كيم كي نام.. رحيل «سيد العمليات الدعائية» في كوريا الشمالية
رغم ظهوره العلني النادر بالسنوات الأخيرة إلا أنه ظل عالقا بالذاكرة الجماعية في كوريا الشمالية بلقب «سيد العمليات الدعائية».
كيم كي نام، مهندس فكرة تقديس العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية، رحل عن عمر ناهز 94 عامًا، وفق ما أعلنه إعلام رسمي في بيونغ يانغ اليوم الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن كي نام، وهو السكرتير السابق للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، توفي بعد إصابته بفشل متعدد في الأعضاء منذ أبريل/نيسان 2022.
ومع أن كي نام لم يكن شخصية معروفة لدى الرأي العام الدولي، إلا أنه كان يحظى، منذ عقود طويلة، بمكانة رفيعة محليا، باعتبار صداقته مع كيم جونغ إيل والد الرئيس الحالي كيم جونغ أون.
كيم في الجنازة
لم يغب زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون عن مراسم وداع صديق والده المقرب، حيث زار قاعة جنازة المسؤول السابق في الساعة الثانية صباحا قبل أن يترأس لجنة الجنازة الحكومية لتشييعه.
وقالت الوكالة إن "كيم جونغ أون أشاد بكيم كي نام الذي قدم مساهمات في النضال المقدس من أجل تنمية حزب العمال الكوري".
كما ساهم المسؤول الراحل في "تشكيل الرتب الثورية على أساس الأيديولوجيا المتجانسة والتقدم المنتصر للقضية الاشتراكية"، وفق المصدر نفسه.
استبعاد وظهور نادر
وبحسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، فإنه من المعروف أن كيم كي نام، الذي أمضى عقودا في الإشراف على العمليات الدعائية في كوريا الشمالية، استقال من معظم المناصب الرسمية.
جرى ذلك بعد استبعاده من مجموعة كبار المسؤولين الجالسين على المنصة مع الزعيم في اجتماع عام للحزب في أكتوبر/تشرين أول 2017.
وظهر "كي نام" مرة أخرى لفترة وجيزة في صور وسائل الإعلام الحكومية في يناير/كانون ثاني عام 2019، حيث شوهد وهو يصافح أعضاء وفد فني متوجه إلى الصين.
وحينها، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية اسم كيم أولا بين المسؤولين الذين حضروا حفل الوداع بمحطة القطار في بيونغ يانغ، حتى قبل شقيقة الزعيم ذات النفوذ، كيم يو جونغ.
وفي عام 2009، قاد كيم كي نام وفدا كوريا شماليا مكلفا بتقديم التعازي في وفاة الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق كيم ديه جونغ.
سيرة
بدأ كيم كي نام مسيرته المهنية أستاذا في جامعة كيم إيل سونغ بالعاصمة بيونغ يانغ، وذلك بعد دراسته في الاتحاد السوفياتي.
وترأس لاحقا تحرير صحيفة رسمية تسمى "رودونغ سينمون"، وبعدها بسنوات، وتحديدا مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، تقلد مناصب قيادية في أقسام الدعاية لحزب العمال الحاكم.
كما شغل منصب نائب رئيس حزب العمال الحاكم في البلاد وكان سفيرا لبلاده لدى بكين في الخمسينات.
ألف كيم كي نام الشعارات الرئيسية للنظام وخطابات قادته، كما يعتبر أيضا مهندس "عبادة الشخصية" حول أسرة كيم التي تحكم كوريا الشمالية منذ 3 أجيال.