نيوزيلندا تطلق مهرجان "تي أراتيني" في إكسبو 2020
تطمح "أوتيرو نيوزيلندا" لتسليط الضوء على الروابط بين الشعوب الأصلية والقبلية على مستوى العالم.
يأتي ذلك بتقديم مهرجان "تي أراتيني" خلال أسبوع التسامح والشمولية في معرض إكسبو 2020 دبي، في الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 2021.
ويقام معرض إكسبو 2020 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي بلد –مثل أوتيرو نيوزيلندا– تحتضن أكثر من 200 جنسية على أراضيها. ويوفر هذا التنوع المشترك واحترام الثقافات المختلفة منصة مثالية لمهرجان "تي أراتيني" لاستعراض قيم الثقافات الأصلية والقبلية.
ويحتفل "تي أراتيني" بمرحلة ثقافية مهمة في تاريخ معارض إكسبو العالمية، حيث تقود "أوتيرو نيوزيلندا" جهود التعاون بين الدول المشاركة في إكسبو لإظهار الإمكانات غير المستغلة للشعوب الأصلية والقبلية، وقدراتهم لحل القضايا العالمية.
ومع اقتراب حلول رأس السنة الماورية الجديدة "الماتاريكي" تدعو "أوتيرو نيوزيلندا" المشاركين الدوليين للانضمام إلى مهرجان "تي أراتيني"، وأن يكونوا جزءاً من التوجه نحو مزيد من الاندماج وتقبّل المعرفة العريقة والدراية الواسعة للشعوب الأصلية والقبلية.
وقالت نانايا ماهوتا، وزيرة الخارجية النيوزيلندية: "بالنسبة للعديد من الشعوب الأصلية والقبلية، بما في ذلك الماوري، ترتكز معتقداتنا على "الواكابابا" أو روابط الأنساب التي تؤسس العلاقات بين الناس والبيئة والعالم الروحاني. وفي أعقاب الجائحة العالمية، يمكن أن تساعد هذه المعتقدات والقيم على تشكيل التزام العالم الذي تشتد الحاجة إليه تجاه التعاطف والاستدامة والحلول بين الأجيال من أجل تحقيق جودة أفضل للحياة".
وأضافت: "العلاقات هي حجر الزاوية في الروابط الدولية لأوتيرو نيوزيلندا. ولقد حان الوقت لأن يخلق ملتقى "تي أراتيني" حركة فاعلة نحو تعزيز العلاقات العالمية واستكشاف السبل المناسبة والاستباقية لتمكين عودة وتجديد اقتصاديات السكان الأصليين. وعلى الصعيد العالمي، يمكننا معاً إعادة البناء بشكل أفضل وأكثر إنصافاً وشمولية بما يتناسب مع تطلعات الشعوب الأصلية".
وتوفر اقتصاديات الشعوب الأصلية والقبلية الأساس الذي تُبنى عليه العديد من المجتمعات الحديثة وتزدهر الآن. ويُعرف ما يقرب من 370 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بأنهم شعوب أصلية، وتنص أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) على أن التنمية المستدامة الحقيقية غير ممكنة بدون "حماية المعارف التقليدية وأراضي السكان الأصليين".
فهم أعمق وأكثر شمولية
وسيعزز مهرجان "تي أراتيني" من تطوير فهم أعمق وأكثر شمولية للاندماج الاقتصادي، والأدوار المتقاربة للثقافة والمجتمع والتجارة والحفاظ على البيئة في حماية وإصلاح وإنعاش اقتصادات الشعوب الأصلية والقبلية في العالم.
وتعليقاً على الدور الريادي لنيوزيلندا في مهرجان "تي أراتيني"، قال كلايتون كيمبتون، المفوض العام لنيوزيلندا في معرض إكسبو 2020 دبي: "يشرفنا أن نستضيف أول مهرجان على الإطلاق للأفكار الأصلية والقبلية إلى جانب منتدى Iwi Chairs، وغير ذلك من الدول المشاركة في معرض إكسبو العالمي. إن المكانة الخاصة للماوري، مثل تانغاتا وينوا أو السكان الأصليين، تعتبر ركيزة أساسية لهوية أوتيرو نيوزيلندا. فالعديد من قيمنا متجذرة بعمق في معتقدات تانغاتا وينوا، وتتجلّى الفكرة المحورية لجناحنا "رعاية الإنسان والمكان" عبر الروح البيئية للماوري في كايتياكيتانغا. وسيُظهر الجناح كيف أن الكايتياكيتانغا هي عبارة عن "أسلوب حياة" بين العديد من النيوزيلنديين، كما أنها تدفعنا إلى الابتكار من خلال الأعمال والتكنولوجيا والإبداع".
وتم تطوير فكرة مهرجان "تي أراتيني" بالشراكة مع منتدى Iwi Chairs وبتوجيهات ورؤية ناهيوي توموانا، الزعيم القبلي لأحد أبرز قبائل أوتيرو نيوزيلندا، وهي Ngāti Kahungunu.
ويوضح: "عندما تتحدث الشعوب الأصلية والقبلية عن التجارة، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالمنتجات واتفاقيات التجارة الحرة. نحن نتحدث بشكل أعمق عن العلاقات والمعاملة بالمثل والمسؤولية تجاه مجتمعاتنا. نحن نعيش من وجهة النظر القائلة بأن الثقافة مهمة في التجارة والمجتمع والحفاظ على البيئة. لذلك، عند إقامة علاقات تجارية، من الضروري أن تكون الرعاية الصحية والبيئة واللغة والثقافة جزءاً من خطابات السياسة التجارية والاقتصادية الأوسع نطاقاً".
وأضاف: "يهدف ’تي أراتيني‘ إلى تسليط الضوء على علاقاتنا القديمة حيث إن الزمان والظروف قد أعاقا قدرتنا على الحفاظ على دفء هذه الروابط، وإثراء وترسيخ تلك العلاقات التي تجلّت وأعيد توثيقها خلال العقود القليلة الماضية".
وسيتعرّف زوّار الجناح النيوزيلندي إلى قصة نهر "وانغانوي"، أحد أهم الموارد الطبيعية في البلاد وأول نهر في العالم يحصل على الحقوق القانونية الاعتبارية باسم Te Awa Tupea (تسوية مطالبات نهر وانغانوي) لعام 2017. ويعترف القانون التشريعي المبتكر بالنهر كشخصية اعتبارية وكائن حي غير قابل للتجزئة مع قيم السكان الأصليين التي توجه وتدعم صحته وسلامته.
تم تصميم القصة المؤثرة والعالمية لتحفيز الزوّار على التواصل مع الأشخاص والمكان والعناية بهما، وإحداث نقلة نوعية، من الاستغلال إلى تقييم علاقتنا بالموارد الطبيعية.