من جرافة إلى السلطة.. هل يحفر فاراغ طريقه كترامب؟

في مشهد يُذكِّر بحملات دونالد ترامب وصل نايغل فاراغ، زعيم حزب «إصلاح المملكة المتحدة» اليميني، قاعة أحد مؤتمراته فوق جَرَّافة.
يعد فاراغ، المناهض للهجرة، أحد أشد مؤيدي الرئيس ترامب حماسة في بريطانيا. وكان للدروس التي استقاها من حملة الرئيس الأمريكي، أثرها الكبير في تقدم الحزب في استطلاعات الرأي.
ومنذ عودته إلى قيادة حزب الإصلاح العام الماضي، ثم انتخابه نائبًا في البرلمان البريطاني لأول مرة، قاد فاراغ الحزب المتمرد إلى ارتفاعٍ غير مسبوق في استطلاعات الرأي. فاز الحزب بنسبة 14% من الأصوات في يوليو/تموز الماضي، لكنه الآن يُسجل بانتظام حوالي 25% في استطلاعات الرأي، متجاوزًا حزب المحافظين، حزب المعارضة الرئيسي، وفي بعض الاستطلاعات، حزب العمال الحاكم.
وستشكل الانتخابات البلدية التي تعقد اليوم (الأول من مايو/أيار) أول اختبار لتحويل هذا الزخم إلى مقاعد، حيث يتوقع أن يفوز الحزب بمئات المناصب البلدية واثنين من رؤساء البلديات.
ويعتمد فاراغ، أحد أبرز مؤيدي ترامب في أوروبا، استراتيجيةً مستوحاةً من حملة ترامب تتمثل في خطاب شعبوي يهاجم «المهاجرين غير الشرعيين» ويعد بترحيلهم، ووعود بإلغاء قوانين الحياد الكربوني.
ففي تجمع برمنغهام، على سبيل المثال، صرخ أمام آلاف المؤيدين: «كل من يأتي بشكل غير قانوني سيرحل»، وسط هتافات حشد سافر بعضهم مئات الأميال لحضور الحدث.
وحوَّل الحزب القاعة إلى مسرحٍ رمزي لـ"بريطانيا المتهالكة" بأكياس قمامة وحافلات مغطاة بالغرافيتي، في إشارة إلى إضرابات عمال النظافة وتردي الخدمات العامة.
عودة "التجمعات الحماسية"
رغم تحول السياسة البريطانية منذ عقود إلى خطابات تلفزيونية مختصرة ومنشورات على "إكس"، أعاد فاراغ نمط التجمعات الجماهيرية الكبيرة، التي اختفت منذ أيام زعيم العمال السابق جيريمي كوربين (2017).
ويشبه النقاد أسلوب فاراغ بخطابات ترامب التي تتعمد إثارة الجمهور بعبارات مُكرَّرة، وعداء للصحافة، ورواية مُبسطة لأزمات الهجرة وتدهور الخدمات. وحتى الإعداد للحدث - بموسيقى صاخبة وإضاءة دراماتيكية -استحضر أجواء راليات "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً".
ورغم أن تجمع برمنغهام لم يملأ القاعة بالكامل (بِيعَت 10 آلاف تذكرة مع مقاعد شاغرة)، إلا أنه علامة على تحوُّل "إصلاح المملكة المتحدة" من حزب هامشي إلى قوة سياسية.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE5MSA= جزيرة ام اند امز