح الرئيس صلاحية تعيين رئيس الوزراء وإقالته دون موافقة البرلمان، إضافة إلى تحديد فترة رئاسية بخمس سنوات، واعتماد الاقتراع العام بدلاً من نظام التصويت غير المباشر القائم على المحاصصة العشائرية.