شركة ملابس تكسر لعنة تويتر ترامب.. والسر إيفانكا
عندما ينتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤسسة أو شخصية على تويتر يبدو أن الأمر لا يأتي دائما بنتائج سيئة أو خسائر فادحة
عندما ينتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤسسة أو شخصية على منصته المفضلة للتواصل الاجتماعي "تويتر"، يبدو أن الأمر لا يأتي دائما بنتائج سيئة أو خسائر فادحة.
هذا ما حدث مؤخرا مع شركة "نوردستروم"، أحدث ضحايا هجماته على "تويتر" دفاعا عن مصالح ابنته إيفانكا، وهو ما عرضه لانتقادات لاذعة بأنه "يخلط السياسة بالأعمال"، وموجة من السخرية على التواصل الاجتماعي للدفاع عن الشركة.
وبعد أن انتقد ترامب شركة لوكهيد مارتن في 23 ديسمبر/كانون الأول بسبب "الثمن الباهظ" لمقاتلاته، انخفض سعر سهم الشركة 2.75 دولار (2%)، وبعد أقل من أسبوعين، انتقد جنرال موتورز لتجميع السيارات في المكسيك، فانخفضت قيمة سهم صانع السيارات 24 سنتا (0.7%)، ثم انتقد تويوتا لبناء مصنع جديد في المكسيك، فخسرت 64 سنتا (0.07 %).
لكن يبدو أن شركة نوردستروم، أحدث أهداف ترامب على "تويتر"، محصنة بدرجة كبيرة ضد انتقادات الرئيس الأمريكي، فعندما انتقد شركة متاجر التجزئة لإغفال منتجات ابنته إيفانكا ترامب، وعدم شراء ملابس تحمل علامتها التجارية للموسم المقبل، ارتفعت قيمة أسهمها.
وكانت أسهم نوردستروم انخفضت بشكل طفيف قبل أن تتعافى بسرعة، وبعد أقل من ساعتين، وصل السعر إلى ما كان عليه قبل نشر التغريدة، وبحلول الساعة 04:20، ارتفع بأكثر من 4%.
وكتب ترامب صباح الأربعاء، على "تويتر": "لقد تلقت ابنتي إيفانكا معاملة غير عادلة بالمرة من قبل شركة نوردستورم. إنها شخص عظيم، دائما ما توجهني لفعل الشيء الصحيح، هذا سيئ للغاية!".
وفي تعليق ساخر على الأمر، تساءلت كيمبرلي ويتلر، أستاذ التسويق في جامعة فرجينيا هل بدأت تفقد تغريدة ترامب قوتها؟ ليس بالضرورة، فبينما يستطيع ترامب نظريا تهديد العقود الفيدرالية مع لوكهيد مارتن، أو فرض إجراءات تهز صناعة السيارات، وهي تحركات يمكن أن تضعف أداء الشركة وبالتالي تؤثر على المساهمين، ولكن الصراخ حول خط ملابس أقل عرضة لتوتير المستثمرين، بالإضافة إلى ذلك، ترامب يقذف الشتائم بانتظام.
- مقاطعة تصميمات إيفانكا ترامب بسبب سياسات والدها
- ترامب يغرد.. و"لوكهيد مارتن" الضحية تخسر 3.5 مليار دولار
لكن المختلف في حقيقة الأمر أن "نوردستروم"، ليست على غرار "لوكهيد مارتن"، التي تبيع الطائرات إلى الولايات المتحدة، وبمعنى آخر ترامب لم يلجأ هذه المرة، إلى "تويتر" من أجل الدفاع عن دافعي الضرائب الأمريكيين، الذين يسددون في النهاية فاتورة مقاتلات قال الرئيس "إنها مبالغ فيها"، حيث وقف في صف ابنته، وهذا لا يمت للاقتصاد أو السياسة العامة بصلة.
والعام الماضي، طالب المتسوقون الليبراليون بمقاطعة جميع منتجات ترامب وأسرته، ومنها ملابس إيفانكا التي تبيعها شركة "نوردستروم"، والجمعة الماضية أعلنت الشركة التي تدير 347 متجرًا في 40 ولاية بالإضافة إلى كندا، أنها أوقفت بيع منتجاتها بسبب ضعف المبيعات.
ودخل البيت الأبيض في هذا السجال، حيث رد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر على أسئلة الصحفيين، حول تغريدة الرئيس ترامب التي انتقد فيها نوردستروم لوقف بيع منتجات خط ملابس ابنته، وقال إن ترامب لديه كل الحق في الدفاع عن أفراد أسرته، واصفا قرار نوردستروم بـ"الهجوم المباشر على سياسته (دونالد ترامب) واسمها".
وتابع سبايسر أن ترامب يعتبر أنه من الظلم استهداف ابنته "لأن لديهم مشكلة مع سياسته"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لا تمتلك فيه إيفانكا ترامب الشركة، التي تبيع الملابس والأحذية وحقائب اليد والمجوهرات، بصورة مباشرة، إلا أنها لا تزال تحمل اسم إيفانكا.
وفي المقابل عبر الكثير من الأمريكيين على "تويتر" عن رغبتهم في الشراء من المتجر، وكتب إحداهن أنها لن تشتري منتجاتها إلا منه، وطالبت أخرى بحجة مقنعة للتوقف عن الشراء منه، ووصفته أخرى بأنه متجرها المفضل للتسوق.
وفي هذا السياق، قالت ماري امبري، أستاذ ترويج التجزئة في جامعة إنديانا، إن المستثمرين الذين يفهمون "نوردستروم" على نحو صحيح ربما يدركون أن تغريدة ترامب لن تمنع قاعدة المستهلكين عن الشركة.
وأضافت: "السياسة بالتأكيد تؤثر بطريقة ما على الأزياء، ولكن قوة أسهم نوردستروم تؤكد قوة صنع القرار في الشركة التي تعتمد تماما على معرفة عملائها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتصدى فيها ترامب للدفاع عن ابنته التي شاركت مع معجبيها على "انستقرام"، أمس الأربعاء، صورا برفقة ابنها تيودور وهي تتحدث في الهاتف من داخل البيت الأبيض.
ففي 16 يناير/كانون الثاني الماضي، وقع الرئيس الأمريكي في خطأ محرج بعد أن أشار إلى سيدة بريطانية على أنها ابنته إيفانكا في سلسلة تغريدات يهاجم فيها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي ستذيع تقريرا خاصا عن ابنته.
وكتب ترامب ساخرا: "في التاسعة مساء، سي إن إن من بين جميع الأماكن، تقوم بعمل تقرير خاص عن ابنتي، إيفانكا، بالنظر إلى أنها سي إن إن، لا أستطيع أن أتخيل أنه (التقرير) سيكون عظيمًا".
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز