بعيدا عن البشر.. حتى انتخابات الطيور "مزورة"
مرشحون ليسوا من البشر، لا يمتلكون برامج ولا أجندات سياسية، يتنافسون بضراوة في تصويت رسمي يحظى باهتمام شعبي كبير .
فعلى غرار الانتخابات العادية، اشتدت المنافسة في الانتخابات السنوية الرسمية للطيور في نيوزيلندا، وسط مخاوف بشأن إبقاء التصويت عادلاً؛ لا سيما بعد فضائح تزوير أصوات، وضغط لدعم أحد الطيور.
مخاوف تأكدت عندما كشفت السلطات عن إدلاء أكثر من 1500 صوت "مزور" في الساعات الأولى من يوم الإثنين، ما دفع طائر الكيوي الصغير المرقط، إلى التربع على قائمة المتصدرين، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقالت "الجمعية الملكية لحماية الطيور والغابات في نيوزيلندا" (فورست آند بيرد) الثلاثاء، إن تلك الأصوات التي اكتشفها مراقبو الانتخابات الرسميون، حذفت منذ ذلك الحين.
وأوضحت المتحدثة باسم الانتخابات لورا كيون، أنه تم الإدلاء بالأصوات باستخدام عناوين بريد إلكتروني مزيفة تعود جميعها إلى نفس العنوان الإلكتروني (آي بي) في أوكلاند، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في نيوزيلندا.
وفي بيان لها أضافت كيون "من حسن الحظ أننا رصدنا هذا الكيوي الصغير وهو يحاول التسلل بحصوله على 1500 صوت إضافي تحت جنح الظلام".
ووفقًا لكيون، فإن المرشح الأوفر حظًا حاليًا هو "قطرس أنتيبوديان" (النورس) الذي يستوطن جزر "أنتيبوديان"، وهو طائر بحري يستخدم طقوسًا معقدة للرقص والغناء تستمر سنوات للعثور على شريكة يبقى معها في كثير من الأحيان حتى يموت أحدهما.
لكن تزوير الانتخابات "ليس الأسلوب المناسب للكيوي" وفق المسؤولة نفسها، التي بيّنت أن " الكيوي هو الشعار الوطني لأوتياروا (الاسم الماوري لنيوزيلندا) ولذلك يمثل قيم النيوزيلنديين من الديمقراطية والإنصاف والمساواة والصدق".
وتجري مسابقة طائر العام في نيوزيلندا منذ عام 2005، وقد أسستها "فورست آند بيرد" كوسيلة لتشجيع النيوزيلنديين على التعرف على الطيور المحلية في البلاد، وإلهامهم للمساعدة في حماية الحياة البرية .
وأُدلى نحو 35 ألفا بأصواتهم في انتخابات هذا العام، التي تسمح للناخبين بترتيب ما يصل إلى خمسة طيور من اختيارهم.
ويأتي هذا السباق بعد أسابيع فقط من الانتخابات العامة في البلاد، التي شهدت إعادة انتخاب رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بأغلبية ساحقة.
وعلى الرغم من أن انتخابات طائر العام تبدو كمحاولة لزيادة الوعي حول الطيور النيوزيلندية المحلية، التي يكافح الكثير منها من أجل البقاء؛ إلا أن المنافسة لديها تاريخ من الانعطافات الساخنة.
سوابق في التزوير
ويتنافس العشرات من المرشحين ذوي الريش إلى جانب الكيوي المرقط الصغير، الذي انقرض في البر الرئيسي لنيوزيلندا، على الرغم من أن نحو 1200 طائر منهم يعيشون في جزيرة كابيتي، وهي محمية قبالة ساحل عاصمة البلاد، ويلينجتون.
على الرغم من أن الرهانات أقل من الانتخابات السياسية التقليدية، لكن تصويت هذا العام ليس أول انتخابات يشوبها التزوير.
ففي عام 2018، صوت شخص من بيرث، وهي مدينة تقع في أستراليا المجاورة لنيوزيلندا، لصالح طائر الغاق الأوروبي، أكثر من 300 مرة قبل أن يكتشفه منظمو الانتخابات.
وفي عام 2015، حاول مراهقان التلاعب في التصويت لصالح طائر كوكاكو، وهو طائر مغرد مهدد بالانقراض، وفقًا لإذاعة نيوزيلندا الوطنية.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز