أزمات لا تتوقف في إسرائيل.. دعوات لعقاب وإقالة وزير من «الحريديم»

ما إن تغوص الحكومة الإسرائيلية في أزمة حتى تدخل في أزمة أخرى وهذه المرة على خلفية رفض المتدينين "الحريديم" الخدمة بالجيش الإسرائيلي.
فقد أظهر مقطع فيديو نشر على نطاق واسع في إسرائيل يتسحاق غولدكنوف، وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي من قادة حزب "يهدوت هتوراه"، وهو يرقص على أنغام أغنية ترفض التجنيد.
وتقول كلمات الأغنية: "نموت ولا نخدم بالجيش، نحن لا نؤمن بحكم الكفار ولا نذهب إلى مكاتبهم" أي مكاتب التجنيد للجيش الإسرائيلي.
ويظهر الوزير من "الحريديم" في مقطع الفيديو وهو يتوسط عدد من المتدينين اليهود "الحريديم" وهم يرقصون في حفل تبين لاحقا أنه حفل زفاف.
ردود فعل غاضبة
ورصدت "العين الإخبارية" ردود فعل غاضبة على ما قام به الوزير الإسرائيلي.
وعلى الفور كتب زعيم المعارضة يائير لابيد على منصة "إكس": "في بلد قُتل فيه 1850 شخصًا وجُرح 14 ألف جندي، كان ينبغي أن يُطرد هذا المساء الوزير الذي يقفز على الهواء ضد دولة إسرائيل. لكن نتنياهو هو الحامي للأحزاب المتشددة. وهو رئيس وزراء التهرب والرفض الكامل" أي تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية.
أما الوزير السابق وزعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس فقال على منصة "إكس": "هذه ليست الدولة العميقة، بل هو التخريب من داخل الحكومة الذي يضر بدولة إسرائيل".
وأضاف: "الجواب الوحيد على تصرفات غولدكنوف هو رسالة الفصل وأوامر التجنيد. وأي رسالة أخرى هي بمثابة بصقة في وجوه جنود الجيش الإسرائيلي".
وتابع: "لن ينقذ أمن إسرائيل إلا حكومة إجماع صهيونية".
بدوره، قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على منصة "إكس": " إن تغريدات "الغضب" التي يطلقها وزراء الحكومة بشأن إذلال مقاتلي الجيش الإسرائيلي لا قيمة لها، في حين يقوم نفس الوزراء بتحويل مليارات الدولارات في ميزانية تشجع التهرب، وبالتالي وضع العبء بأكمله على جنود الاحتياط لدينا".
وأضاف: "نحن لا نحتاج إلى إداناتكم، بل إلى عمل بسيط من جانب الحكومة:وقف كامل للميزانيات التهربيّة" أي الميزانية التي تقدم لمؤسسات "الحريديم" التي تضم متهربين من الخدمة العسكرية.
ووصل الأمر حد إدانة وزراء من الحكومة لما أقدم عليه.
وقال وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش على منصة "إكس": "يا للعار، لم يعد بإمكاننا أن نبقى صامتين في مواجهة لامبالاة الوزير غولدكنوف وازدرائه وتجاهل ونكران جميل دولة إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي الأبطال.
أطالب رئيس الوزراء باستدعائه للتحقيق، "ووضع خط أحمر له، ووضع حد لسلوكه المشين".
أما وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير فقال على منصة "إكس": "غولدكنوف لا يستحق أن يكون وزيراً في الحكومة الإسرائيلية. من لا يستطيع أن يدين بوضوح مثل هذا العمل المشين لا يمكن أن يكون جزءاً من قيادة الشعب في أصعب أوقاته".
وأضاف: "بينما ترى عائلات الضحايا وأولياء أمور المصابين هذه الرقصة البشعة مراراً وتكراراً، تنقبض قلوبهم من الألم والغضب. ما هي الرسالة التي نرسلها لهم؟ أن الاعتبارات السياسية أهم من كرامة القتلى؟ مثل هذه الشراكة؟! الشراكة مع من يسيؤون إلى دولة إسرائيل ويدنسون ذكرى القتلى؟ وهذا خط أحمر لا يجوز تجاوزه".
يتبرأ ويدين ويريح نتنياهو
وسارع غولدكنوف إلى التبرؤ من الكلمات وإدانتها. وقال في بيان: "محاولات التحريض وبثّ الفتنة لا تتوقف لحظة. شاركت هذا المساء في حفل زفاف أحد أفراد العائلة، وأثناء الرقص تم تغيير الموسيقى إلى أغنية لا أرتاح لها، وهو أقل ما يقال. ومن أجل عدم إحراج العريس وأفراد عائلته، بقيت في مكاني، وللأسف هناك من استغل ذلك للتحريض وكأنني أوافق على مضمون الأغنية. إذًا ها أنا أقولها بوضوح: أتبرأ وأدين ذلك".
وتلقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا البيان وقال: "أحسن الوزير غولدكنوف حين تبرأ من الأغنية التي عُزفت في الحدث الذي حضره، وقد عبّر أيضًا عن أسفه لذلك".
وأضاف نتنياهو: "لا مكان لتشغيل أغانٍ ضد الخدمة في الجيش الإسرائيلي. هذا هو الوقت لتوحيد الصفوف في الداخل في مواجهة الأعداء في الخارج".
مشكلة الحريديم
وتحاول الحكومة التوفيق ما بين بقاء المتدينين بالحكومة وبين تصاعد الدعوات في المجتمع الإسرائيلي لوجوب خدمة المتدينين من أجل تقاسم الأعباء خاصة في وقت الحرب.
وتشير تقديرات إلى وجود نحو 60 ألف متدين تنطبق عليهم شروط التجنيد.
والتجنيد هو إلزامي في إسرائيلي لكل من يزيد عمره على 18 عاما من الرجال والنساء.
ولكن المتدينين ما زالوا يرفضون تسلم أوامر التجنيد ويحتجون إزاء أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى استدعائهم للتجنيد.
وفي حين أن كبار الحاخامات يدعون المتدينين لرفض استلام استدعاءات التجنيد وحتى تمزيقها فإن متدينين يواصلون الاحتجاج قبالة مكاتب التجنيد.
ويبلغ عدد السكان اليهود المتشددين (الحريديم) في إسرائيل حاليا 1.28 مليون، أو 13.5% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 9.45 مليون نسمة.
وأظهرت بيانات المكتب المركزي للإحصاء أنه مع معدل النمو الحالي للسكان الحريديم بنسبة 4% – أعلى معدل من أي مجموعة في إسرائيل – سيمثلون 16% من إجمالي السكان بحلول نهاية العقد.
ويعيش أكثر من 40% من 1.28 مليون الحريديم في مدينتي القدس وبني براك في ضواحي تل أبيب.
وأظهرت البيانات أن معدل الفقر بين الحريديم هو ضعف ما هو عليه بين عامة السكان، ويعيش ما يقارب من نصفهم تحت خط الفقر.
ووجد تحليل “معهد الديمقراطية الإسرائيلي” أنه في عام 2019 بلغ معدل الفقر بين الإسرائيليين الحريديم 44%، بينما بلغ 22% بين عامة السكان.
وكان متوسط الرواتب الشهرية لأسر الحريديم – 14,121 شيكل (4,003 دولار) – أقل بكثير من نظرائهم من غير الحريديين، الذين حصلوا على 21,843 شيكل (6,191 دولار) بالمتوسط.
وبسبب ارتفاع معدل الولادات، يمثل الأطفال الحريديم ما يقارب من 20% من جميع الطلاب وأكثر من ربع الطلاب الناطقين بالعبرية.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDYuMjQg جزيرة ام اند امز