يد أمريكا وحلفائها مقيدة.. طريق محتوم لكوريا الشمالية نحو "السابعة"
يقر المسؤولون الأمريكيون وحلفاؤهم في شرق آسيا بأنه لا يوجد الكثير الذي يمكن فعله لمنع كوريا الشمالية من إجراء سابع تجربة نووية.
وقال مسؤول كوري جنوبي لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن "التجربة النووية التالية لزعيم كوريا الشمالية كيم [جونج أون] هي مسألة متى (سيجريها) وليس (لو)"، مضيفا: "للأسف يتعين علينا التخطيط كما لو أنها مسألة محسومة".
ومنذ وصول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحكم في يناير/كانون الثاني عام 2021، قالت مرارًا إنها منفتحة على المحادثات مع كوريا الشمالية، بينما تصر الأخيرة على تطوير برنامج للأسلحة النووية، رغم العقوبات الدولية الكاسحة.
وفي هذه الأثناء، واصلت كوريا الشمالية بثبات تجربة وتوسيع برامجها للأسلحة النووية والصاروخية.
وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للحد من التسلح والأمن الدولي بوني جينكينز، خلال حوار على هامش منتدى هاليفاكس للأمن الدولي هذا الأسبوع: "سمعنا جميعًا عن احتمال إجراء تجربة نووية أخرى.. هذا في حد ذاته يثير قلق الجميع".
وأضافت: "كنا واضحين تماما مع كوريا الشمالية حول انفتاحنا على الحوار معهم"، لافتة إلى أن بوينج يانج لم ترد.
واعترف مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون أنهم ليس لديهم فكرة محددة بشأن توقع موعد تجربة جديدة للأسلحة النووية في كوريا الشمالية، بالنظر إلى محدودية قدرة البلدين على الوصول إلى أحد أكثر الديكتاتوريات انغلاقا في العالم.
وقال المسؤولون إن التجربة النووية التالية لكوريا الشمالية في غالب الظن ستجرى بموقع بونجي-ري للتجارب النووية، في شمال البلاد.
ومن شأن تجربة نووية جديدة أن تقلق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان، وتفرض ضغوطا جديدة على إدارة بايدن لتعديل سياستها المتعلقة بكوريا الشمالية، والتي تراجعت مقابل أزمة عالمية كبرى بما في ذلك الحرب الروسية لأوكرانيا.
وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيكتور تشا، إن إدارة بايدن لديها عدد قليل من الأدوات في جعبتها لدفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات.
وصمدت كوريا الشمالية بالفعل في وجه العقوبات الدولية المكبلة، مما يعني أن إضافة المزيد لن تحقق الكثير لردعها، كما أن العلاقات المتأزمة بين الولايات المتحدة والصين تترك للرئيس الأمريكي مساحة ضيقة للعمل مع بكين لمحاولة تهدئة التوترات بشبه الجزيرة الكورية.
وقال تشا: "العديد من الأدوات التي كانت موجودة لدينا في الماضي، إما لم تعد متاحة وإما أصبحت غير ملائمة".
وأجرت كوريا الشمالية 63 تجربة صاروخية باليستية هذا العام، محطمة للأرقام القياسية (ثمانية منها صواريخ باليستية عابرة للقارات)، مما صعد التوترات بشبه الجزيرة الكورية وتجاوز رقمها القياسي السابق بـ25 تجربة.
وأثارت آخر تجربة نووية لصاروخ باليستي عابر للقارات أجرتها كوريا الشمالية موجة انتقادات حادة من واشنطن وحلفائها بالخارج.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز