العلاقات الصينية الأمريكية.. رؤية جديدة بعد 40 عاما
السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيانكاي قال إن الصين وأمريكا ينبغي عليهما العمل على خلق مستقبل أفضل ورؤية جديدة للعالم.
قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تسوي تيانكاي، إنه في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، انتهى عصر العلاقات الصينية الأمريكية القديم، ولا سبيل للعودة، لذلك ينبغي على البلدين العمل على خلق مستقبل أفضل ورؤية جديدة للعالم.
هذه النقطة طرحها السفير في كلمة خلال فعالية "رؤية الصين"، في نيويورك، الثلاثاء، على هامش منتدى "العلاقات الصينية الأمريكية.. 40 عاما وما بعدها"، وفقا لموقع صحيفة "تشاينا ديلي".
وخلال الفعالية ناقش خبراء بارزون في شؤون العلاقات الصينية الأمريكية كيف ينبغي على البلدين تسوية خلافاتهما ودفع العلاقات بينهما.
انعقد منتدى "العلاقات الصينية الأمريكية.. 40 عاما وما بعدها"، قبل فترة وجيزة من عقد بكين وواشنطن جولة أخرى من المحادثات رفيعة المستوى في واشنطن أوائل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتسوية خلافاتهما التجارية المعلقة، بعد فشل 12 اجتماعا من هذا النوع منذ فبراير/شباط 2018 في التوصل إلى اتفاق.
وفي كلمته الرئيسية، قال تسوي: "لقد تعلمنا من العقود الـ4 الماضية أن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد بالنسبة لنا. إنه شيء يجب أن نحافظ عليه دائما".
وأضاف الدبلوماسي الصيني أن بعض الأمريكيين يلقون باللائمة على الصين الصاعدة، التي يزعمون أنها ستحل محل الولايات المتحدة لتكون القوة المهيمنة الجديدة في العالم.
وتابع: "لكنني لا أرى المسؤولية تقع على عاتق الصين. إنها الطريقة التي تتصور بها أمريكا أن الصين يجب أن تخضع للمساءلة".
واتفق معه ستيفن روتش، الباحث في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، في هذه النقاط، قائلا: لدينا الكثير من المشكلات في الولايات المتحدة. لسوء حظنا، من الملائم للغاية بالنسبة لنا -دائما عندما تكون لدينا مشكلات- أن نلقي باللائمة فيها على شخص آخر".
وأضاف كبير الاقتصاديين السابق في "مورجان ستانلي" ورئيس مورجان ستانلي آسيا: "لقد فعلنا ذلك مع اليابانيين قبل 30 عاما، ونحن نفعل ذلك مجددا مع الصين".
وخلال حديثه في افتتاح المنتدى، شدد تشو شوشون، ناشر "تشاينا ديلي" ورئيس تحريرها، على أهمية انطلاق البلدين من حيث ما أنجزاه خلال العقود الماضية.
وقال: "إذا استطعنا كسر الجليد قبل 40 عاما، لم يكن هناك تقريبا أي تبادل آراء وتواصل، بعد ذلك في عالم اليوم القائم على الترابط".
وأضاف: "ومع كون البلدين أكبر شريكين تجاريين ومستثمرين رئيسيين لبعضهما، ويمتلكان جزءا كبيرا من بعضهما، لا يوجد أي سبب على الإطلاق لأن يتعارض المستقبل مع مسارات التاريخ، والحديث عن (فك الارتباط) مجرد هراء".
من جانبه، تذكر كريج آلين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، تاريخ العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وناقش آلين أول تمرد كبير لمستعمرات أمريكا الشمالية البريطانية في عام 1773، وهي الشرارة التي أوجدت الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام الوطنيون في حفلة شاي في بوسطن، متنكرين في زي الأمريكيين الأصليين، بإلقاء الشاي المستورد من فوجيان إلى ميناء بوسطن احتجاجا على ضريبة جديدة فرضتها الحكومة الاستعمارية البريطانية على الشاي.
ووفقا لآلين، تمت الإشارة إلى الانتفاضة في إعلان الاستقلال الأمريكي، المستند التأسيسي، الذي عرض فيه توماس جيفرسون المطالبات الرسمية بالاستقلال عندما اشتكى من أن ملك إنجلترا جورج قطع التجارة بشكل غير قانوني مع جميع أنحاء العالم، و"فرض التعريفة الجمركية دون موافقتنا".
وأضاف: "هذا أمر مثير للاهتمام وله أهمية حتى اليوم".
وفي حديثه عن التوترات التجارية الحالية بين الصين والولايات المتحدة، أعرب آلين عن أمله في أن يستلهم قادة البلدين الصداقة والتعاون والمنفعة المتبادلة التي ميزت العلاقة الثنائية في الماضي.
ومضى بالقول: "لدينا تاريخ مجيد. لدينا مسؤولية مشتركة لضمان استمرار نجاح الماضي في المستقبل".
بدوره، قال موريس جرينبرج، رئيس مجلس إدارة شركات "ستار"، إنه يعتقد أن الوقت قد حان لكلا البلدين للتوصل إلى اتفاق تجاري.
وأضاف جرينبرج، وهو نائب رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين: "إذا لم يتمكن الجانبان من القيام بذلك، فسيعاني كلا الطرفين. أنا مقتنع بذلك".
فيما قال شوي تشن، الرئيس والمدير التنفيذي لفرع بنك الصين في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه بينما يعمل بنكه على المسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال الانخراط في مشاريع تخفيف الفقر في الصين ومساعدة المجتمعات المحلية ذات الدخل المنخفض والشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، من المهم أن تلتزم الدول بـ"مسؤوليات الدولة الاجتماعية".
وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع الصين من أجل المنافع المتبادلة وتحمل (المسؤوليات الاجتماعية للدولة) على الصعيد العالمي، فأنا أعتقد أن الصين ستعمل بكل سرور جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة من أجل التعزيز المشترك لمجتمع عالمي أكثر سلاما واستقرارا وازدهارا".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز