«البديل» و«حرب الخوارزميات».. ألمانيا تخشى «ضربة ترامب»
تثير ”استراتيجية الأمن القومي“ الجديدة للولايات المتحدة حالة من القلق في أوروبا، خاصة فيما يتعلق بتعزيز قوة أحزاب مناوئة للتكتل.
وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن قادة الاتحاد الأوروبي ”ضعفاء“ وسياستهم في مجال الهجرة "خطيرة".
ولم يستبعد ترامب حتى التدخل في الانتخابات الأوروبية من أجل وضع القارة على المسار الصحيح المفترض، وفق ما نقلته صحيفة بيلد الألمانية.
ومن الأمور المثيرة للجدل بشكل خاص إعلان الحكومة الأمريكية في استراتيجيها الجديدة، تعزيز التحركات ضد الاتحاد الأوروبي، وقد يعني ذلك دعم الأحزاب القومية المنتقدة للتكتل.
وفي ألمانيا، تتزايد المخاوف من أن تمتد يد الدعم الأمريكية إلى حزب البديل من أجل ألمانيا (أقصى اليمين).
ووفقًا لمعلومات صحيفة "بيلد"، يجري سياسيو حزب البديل من أجل ألمانيا حاليًا محادثات مع ممثلي الحكومة الأمريكية.
لذلك، قال الخبير الأمني بيتر نيومان في بودكاست، ”يجب على الحكومة الألمانية أن تبدأ الآن في التفكير في كيفية الرد على تدخل الولايات المتحدة“.
وتابع "إذا تم في وقت ما اتخاذ إجراءات لحظر حزب البديل من أجل ألمانيا، فإن الولايات المتحدة قد تتخذ رد فعل قويًا، وربما تفرض عقوبات“.
حرب الخوارزميات
ومن الممكن أيضًا أن تحاول الولايات المتحدة منع اتخاذ إجراءات حكومية ضد الحزب في ألمانيا، عبر التهديد بإجراءات عقابية مقابلة، مثل العقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية.
الأكثر من ذلك، يرى الخبير الأمني، أن تقديم الولايات المتحدة، دعما قويا وملموسا لحزب البديل من أجل ألمانيا، أمر ممكن، قبل أن يضيف: ”ليس بالضرورة من الحكومة الأمريكية، ولكن من أشخاص على صلة بالحزب الجمهوري“.
نويمان استطرد: "هؤلاء يمكنهم دعم حزب البديل من أجل ألمانيا ماليًا، فضلا عن التلاعب بالخوارزميات في منصات التواصل الاجتماعي، بحيث يتم تفضيل حزب البديل من أجل ألمانيا وتعزيز وصول محتواه إلى الألمان، إذا لم يكن ذلك قد حدث بالفعل“.
وما يفاقم المخاوف الحالية في برلين، هو وضعية حزب البديل من أجل ألمانيا المعقدة، ففي حين يملك بالفعل ثاني أكبر كتلة برلمانية، ويتصدر استطلاعات الرأي حاليا، يواجه الحزب اتهامات جمة بوجود روابط مع تنظيمات متطرفة.
انتقادات.. ولكن
وفي المقابل، ترى ماري كيسيل، الخبيرة الأمريكية في السياسة الخارجية والمسؤولة السابقة في ولاية ترامب الأولى: ”يبدو لي أن الكثير من انتقادات وسائل الإعلام مبالغ فيها. تحدد استراتيجية الأمن القومي بوضوح أن الولايات المتحدة تعتبر إنهاء الحرب في أوكرانيا “مصلحة أساسية، وهو أمر يجب أن ترحب به ألمانيا على وجه الخصوص وتساهم في تحقيقه“.
وتستند الانتقادات الموجهة إلى حالة الاقتصادات الأوروبية في الاستراتيجية الأمريكية، ”إلى حقائق ويمكن أن تكون حافزًا لإعادة التركيز بشكل أكبر على النمو والتقدم الاجتماعي“.
وقالت كيسيل لصحيفة "بيلد": "الأصدقاء يتحدثون بصراحة مع بعضهم البعض. قد تكون استراتيجية الأمن القومي الثانية لترامب أكثر وضوحًا من الأولى، لكنني أرى فيها فرصًا أكثر وليس أقل لأوروبا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNCA= جزيرة ام اند امز