2019.. عام تغيير البطولات الكبرى لجلدها
تقرير لـ"العين الرياضية" يلقي الضوء على تغييرات طرأت على نظام العديد من البطولات القارية والعالمية في كرة القدم خلال عام 2019
كانت سنة 2019 حاسمة في تحويل التصورات الخاصة بنظام العديد من البطولات القارية والعالمية في كرة القدم خلال عام 2019.
وشهدت بطولات كأس القارات وكأس العالم للأندية والدوري الإنجليزي وكأس أمم أفريقيا وكأس آسيا ودوري أبطال أفريقيا تغييرات جذرية على نظامها، سواء من حيث القرارات أو بدء تنفيذ تغييرات اتخذ بشأنها قرارات.
وتستعرض "العين الرياضية" في التقرير التالي تغييرات طرأت على نظام العديد من البطولات القارية والعالمية خلال 2019.
قرار تاريخي لمستقبل مونديال الأندية
على مدار سنوات ظل الحديث عن إمكانية زيادة عدد فرق كأس العالم للأندية، من أجل منح البطولة صعوبة ومصداقية بدلاً من اقتصار المتوجين بها، نتيجة النظام الحالي على ممثلي أمريكا الجنوبية وأوروبا.
في نهاية عام 2016، اقترح جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، زيادة عدد فرق مونديال الأندية بداية من 2019، ولكن التصور لم يتحول وقتها إلى حقيقة.
ودرس الفيفا في 2017 مقترحات بشأن زيادة عدد فرق المسابقة إلى 24، وأن تقام كل 4 سنوات بدلاً من كأس القارات للمنتخبات.
ولقد شهدت 2019 اتخاذ قرار نهائي ومعلن بهذا، فتم إلغاء كأس القارات التي أقيمت على مدار أقل من عقدين في 10 نسخ للمنتخبات، ليحل محلها كأس العالم للأندية.
وأعلن إنفانتينو في 15 مارس/آذار 2019 زيادة عدد فرق كأس العالم للأندية، بداية من نسخة 2021 إلى 24 فريقا، مع إلغاء كأس العالم للقارات.
يذكر أن 10 نسخ تم إقامتها لكأس القارات من 1992 إلى 2017، كفكرة سعودية، حيث لعبت أول نسختين تحت مسمى كأس الملك فهد، وأقيمت أول 3 نسخ في المملكة العربية السعودية.
وتمتلك البرازيل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبطولة بـ4 نسخ، تليها فرنسا بلقبين، وأخيراً ألمانيا والأرجنتين والمكسيك والدنمارك بلقب لكل فريق.
وفيما يخص النظام الجديد لكأس العالم للأندية، فسيشمل مشاركة 24 فريقا، وسيكون نصيب الأسد لقارة أوروبا التي ستشارك منها 8 فرق، تليها أمريكا الجنوبية بـ6 فرق.
وستوزع المقاعد العشرة الأخرى بين أفريقيا (3) وآسيا (2.5) واتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي (3) وأوقيانوسيا (نصف مقعد)، بالإضافة للفريق المنظم، الذي سيكون في أول نسخة بطل الدوري الصيني 2020، على اعتبار أن الصين ستنظم نسخة 2021.
وفيما يخص نظام البطولة فسيلعب بنظام دور المجموعات من 8 مجموعات، كل مجموعة من 3 فرق، على أن يتأهل أوائل المجموعات الثمانية إلى ربع النهائي، على أن تستكمل البطولة بنظام خروج المغلوب.
ويعد هذا التغيير هو الثالث في تاريخ نظام البطولة، التي بدأت في 2000 بنسخة من 8 فرق، قسمت على مجموعتين، ثم لعبت بشكلها القائم حالياً منذ 2005 إلى الآن بنظام خروج المغلوب بمشاركة 7 فرق.
24 منتخبا في أمم أفريقيا
شهدت النسخة رقم 32 من كأس أمم أفريقيا 2019، التي أقيمت على الملاعب المصرية وفاز بها منتخب الجزائر، زيادة عدد فرق البطولة الأفريقية إلى 24 منتخباً للمرة الأولى.
ويأتي هذا التغيير على عدد الفرق ليكون الأول في المسابقة منذ زيادتها في نسخة 1996 إلى 16 فريقا، وهي البطولة التي لعبت بـ15 منتخباً بعد انسحاب نيجيريا لأسباب سياسية.
وجاءت نسخة 1998 التي نظمتها بوركينا فاسو، لتكون الأولى فعلياً بمشاركة 16 منتخباً.
ولقد اتخذ قرار زيادة عدد منتخبات كأس الأمم إلى 24 في 20 يوليو 2017، بعد أقل من عام على تطبيق قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على زيادة عدد فرق كأس أمم أوروبا (يورو) إلى 24 منتخباً أيضاً.
وأدت زيادة عدد فرق كأس الأمم الأفريقية إلى جعل نسخة مصر 2019، الأكثر استقبالاً للأهداف بـ102 هدف، بفارق 3 أهداف عن الرقم القياسي السابق لبطولة 2008 التي نظمتها غانا.
كأس آسيا في الإمارات.. نسخة استثنائية
زاد عدد المنتخبات المشاركة في كأس آسيا 2019، التي أقيمت خلال الفترة من 5 يناير/كانون الثاني إلى 1 فبراير/شباط على الملاعب الإماراتية، إلى 24 منتخباً، للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
بعيداً عن زيادة عدد الفرق، فإن البطولة الآسيوية التي أقيمت هذا العام شهدت 3 أمور استثنائية وتاريخية أخرى.
لأول مرة في البطولة تم السماح بإجراء تبديل رابع في الوقت الإضافي خلال مباريات خروج المغلوب، كما تم تطبيق تقنية حكم الفيديو للمرة الأولى أيضا.
فضلا عن ذلك، تم استحداث كأس جديدة للبطولة صممتها شركة توماس ليت الإنجليزية الشهيرة، المسؤولة عن تصميمات كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس العالم للركبي، حيث تم الكشف عنها عند إجراء قرعة البطولة في برج خليفة بدبي يوم 4 مايو/أيار 2018، ويبلغ الكأس 78 سم طولاً، و42 سم عرضاً، ويزن 15 كيلوجراماً من الفضة.
تقنية الفار تدخل اختبارا
على الرغم من أن تقنية حكم الفيديو "الفار" تستخدم في العديد من البطولات العالمية قبل 2019، إلا أن العام الجاري شهد تطبيقها لأول مرة في بطولتي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، أهم بطولة أندية في العالم، حين استخدم لأول مرة في مراحل خروج المغلوب لنسخة 2018-2019.
وعلى مدار سنوات سابقة، طبقت التقنية في بطولات أخرى بداية من الدوريات المحلية في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وصولاً إلى كأس العالم 2018 في روسيا.
وشهد تطبيق التقنية في الدوري الإنجليزي الممتاز، العديد من القرارات المثيرة للجدل، التي جعلت كثيرون يطالبون بإعادة النظر في كيفية استخدام التقنية، مثل عدم احتساب هدف لمانشستر سيتي ضد وست هام يونايتد.
وفيما يخص دوري أبطال أوروبا، كان إلغاء هدف البرازيلي جابرييل جيسوس لاعب مانشستر سيتي ضد توتنهام في إياب ربع نهائي دوري الأبطال خلال الموسم الماضي هو الحدث الأبرز.
إلغاء هدف سيتي عبر اللجوء للتقنية أدى لانتهاء المباراة بنتيجة 4-3 لكتيبة المدرب بيب جوارديولا، ليخرج الفريق من البطولة لسابق خسارته 0-1 في الذهاب.
بطولات أندية أفريقيا تغير جلدها
شهدت نسخة 2019 من دوري أبطال إفريقيا، تغيير مواعيد البطولة لتلعب مثل دوري أبطال أوروبا، خلال الفترة من أغسطس/آب 2019 إلى مايو/أيار 2020.
وجاء هذا التحول بناء على قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" في 20 يوليو/تموز 2017 بتغيير مواعيد البطولة.
ولقد بدأت مباريات الأدوار التمهيدية، من 9 أغسطس/آب إلى 29 سبتمبر/أيلول، بينما بدأت المجموعات من 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولقد تم تطبيق النظام نفسه على كأس الكونفدرالية الأفريقية، البطولة الثانية على مستوى الأندية مع عدم تغيير نظام البطولة نفسه.
فضلا عن ذلك، تم خلال 2019، اتخاذ قرار مهم، يتمثل في إقامة نهائي دوري أبطال أفريقيا من مباراة واحدة، على أن يتم تطبيق ذلك بداية من النسخة الحالية 2019-2020.