معركة «باريري».. الصومال يحاصر «الشباب» بدعم أفريقي

تشن القوات المسلحة الصومالية بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأفريقي، هجوما مشتركا لاستعادة السيطرة على مدينة باريري الاستراتيجية.
يأتي الهجوم على المدينة الواقعة في إقليم شابيلي السفلى، إلى الجنوب الغربي من العاصمة مقديشو، في إطار العمليات العسكرية المتواصلة ضد حركة "الشباب" الإرهابية المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وفق ما نقلت وسائل إعلام صومالية محلية.
وبحسب المصادر، تُعد المدينة نقطة استراتيجية مهمة نظرا لموقعها على طرق الإمداد الحيوية وكونها احتضنت سابقًا قاعدة رئيسية للجيش الصومالي، قبل أن تقع تحت سيطرة "حركة الشباب" في مارس/آذار الماضي، عقب انسحاب القوات الحكومية منها وتدمير حركة "الشباب" لجسر رئيسي، ما ساعد في عزل المدينة ميدانيا.
وفي بيان رسمي، نفت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تكبدها خسائر كبيرة خلال الهجوم، على مدينة باريري، مؤكدة أن العملية التي بدأت في الأول من أغسطس/آب "حققت أهدافًا نوعية".
ووفق البيان، أسفرت العملية عن مقتل أكثر من 50 من حركة "الشباب" وإصابة عدد آخر، رغم التحديات الميدانية التي شملت تضاريس صعبة ومقاومة شرسة من المسلحين.
وقال السفير الحاج إبراهيم ديني، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال، إن العملية جزء من جهود مستمرة لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المسلحة، وإن القوات المشاركة "عازمة على ضمان سلام دائم وأمن مستقر للشعب الصومالي".
ورغم تكثيف العمليات العسكرية في الأشهر الأخيرة، تواجه الحكومة الصومالية تحديات ميدانية، إذ تمكنت "حركة الشباب"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، من تنفيذ عدة هجمات نوعية في الأشهر الأخيرة، شملت تفجيرات استهدفت مواقع عسكرية، ومرافق حيوية حتى في محيط العاصمة.
وذلك في محاولة من الحركة لإثبات أنها لا تزال قادرة على التحرك والمباغتة، رغم وجود قوات الاتحاد الأفريقي في مناطق عدة، في الجنوب والوسط.
دعم أمريكي
وفي سياق موازٍ، استقبل السفير الأمريكي لدى الصومال، لاري أندريه رايلي، في مقديشو، السفير الحاج إبراهيم ديني، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي، لبحث سبل تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين.
وأكد الطرفان على أهمية تنسيق الجهود في مواجهة تهديدات حركة الشباب، بما يشمل الدعم العملياتي والتخطيط الاستراتيجي.
وقال رايلي في منشور على منصة "إكس": "نتطلع إلى شراكة مثمرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، دعما لجهود الصومال في مواجهة الإرهاب، وبناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا".