"تدمير نيويورك" في محاكاة لاصطدام كويكب بالأرض
المحاكاة نفذت، الإثنين، في إطار مؤتمر قرب واشنطن بتفعيل إنذار عن رصد كويكب قطره 100 إلى 300 متر يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية.
انتهى، الجمعة، تمرين محاكاة اصطدام كويكب بالأرض بكارثة، حيث تم القضاء على مدينة نيويورك، رغم تحضيرات استمرت 8 سنوات، لتحويل مسار الكويكب في هذا التمرين الذي أصبح موعدا لأوساط "الدفاع الكوكبي" في العالم.
ونفذت المحاكاة، الإثنين، في إطار مؤتمر قرب واشنطن بتفعيل إنذار عن رصد كويكب قطره 100 إلى 300 متر يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية مع احتمال سقوطه على الأرض بنسبة 1% في 29 أبريل/نيسان 2027.
وكان نحو 200 عالم فلك ومهندس وخبير في حالات الطوارئ يتلقون معلومات جديدة ويطرحون اقتراحات وينتظرون قرارات القيمين على التمرين الذي صممه مهندس في صناعات الفضاء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وارتفع احتمال أن يتحطم الكويكب على الأرض من 10% إلى 100%.
ووفقا للمحاكاة، قررت "ناسا" في 2021 إرسال مسبار لرصد التهديد، وأكد علماء الفلك أن الكويكب يتجه مباشرة إلى منطقة دنفر في ولاية كولورادو وسيقضي عليها.
وقررت عندها القوى الفضائية العظمى، أي الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين واليابان، بناء 6 مركبات مهمتها ضرب الكويكب لتحويل مساره، واستغرق بناء المركبات وقتا طويلا، وكان من الضروري تنسيق المدارات وعمليات الاصطدام المقررة في 2024، وتمكنت 3 منها من ضرب الكويكب.
إلا أن جزءا من 60 مترا من الكويكب واصل طريقه باتجاه الأرض، فقررت الولايات المتحدة إرسال مهمة أخيرة مع شحنة نووية تساعد على تغيير مسار الحجر النيزكي، وهو إجراء أنقذ طوكيو في التمرين السابق، إلا أن اختلافات سياسية حالت دون تنفيذ الخطة، ولم يبق أمام السلطات سوى الاستعداد.
وقبل 6 أشهر على الموعد تم تحديد المنطقة المستهدفة بدقة أكبر فتبين أنها نيويورك، وقبل شهرين بات علماء الفلك على ثقة كاملة بأن الحجر سيدمر المدينة.
ودخل الحجر الغلاف الجوي بسرعة 69 ألف كيلومتر في الساعة، وانفجر على ارتفاع نحو 15 كيلومترا فوق سنترال بارك، وكانت قوة الانفجار أقوى بألف مرة من قنبلة هيروشيما.
وقال العلماء إن قوة دفع الانفجار أتت على كل شيء في شعاع قدره 15 كيلومترا، وتحولت مانهاتن إلى دمار وتحطم الزجاج في منطقة قطرها 45 كيلومترا، وامتدت الأضرار على 68 كيلومترا، أما المشكلات الناجمة عن الحادث فلا تعد ولا تحصى.
وقالت براني جونسون ممثلة "السكان الغاضبين" في التمرين: "مدة شهرين غير كافية للإجلاء، ستكون هناك طوابير من شاحنات النقل".
وتساءلت فيكتوريا أندروز، من مكتب الدفاع الكوكبي في "ناسا": "عندما يعرف المرء أن منزله سيدمر بعد 6 أشهر هل يستمر في تسديد القرض؟"، وناقش المشاركون مسائل قانونية وأخرى تتعلق بالتأمين فقد أنقذت الولايات المتحدة دنفر إلا أنها دمرت نيويورك عن غير قصد.
وقالت آليسا حداجي من جامعة هارفارد ومنسقة مجموعة من 15 محاميا متخصصين بالقانون الفضائي شكلت للرد على هذه الأسئلة: "في هذه الحالة واستنادا إلى القانون الدولي ينبغي على الولايات المتحدة بصفتها الدولة دفع تعويض مع أنها ليست مخطئة".
واستغل علماء فلك الفرصة للدفاع عن مشروع التلسكوب الفضائي "نيوكام" الذي من شأنه السماح برصد الكويكبات والتصرف في وقت أبكر في حال وجود تهديد.
ويؤكد بول شوداس مصمم المحاكاة: "من غير المرجح أن يحدث ذلك، إلا أننا أردنا عرض كل المشاكل ومناقشتها"، ويقام التمرين المقبل في 2021 في فيينا، ولا يستبعد شوداس أن تكون أوروبا الهدف هذه المرة.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg
جزيرة ام اند امز