جيش القراصنة في كوريا الشمالية.. كيف سرق مليارات الدولارات؟
كيف سرق جيش القراصنة الكوري الشمالي مليارات الدولارات، لتمويل البرنامج النووي للدولة المعزولة؟
سؤال طرحته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية استعانت العام الماضي بأحد القراصنة لخداع مهندس يعمل في شركة "سكاي مافيز" للعملات المشفرة.
وبالفعل، نجح المجند في اختراق جهاز الشركة، وسرق في النهاية أكثر من 600 مليون دولار من حسابها.
وأوضحت الصحيفة أن تلك كانت أكبر عملية سرقة في البلاد، منذ خمس سنوات من عمليات السرقة الرقمية للعملات المشفرة والرقمية التي حصدت أكثر من 3 مليارات دولار للكوريين الشماليين، وفقا لشركة Chainalysis المختصة بتحليل البيانات المشفرة.
استخدمت هذه الأموال، بحسب مسؤولين أمريكيين، لتمويل نحو 50 في المائة من برنامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، الذي تم تطويره بجانب أسلحتها النووية.
ويشكل الإنفاق على الدفاع جزءا كبيرا من إنفاق كوريا الشمالية، فوفقا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية عام 2019 أنفقت بيونغ يانغ حوالي 4 مليارات دولار على هذا القطاع، وهو ما يمثل 26 بالمائة من إجمالي اقتصادها.
جيش رقمي
سرقة العملات الرقمية لفتت انتباه البيت الأبيض، حيث أثار الهجوم وغيره من هجمات العملات الرقمية الكورية الشمالية طوال عام 2022 مخاوف كبيرة.
وقالت نائبة مستشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للأمن القومي للتكنولوجيا، آن نويبرغر، للصحيفة: "شهد العام الماضي زيادة كبيرة في هجمات القراصنة الكوريين الشماليين ضد شركات العملات الرقمية صاحبة رؤوس الأموال الكبيرة في جميع أنحاء العالم، مثل سكاي مافيز".
ولفتت إلى أن هذه الزيادة دفعت واشنطن إلى التركيز بشكل مكثف على مواجهة هذا النشاط.
وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، فإن أول هجوم معروف للقراصنة الكوريين الشماليين على شركات العملات الرقمية الكبيرة كان في عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت محاولات إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية ونجاحاتها، حيث رصدت الأقمار الصناعية أكثر من 42 نجاحا في عام 2022، وفقا للبيانات التي تم تتبعها من قبل مركز "جيمس مارتن" لدراسات حظر انتشار الأسلحة النووية.
وحذر المسؤولون الأمريكيون من أنه لا تتوافر الكثير من المعلومات بشأن مصادر الأموال في كوريا الشمالية رغم العقوبات الغربية، إذ يصعب فهم الدور الذي تلعبه سرقة العملات الرقمية في زيادة معدل اختبارات الصواريخ.
لكن زيادة وتيرة الاختبارات الصاروخية لنظام كيم جونغ أون تزامن مع انتعاش مثير للقلق في سرقة العملات المشفرة.
وفي هذا الصدد، ذكرت نيوبرغر أن ما يقرب من 50 في المائة من التمويل بالعملة الأجنبية لكوريا الشمالية لشراء مكونات أجنبية لبرنامج الصواريخ الباليستية يتم توفيره الآن من خلال العمليات الإلكترونية للنظام، ما يمثل زيادة حادة عن التقديرات السابقة التي جعلت الرقم يمثل ثلث التمويل الإجمالي للبرامج.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قولهم إن كوريا الشمالية تعمل منذ فترة طويلة لتطوير جيش رقمي لسرقة البنوك، للتهرب من العقوبات القاسية، ودعم طموحاتها في إبراز قوتها الجيوسياسية من خلال الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.