مُنفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي.. أسترالي متطرف كان يخطط لاغتيال "ميركل"
مدينة "كرايستشيرش" النيوزيلندية شهدت هجوما إرهابيا كبيرا على مسجدين، في حادث هو الأسوأ الذي تعيشه البلاد خلّف عشرات القتلى والجرحى.
استيقظ العالم، اليوم الجمعة، على وقع هجوم إرهابي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، أودى بحياة نحو 49 شخصا وإصابة آخرين على يد يميني متطرف وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بـ"الإرهابي العنيف".
وشهدت مدينة "كرايستشيرش" النيوزيلندية هجوما إرهابيا كبيرا على مسجدين، في حادث هو الأسوأ الذي تعيشه البلاد خلّف عشرات القتلى والجرحى.
وعمليات إطلاق النار الجماعية في نيوزيلندا تعد نادرة للغاية، كان أكثرها دموية في التاريخ الحديث في بلدة أراموانا الصغيرة في عام 1990، عندما أطلق المسلح ديفيد جراي النار وقتل 13 شخصا بعد نزاع مع أحد الجيران.
بث مباشر
وبطريقة وحشية مصورة على الهواء مباشرة فتح شخص يدعى "برينتون تارنت"، أسترالي الجنسية، النار على عشرات الأشخاص الموجودين داخل مسجدين بوسط مدينة "كرايستشيرش" النيوزيلندية.
وقام تارنت الذي يبلغ من العمر 28 عاما ببث جريمته أمام العالم كله من صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب وثيقة نشرها تارنت على الإنترنت من 93 صفحة، فإنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، أهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، وكذلك الانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم بحسب زعمه.
وقف الهجرة
ومن خلال الوثيقة، يعلن تارنت أنه يريد الوقوف بوجه الهجرة إلى العالم الغربي بتخويف المسلمين بشكل مباشر عن طريق العنف، كما يريد أن ينتقم لما شهدته البلاد الغربية من هجمات إرهابية، وتحدث تحديداً عن هجوم ستوكهولم عام 2017، حيث أراد الأخذ بالثأر لإحدى ضحايا ذلك الهجوم، وكانت طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً حسب روايته.
وفي أبريل/نيسان 2017، دهست شاحنة يقودها إرهابي مجموعة من المشاة، وسط ستوكهولم، ما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة 4 آخرين.
كما قال في الوثيقة إن العمل يأتي رداً على حوادث الاغتصاب التي يشهدها العالم الغربي كما حصل في روثرهام بإنجلترا عندما اعتدى رجال بريطانيون من أصول باكستانية على نحو 1400 طفل خلال 16 عاماً، وعلى حوادث اغتصاب في سيدني بقيادة شبان لبنانيين أستراليين ضد نساء وبنات أستراليات عام 2000.
ميركل وصادق خان
وبحسب الوثيقة، سعى تارنت لشن الهجوم قبل عامين، ثم بدأ بالتخطيط "في الموقع" قبل ثلاثة أشهر، وأنه اختار نيوزيلندا ليؤكد أنه لا يوجد مكان آمن في هذا العالم، واختار هذين المسجدين بعد زيارتهما وكان يريد استهداف مسجد ثالث ولكنه قال إنه قد لا ينجح.
وأكد أنه يعمل بشكل منفرد ولا ينتمي لأي حركة نازية أو معادية للسامية، وأنه شكل أفكاره من خلال الإنترنت، وأشار إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011.
ولا يكتفي المهاجم بهذا فقط، بل تتطرق الوثيقة إلى أسماء كبيرة يريد استهدافها كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعمدة لندن صادق خان.
كما يدعو لقتل الزعماء الاقتصاديين المعادين للبيض، ولقتل تجار المخدرات، ولاعتبار المنظمات غير الحكومية جماعات خائنة وترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبية.
ويبدو أنه يؤمن أيضا بتفوق العرق الأبيض، حيث يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "رمزا للهوية البيضاء المتجددة"، على الرغم من أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيما.
غير نادم
وقال اليميني المتطرف إنَّ رحلته إلى فرنسا عام 2017 ألهمته أيضاً لتنفيذ الهجوم.
وأضاف: "كنت أقرأ منذ سنوات عديدة عن غزو فرنسا عن طريق غير البيض، واعتقدت أنَّ كثيراً من هذه القصص والشائعات مبالغ فيها، وأنَّها اختُلقت لطرح رواية سياسية (محددة). لكن عندما وصلت إلى فرنسا، لم أجد القصص حقيقية وحسب، بل إنَّها أقل من الواقع بكثير. ففي كل مدينة فرنسية، وفي كل بلدة فرنسية، (كان الغزاة موجودين)".
وتابع: "عندما كنت داخل موقف السيارات أجلس في سيارتي المؤجرة، شاهدت سيلاً من الغزاة يدخلون من البوابة الأمامية للمركز التجاري. ومقابل كل رجل فرنسي أو امرأة فرنسية، كان هناك ضعف هذا العدد من الغزاة. لقد رأيتُ ما يكفي، وغادرت المكان من الغضب، ورفضتُ البقاء أكثر من ذلك في هذا المكان الملعون وتوجهت إلى البلدة المجاورة".
وأشار إلى أنه لن يشعر بأي ندم على ارتكاب الهجوم. وقال: «أتمنى فقط لو كنتُ قادراً على قتل عددٍ أكبر من الغزاة، وكثيرٍ من الخونة أيضاً».
أسوأ الأيام
وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا اردرن إن التفاصيل بشأن الهجومين لا تزال غير واضحة.
وأكدت، خلال مؤتمر صحفي، أن "هذا من أسوأ الأيام التي مرت على بلادها وأن ما حدث في مدينة كرايستشيرش هو عمل عنف غير مسبوق".
بدورها، أعلنت الشرطة أن المتهم في حادث إطلاق النار على المسجدين في كرايستشيرش سيمثل أمام المحكمة السبت.
وأضاف الشرطة أنه تم إخلاء المباني المحيطة لمنزل منفذ الهجوم الإرهابي.
وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا الهجوم على المسجدين في مدينة كرايستشيرش بلغت 49 قتيلا و39 مصابا.
وقالت إنها تتواصل مع أستراليا بشأن المتهمين في حادث إطلاق النار على المسجدين، مؤكدة أنه لا يوجد لديهم أي معلومات حتى الآن.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز