"درونز" الحوثيين.. حرب جديدة تهدد فرص السلام باليمن
التصعيد الحوثي يتزامن مع زيارة للمبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى صنعاء، وتحركات إقليمية ودولية لإرساء عملية سلام شاملة.
صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية من هجماتها الإرهابية في الساحل الغربي لليمن، في دورة حرب جديدة تهدد بنسف فرص السلام التي يقودها المجتمع الدولي.
ويتزامن التصعيد الحوثي مع زيارة للمبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى صنعاء، وتحركات إقليمية ودولية لإرساء عملية سلام شاملة كامتداد لاتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وخلال أسبوعين، اعترضت الدفاعات الجوية للتحالف العربي والقوات اليمنية المشتركة، أكثر من 7 صواريخ باليستية و13 طائرة مسيرة بدون طيار، كانت جميعها تستهدف مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز جنوبي غرب اليمن.
آخر الهجمات الإرهابية الحوثية، كانت فجر الإثنين، حيث سيطرت القوات اليمنية على طائرة بدون طيار كانت تحمل نحو 10 كيلوجرامات من المتفجرات، فيما اعترضت دفاعات التحالف صاروخاً باليستياً وطائرتين مفخختين كانتا تستهدف ميناء المخا، حسب مصادر عسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية".
وأوضحت المصادر أن الحرب الحوثية شملت وتزامنت مع وصول المبعوث الدولي إلى صنعاء، وشملت استقدام نحو 1000 مقاتل إلى نقاط التماس الممتدة من قلب مدينة الحديدة حتى مرتفعات البرح المطلة على مدينة المخا.
كما استهدفت الهجمات الإرهابية الحوثية بالطائرات الإيرانية الصنع، مقر الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار الأممية ومستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود، في تصعيد اعتبره خبراء بأنه "دورة حرب جديدة ضد فرص السلام، وأشاروا إلى ضرورة تدخل الحكومة اليمنية لإنقاذ دم الأبرياء في ظل السلام الهش منذ سريان اتفاق ستوكهولم.
حرب إبادة وخروقات دولية
رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي، وصف هجمات الحوثيين بحرب إبادة جماعية تستهدف آلاف النازحين ونحو 70 ألف نسمة من أبناء مدينة المخا.
وقال، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن قصف المدن السكنية وإراقة دماء المدنيين لا تعد انتصاراً بل تعد مؤشراً للاستعداد على ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ما لم تقوم الحكومة اليمنية بإعلان انتهاء هدنة مدينة الحديدة وتأمينها من منصات الصواريخ والطائرات.
وأسفرت الهجمات الأخيرة عن مقتل وإصابة أكثر من 15 مدنياً في المخا، وإحراق مخزن أدوية تابع لمنظمة أطباء بلا حدود.
ومنذ توقف معارك تحرير الحديدة في منتصف فبراير/شباط 2018، أزهقت نيران الحوثيين أرواح نحو 400 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب الآلاف، حسب مصادر حكومية.
وأكدت المقاومة الوطنية أن مليشيا الحوثي لم تنفذ أي جزئية من اتفاق ستوكهولم الموقع في الـ١٨ من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعرقلت الانسحاب من الموانئ وتحولت مدينة وموانئ الحديدة إلى غرفة عمليات لشن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار.
وقال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية، محمد أنعم، إن اليمن يتجه إجبارياً نحو دورة جديدة من الحرب مع مليشيا الحوثي، تزامناً مع تبديد الدرونز المفخخة والصواريخ الباليستية والتحشيدات والخروقات فرص السلام.
وأضاف أن هجمات مليشيا الحوثي بلا هدف وتكشف حالة الذعر التي تعيشها الجماعة في أعقاب انتفاضة شعبية توشك على الانفجار، موضحاً أن قصف الانقلابيين للمخا محاولات لتصوير مليشياتهم على أنها ما زالت تملك القوة وقدرة المناورة.
ولفت إلى أن الهجمات الحوثية المتكررة على المخا والخروقات المتواصلة في مدينة الحديدة والدريهمي وحيس والجاح والتحيتا، تثبت أن مليشيا الحوثي لم تكن جادة بالسير نحو السلام وإنما لتحافظ على جزء من سيطرتها على مدينة وموانئ الحديدة.
رسائل صريحة
متحدث عمليات المقاومة المشتركة بالساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، يرى أن تركيز مليشيا الحوثي على مهاجمة المخا، جاء رداً على لقاء جمع المبعوث الأممي مارتن جريفيث مع قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد علي عبدالله صالح، قبيل أيام من تقديم إحاطته لمجلس الأمن، وناقشت الاستحداثات العسكرية في مدينة الحديدة.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "تصعيد الحوثيين طال حرية الملاحة باختطاف السفينة الكورية قبالة موانئ الحديدة، وتكررت هجمات المخا تزامناً مع وصول جريفيث إلى صنعاء، وهي رسائل صريحة تستهدف حرباً أكثر دموية ورفض الوساطة الأممية وجهود السلام".
وأضاف: "على مدار عام كامل، كانت معادلة الانقلاب الحوثي تحاول التنصل من الهدنة وتعويض الخسائر البشرية والقتالية، ووثقنا في المقاومة المشتركة، حرب هي الأعنف، ورصدنا آلاف الأدلة بتقنية الفيديو والصور، بما فيها في نقاط المراقبة الخمس في مدينة الحديدة، ونرفض أن نظل مكتوفي الأيدي".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز