كوريا الشمالية توسع ترسانتها النووية في 4 سنوات.. 6 محاور وداعم بارز

تقدم «غير متوقع» حققته كوريا الشمالية، في إطار خطتها لتطوير الأسلحة النووية، بفضل الدعم العسكري والتقني الروسي.
فبعد أيام من اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء كيم جونغ أون، قبل الزعيم الكوري الشمالي دعوة الصين لحضور العرض العسكري الضخم الذي تقيمه الشهر المقبل في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وسيحضر كيم إلى جانب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، في زيارة اعتبرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية رسالة تحدٍّ للنظام العالمي الذي يقوده الغرب.
كما اعتبرت الصحيفة أن زيارة كيم المرتقبة إشارة على ثقته المتزايدة بقدراته العسكرية خاصةً وأن شراكته مع روسيا باتت توفر له ما لم يكن يستطيع الحصول عليه سابقاً، ما سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لترامب لاستعادة العلاقة التي حاول بناءها مع كيم في ولايته الأولى بهدف التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي.
كان كيم قد أعلن في بداية 2021، عن خطة خمسية لبناء المزيد من الأسلحة ذات القدرة النووية، وهي الخطة التي بدت بعيدة المنال في ذلك الوقت لكن مع اقتراب الموعد النهائي يقول المحللون إن بيونغ يانغ أحرزت تقدمًا مذهلا وهو ما يرجع إلى حرب أوكرانيا التي مهدت الطريق لعصر جديد من الصداقة مع موسكو.
وقال بروس بينيت، الخبير العسكري في شؤون كوريا الشمالية في مؤسسة راند للأبحاث الأمنية "لقد قطع كيم شوطًا أبعد بكثير مما توقعه الكثيرون.. أعتقد أن المساعدة الروسية كانت مهمة".
ومنذ لقائهما الأول عقب حرب أوكرانيا، عزز كيم التعاون العسكري مع بوتين؛ ففي حين زودت كوريا الشمالية روسيا بالذخيرة والمدفعية وحتى بقوات مقاتلة، ردت موسكو بنقل تقنيات متطورة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات، فضلاً عن دعم اقتصادي غير معلن.
ويرى خبراء عسكريون، أن هذا التبادل جعل بيونغ يانغ أقل حاجة للاعتماد على الولايات المتحدة كما في السابق، عندما كانت تساوم ببرنامجها النووي لكسب تنازلات سياسية واقتصادية وقال غو ميونغ هيون، الباحث البارز في معهد سيول لاستراتيجية الأمن القومي، "في المستقبل، إذا اكتشف الكوريون الشماليون التوقيت المناسب، فقد يتسببون في قدر هائل من عدم الاستقرار في المنطقة".
وفيما يلي بعض التطورات التي شهدتها كوريا الشمالية منذ أن أعلن كيم عن خطته في عام 2021.
1- رؤوس حربية نووية
في 2023 كشفت كوريا الشمالية عن رأس نووي تكتيكي صغير الحجم (حوالي 18 بوصة)، ما يشير إلى تقدمها في تقنيات التصغير.
ورغم غياب اختبارات حقيقية للتأكد من فعالية هذه الأسلحة أو قدرتها على تحمل العودة عبر الغلاف الجوي، فإن مجرد الإعلان يعكس خطوات مهمة نحو ترسانة متنوعة.
2- صواريخ متعددة الرؤوس
أجرت بيونغ يانغ تجارب على صواريخ تحمل عدة رؤوس حربية مستقلة، وهي تقنية قد تربك أنظمة الدفاع الأمريكية واليابانية والكورية الجنوبية ورغم فشل بعض التجارب، فإن الخبراء يؤكدون أن كل محاولة تمنح النظام فرصة لتحسين الأداء.
3- الأقمار الصناعية العسكرية
بعد عدة محاولات فاشلة، نجحت كوريا الشمالية العام الماضي في إطلاق قمر صناعي استطلاعي، بمساعدة روسية مباشرة بحسب تصريحات لبوتين، مما يمنحها قدرات مراقبة استراتيجية جديدة.
4- الغواصات النووية
كشفت بيونغ يانغ عن غواصة نووية قيد التطوير وسيشكل امتلاك غواصة بهذا المستوى قفزة نوعية لقدرات الردع، إذ يتيح بقاءها في أعماق البحار لفترات طويلة.
ويعتقد الخبراء أن كوريا الشمالية بعيدة عن تشغيلها، ومع ذلك فقد يختصر الدعم الروسي سنوات من البحث والتطوير.
5- الأسلحة الفرط صوتية
أجرت كوريا الشمالية اختبارات على صواريخ تفوق سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت، مثل طراز "هواسونع 16 بي"، القادر نظرياً على بلوغ الفلبين أو قاعدة "غوام" الأمريكية في المحيط الهادئ.
ورغم تشكيك بعض المراقبين في مدى نجاح هذه الاختبارات، إلا أن الأولوية التي يمنحها كيم لهذا المشروع قد تقوده للنجاح بمساعدة موسكو.
6- المسيرات
في إطار التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، باتت بيونغ يانغ تنتج مسيرات استطلاع ومسيرات هجومية بعضها قادر على حمل قنابل موجهة بنظام"جي بي إس".
وأشارت تقارير أوكرانية إلى أن خبراء روس يعملون حالياً في كوريا الشمالية لتدريب مشغلي المسيرات ولتطوير نسخ محلية من المسيرة الإيرانية "شاهد".
وتثير هذه التطورات قلقاً إقليمياً ودولياً، فمع تراجع نفوذ الصين في كبح جماح كوريا الشمالية، وتحوّل روسيا إلى داعم رئيسي، يجد كيم نفسه أكثر جرأة للمخاطرة وإثارة التوتر مع كوريا الجنوبية وربما مع اليابان والولايات المتحدة.
ويرى خبراء الأمن أن الوضع الحالي أكثر خطورة من أي وقت مضى؛ إذ لم يعد البرنامج النووي الكوري ورقة مساومة كما في الماضي، بل مشروع استراتيجي طويل المدى يجري تنفيذه بخطى متسارعة وسط مخاوف من حدوث "قفزة تقنية" بفضل الدعم الروسي، مما يؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد في شرق آسيا قد يكون من الصعب احتواؤه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز