رسالة لـ«التنين» على أجنحة صاروخ.. أمريكا تستعد لأسوأ السيناريوهات
في ظل المخاوف من اندلاع صراع محتمل مع الصين، تعمل البحرية الأمريكية على توسيع مدى طائراتها المقاتلة بصاروخ جو-جو بعيد المدى جديد جرى تشغيله مؤخرًا.
ورغم رصد الخبراء والمحللين للنسخة الجديدة من الصواريخ " Standard Missile 6" المعروفة باسم "AIM-174B" أثناء تطويرها إلا أن تفاصيل الصاروخ جو-جو الجديد لم تكن واضحة بعض الشئ قبل ذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
- صواريخ أمريكا تشعل بحر الصين.. «التنين» ينذر الفلبين بـ«رد حازم»
- المنطقة الرمادية.. تنافس أمريكي صيني يتصاعد بالمحيط الهادئ
وفي يوليو/تموز الماضي، أقرت البحرية الأمريكية بوجود صواريخ" AIM-174B " عندما شوهدت طائرات" F/A-18E Super Hornets " على متن حاملة الطائرات من فئة "نيميتز يو إس إس كارل فينسون" في قاعدة بيرل هاربور-هيكهام المشتركة في هاواي وهي تحمل الصواريخ الجديدة خلال مناورات حافة المحيط الهادئ.
ومع تأكيد البحرية الأمريكية على أن الصاروخ الجديد بات يعمل الآن، قام الخبراء على الفور بتقييمه وأشاروا إلى أنه يستهدف الصين.
وكتب دوغلاس باري، زميل أول في مجال الفضاء العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، "إن صاروخ AIM-174B مخصص في المقام الأول لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة التطورات داخل القوات الصينية".
كانت بكين قد أثارت قلق واشنطن بسبب تطويرها للصواريخ جو-جو بعيدة المدى، فضلاً عن قدراتها الصاروخية الأوسع، وفي أحدث تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حول التطورات العسكرية الصينية، أشار المسؤولون إلى أنها تعمل على "صواريخ جو-جو خارج مدى الرؤية".
وفي 2020، كشف تقرير لمعهد الخدمات المتحدة الملكي أن الصاروخ الصيني جو-جو متوسط المدى
"PL-15" هو تطوير للصاروخ " PL-12" ويتميز برأس باحث AESA مصغر ويتفوق على سلسلة AIM-120C / D AMRAAM الأمريكية الصنع".
واعتبر الخبراء أن الصاروخ "PL-15" هو رد صيني على الصاروخ الأمريكي جو-جو متوسط المدى المتقدم" AIM-120D ".
وتعمل الصين حاليا على خيارات ذات مدى أطول، مثل" PL-17" الأمر الذي يدفع الولايات المتحدة أيضًا إلى تطوير قدرات جديدة.
وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر"، قال جاستن برونك، خبير القوة الجوية في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، إن "الصين تنشر بالفعل صاروخ" PL-15" الذي يتمتع بحركية أفضل من صاروخ" AIM-120D3" لذا هناك حافز" لامتلاك صاروخ "يمكنه مطابقة هذا الأداء أو تجاوزه".
طائرة سوبر هورنت من طراز F/A-18E، المخصصة لسرب "التنين الذهبي" التابع لسرب المقاتلات الضاربة (VFA) 192، تنطلق من سطح طيران حاملة الطائرات من فئة نيميتز يو إس إس كارل فينسون (CVN 70). صورة للبحرية الأمريكية التقطها المتخصص في الاتصالات الجماهيرية من الدرجة الثالثة جوشوا سابين
وأوضح أن هذا التطور مهم خاصة وأن المقاتلات "سوبر هورنت" التي تعد النوع الأساسي من المقاتلات للبحرية الأمريكية لا تزال تتمتع بأداء حركي أقل إثارة للإعجاب بشكل كبير من المقاتلات الصينية " J-20" أو J-16""، والتي تحمل الصواريخ الصينية" PL-15 " و"PL-17".
ويعتقد أن صاروخ" SM-6 "الذي يتم إطلاقه من السفن، والمعروف أيضًا باسم" RIM-174"، يبلغ مداه 230 ميلًا، وشارك في القتال للمرة الأولى في الخريف الماضي ضد الحوثيين لكن المراقبين لاحظوا أن المقاتلات "سوبر هورنت" قد تواجه صعوبة في حمله بسبب حجمه ووزنه الأمر الذي يؤثر على السرعة القصوى للطائرة وارتفاعها.
ويعد الصاروخ سلاح ثلاثي المدى للحرب المضادة للطائرات والمضادة للسطح كما أنه قادر على تدمير الصواريخ الباليستية وكصاروخ جو-جو، فإن قدراته تمنح الولايات المتحدة طرقا جديدة لمواكبة الأسلحة الصينية الأحدث.
وفي سيناريو قتال جوي مع الصين، سيكون الصاروخ" AIM-174B" مفيدًا للغاية في تعطيل سلسلة القتل الصينية، أو العملية التي يتم من خلالها تحديد الهدف واستهدافه وتدميره والأصول المشاركة في إكمال هذه المهمة.
وبشكل خاص يمكن للصاروخ استهداف طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً في الصين والتي تساعد في إعداد سلاسل القتل هذه كما يمنح الطائرات الأمريكية القدرة على استهداف الأصول الخلفية، مثل القاذفات الصينية وطائرات الاستخبارات والمراقبة واكتساب الهدف والاستطلاع.
وبالنسبة للصاروخ الصيني" PL-17" قال برونك إنه يمكن مقارنته مع " AIM-174B" لكنه يحتفظ بمدى أطول وهو ما يرجع جزئيًا إلى المنصات التي ستحمله.
ويُعد" PL-17" صاروخًا كبيرًا إلى حد ما وظهر في ديسمبر/كانون الأول الماضي على متن المقاتلة الصينية متعددة الأدوار" J-16 ".
ومن المتوقع أن تستمر لعبة مدى الصواريخ جو-جو بين الولايات المتحدة والصين وفقا لتقرير البنتاغون الذي أشار إلى أن كلا من بكين وواشنطن تعملان على أنظمة الجيل التالي من صواريخ جو-جو.