على خطى بريطانيا.. ترامب يُحيي خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا

يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، مستوحاة من النموذج البريطاني المثير للجدل الذي أُلغِاه حزب العمال بعد وصوله إلى الحكم.
وتأتي هذه الخطوة فيما كشفت وثائق دبلوماسية عن وجود تعاون سابق بين واشنطن ورواندا في هذا المجال، شمل ترحيل مهاجرين عراقيين على الأقل، وفقًا لوثيقة دبلوماسية أوردتها تقارير إعلامية أمريكية، بحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وأشارت الوثيقة إلى احتمال إدراج رواندا ضمن قائمة "الدول الثالثة" التي ترسل إليها إدارة ترامب المهاجرين الذين سيتم ترحيلهم، وهي قائمة تضم بالفعل دولًا مثل السلفادور، التي استقبلت بالفعل مئات المرحّلين.
جدير بالذكر أن حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ألغت خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا فور توليها الحكم، بعد أن اعتبرتها المحكمة العليا البريطانية غير قانونية لانتهاكها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وجرى تحويل الأموال المخصصة للخطة – والتي بلغت نحو 700 مليون جنيه استرليني – إلى تمويل "قيادة أمن الحدود"، وهي هيئة جديدة تهدف إلى مكافحة عصابات تهريب البشر باستخدام صلاحيات مشابهة لتلك المستخدمة في مكافحة الإرهاب.
وهنأت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، سويلا برافرمان، الرئيس ترامب عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي قائلة: "عمل رائع، أيها الرئيس ترامب"، مضيفةً أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان منعت الحكومة البريطانية من تنفيذ خطة رواندا، بينما ألغى حزب العمال البرنامج كليًا.
وأكدت أن الولايات المتحدة تظهر الآن كيف يجب أن يكون التحكم الفعّال في الحدود، معتبرةً ذلك "مهينًا" لبريطانيا.
من جانبه، صرّح كريس فيلب، وزير الداخلية البريطاني بحكومة الظل، أن اعتماد الولايات المتحدة على رواندا لترحيل المهاجرين سيبرز الخطأ "الكارثي" الذي ارتكبه كير ستارمر بإلغاء خطة رواندا قبل أن يبدأ تنفيذها.
وأضاف أن سياسات الردع عبر الترحيل أثبتت نجاحها سابقًا في دول مثل أستراليا والآن ينظر إليها الاتحاد الأوروبي وألمانيا وأمريكا.
على الجانب الآخر، تواصل وزيرة الداخلية البريطانية الحالية، إيفيت كوبر، انتقاد خطة رواندا، واصفةً إياها بأنها "إهدار للمال العام"، إذ كلفت دافعي الضرائب نحو 700 مليون جنيه استرليني، بينما لم يتم ترحيل سوى 4 مهاجرين فقط إلى رواندا، وجميعهم اختاروا المغادرة طوعًا.
وقد استفاد هؤلاء الأفراد من سكن مجاني، طعام، رعاية صحية خاصة، وتعليم جامعي، بتكلفة قدرها نحو 150 ألف جنيه استرليني لكل فرد.
تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الأصلي مع رواندا تضمّن بندًا يسمح للمملكة المتحدة بإنهائه في أي وقت دون دفع مبالغ إضافية، لكن صحيفة "تليغراف" كشفت عن أن رواندا طالبت الحكومة البريطانية بمبلغ 50 مليون جنيه استرليني إضافي بعد إلغاء الخطة.
وفي سياق موازٍ، تدرس حكومة العمال الحالية مقترحات لترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إلى "مراكز استقبال" في الخارج، ربما في دول غرب البلقان، وهي خطة حظيت بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، خلافًا لخطة رواندا، التي اعتُبرت غير قانونية لأنها كانت تمنع الأشخاص المرحّلين من تقديم طلبات لجوء في المملكة المتحدة.
aXA6IDE4LjE4OC4xNzEuNTMg جزيرة ام اند امز