ري تشون هي.. «المذيعة النووية» التي أرعبت الغرب
تطل بثوبها التقليدي الزهري فيُخيل لك أن شاشة التلفزيون أزهرت، لكن فجأة يرتعد الجهاز تحت وطأة صوت يشي بأن حربا عالمية ثالثة ستندلع.
إنها المذيعة الأشهر في كوريا الشمالية، ري تشون هي، أو المرأة التي تماهت صورتها المهنية مع تاريخ بلادها لدرجة باتت عالقة بالذاكرة الجماعية -المحلية أو الدولية- على أنها صاحبة الإعلانات التي هزت العالم ووضعته أكثر من مرة على شفير حرب نووية.
هي اليوم جدة تبلغ من العمر 81 عاما، وتعيش في منزل فاخر أهداه لها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بمنطقة سكنية حديثة البناء تقع على ضفاف نهر بوثونغ في العاصمة بيونغ يانغ.
ورغم تقاعدها منذ 12 عاما وغيابها عن شاشة الأخبار، فإن المذيعة لا تزال حاضرة في الأذهان والتاريخ، وتعود إلى الواجهة مع كل إعلان جديد عن تجارب الصواريخ والقنابل، فهي المرأة التي حظيت بأكثر الألقاب غرابة على غرار "المذيعة الهيدروجينية"، و"المذيعة الباليسيتية" وأيضا "المذيعة النووية".
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" ملامح المذيعة التي كان ظهورها في كل مرة يعني دخول جنوب شرق آسيا، والعالم بأسره، في توتر يرفع احتمالات اندلاع حرب لم تشهدها البشرية.
بعين مختلفة
خلافا للألقاب التي منحها الغرب وإعلامه لتشون هي، فإن الإعلام الكوري الشمالي الرسمي يعتبرها "بمثابة مذيعة ثورية للحزب لأكثر من 50 عاما منذ شبابها".
يعود آخر ظهور رسمي لها إلى أبريل/نيسان الماضي، حين أهداها كيم منزلا فاخرا بالعاصمة وحضر شخصيا لتسليمها إياه، وحينها نشرت الوكالة الرسمية صورا لها رفقة الزعيم.
ويومها، أعرب كيم عن أمله في أن "تواصل عملها بقوة كما كانت دائماً بصحة جيدة، بما يليق بالمتحدثة باسم الحزب".
أما بالنسبة للإعلام الأجنبي غير المناوئ لبيونغ يانغ، فيسميها "السيدة الوردية" لحرصها على ارتداء الثوب الكوري التقليدي (جانبوك) بلون زهري، وهو لون لا يعبر بأي حال عن مضمون إعلاناتها منذ أول ظهور لها على التلفزيون الكوري الشمالي عام 1971.
في عام 2018، ظهرت المذيعة على شاشة التلفزيون، لتعلن قرار كوريا الشمالية تجميد تجارب الصواريخ، قبيل أول قمة مرتقبة بين كيم والرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب.
وكان ذلك أول ظهور "هادئ" لها منذ عقود لم تعلن فيها سوى عن التجارب الباليستة والبرامج النووية بما حمله كل ذلك من رعب للعالم.
ألقاب "متفجرة"
رغم الألقاب العديدة والمتفجرة التي حازت عليها خصوصا من الصحافة الغربية، فإن الأقرب لقلبها يظل لقب "المذيعة الجدة"، وأيضا "مذيعة الشعب"، وهو اللقب المحلي الذي كان يمنحها شعورا بالفخر كما نقلت عنها وكالة الأنباء الرسمية في وقت سابق.
فمحليا، تولت المذيعة واحدة من أصعب المهام، وهي إعلان الأخبار المفصلية، في مهمة كان عليها أن تحملها على عاتقها لعقود طويلة، فهي صاحبة أول ظهور على شاشة تلفزيون بلادها عندما انتقل للبث الملون عام 1974.
ومنذ ظهورها، كلفت المذيعة بإعلان أخبار الإعدامات، وأشهرها تلك التي أمر بها الزعيمان السابقان مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ ونجله كيم جونغ إيل.
وفي مفارقة عجيبة، أطلت المذيعة نفسها لتعلن خبر وفاة الزعيمين تباعا في 1994 ثم في 2011.
وبما أنها كانت المذيعة المتخصصة بالإعلان عن الصواريخ الباليستية والقنابل الهيدروجينية والنووية، وفي كل مرة كانت تطل فيها، كان الغرب يرتعد خوفا من أن تكون بيونغ يانغ على وشك إعلان الحرب العالمية الثالثة أو نهاية العالم.
وفي تقرير نشرته عنها قبل سنوات، قالت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية: "في كل مرة تلقي فيها تشون هي بيانا، تشعر أن بيونغ يانغ على وشك إعلان الحرب الشاملة بصورة فعلية".
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز