الإرهاب العابر من بوركينا فاسو.. «ثغرة حدود» تؤرق سكان بلدة نيجرية

الدخان لا يزال يتصاعد من صور تغزو مواقع التواصل في ماكالوندي النيجرية، هناك حيث باتت تلك البلدة نقطة للإرهاب العابر من الحدود.
أعمدة ضخمة تتصاعد من متجر أضرم فيه إرهابيون النار خلال هجوم على البلدة الواقعة في منطقة تيلابيري التابعة لمقاطعة تورودي، على بعد مائة كيلومتر من جنوب غرب العاصمة نيامي، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.
- «طلاق لُغوي» مع فرنسا.. هل تبدأ نهاية الفرانكوفونية من النيجر؟
- «لوكاراوا».. كلمة السر بانسحاب النيجر من قوة إقليمية لمحاربة الإرهاب؟
وبحسب إذاعة «أر أف آي» الفرنسية، توثق الصور ومقاطع الفيديوهات جزءا من محنة بات السكان يكابدونها بشكل دوري، والأسوأ من كل ذلك، هو الرعب المخيم على نفوسهم وهم يرقبون الشوارع الصغيرة من منافذ منازلهم خشية أن يلمحهم مسلح.
ولم يكن هذا الهجوم الأول بالمنطقة، فلقد سبق أن شهدت هجمات أكثر دموية، إلى درجة أن السكان باتوا يعيشون تحت ضغط دائم.
ويكفي القيام بجولة صغيرة في البلدة لاكتشاف حجم الدمار الذي خلفه الإرهابيون في كل شبر فيها: أحياء مدمرة بالكامل، ومبنى شرطة مهدم، ومتاجر منهوبة وشوارع مقفرة هجرها روادها خشية النهب والموت.
ولم يكتف المهاجمون بذلك، بل كانوا يعمدون في كل مرة إلى تدمير محطة الكهرباء الصغيرة في البلدة ما يغرقها في ظلام دامس لأسابيع، وفق مصادر محلية تحدثت للإذاعة الفرنسية.
إرهاب عابر
في 20 مارس/آذار الماضي، أعلن الجيش النيجري مقتل 13 من عسكرييه في هجومين إرهابيين، أحدهما قرب بوركينا فاسو والآخر قرب نيجيريا.
والنيجر، الدولة الشاسعة الواقعة في منطقة الساحل، تواجه هجمات منتظمة يشنّها في جنوب غربي البلاد، بالقرب من بوركينا فاسو ومالي، إرهابيون مرتبطون بتنظيمي القاعدة وداعش.
كما تواجه المعضلة نفسها في جنوبها الشرقي قرب الحدود مع نيجيريا، وينفذها إرهابيون مرتبطون بجماعة بوكو حرام والفرع الذي انشق عنها "داعش في غرب أفريقيا".
وقبل ذلك. شهد منجم للذهب في الطرف الآخر من البلاد في منطقة تيلابيري هجوما أسفر عن "مقتل تسعة جنود وإصابة سبعة آخرين بجروح"، بحسب بيان الجيش.
وأوضح الجيش أنّ عسكرييه قُتلوا خلال "اشتباكات عنيفة" دارت بينهم وبين مسلحين "مرتبطين بتنظيم داعش" بالقرب من بوركينا فاسو، وهي دولة أخرى تشهد هجمات إرهابية.
ويقود النيجر نظام عسكري استولى على السلطة عبر انقلاب في يوليو/ تمّوز 2023، ووعد خصوصا بمعالجة انعدام الأمن.
لكنّ الهجمات مستمرة، فمنذ التاريخ المذكور، قُتل ما لا يقلّ عن 2400 شخص في البلاد، وفق منظمة "إيكليد" غير الحكومية التي تسجل ضحايا النزاعات في أنحاء العالم.
ومن المقرّر تشكيل قوة مشتركة قوامها 5 آلاف جندي من النيجر وحليفتيها بوركينا فاسو ومالي قريبا لمكافحة انعدام الأمن.
aXA6IDE4LjIxNi4yMTEuMTczIA== جزيرة ام اند امز