متحف «نور وسلام».. تجربة ثقافية مميزة في جامع الشيخ زايد بأبوظبي (خاص)
أعلن مركز جامع الشيخ زايد الكبير الثلاثاء عن افتتاح متحف "نور وسلام" أمام الجمهور، الذي يضم أكثر من 200 قطعة فنية إسلامية نادرة.
المتحف يفتتح أبوابه رسميا لاستقبال الزوار في تجربة سياحية جديدة وفريدة في دولة الإمارات والعاصمة أبوظبي، وينطلق من رؤية دولة الإمارات في إرساء مفاهيم التواصل الحضاري على أسس السلام والتسامح والاحترام المتبادل.
قالت أمينة الحمادي، مدير إدارة الثقافة والمعرفة بالإنابة في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن الجامع يستقبل أكثر من 6 ملايين زائر سنويًا.
وأضافت، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة الجامع فرصة للتعرف عن قرب ومن خلال تجربة مبتكرة على أبعاد روحية ومادية وثقافية واجتماعية.
وأشارت الحمادي إلى أن الفضاء الأول الذي يستعرض المتحف هو قيم التسامح فيض النور، وهو يسلط الضوء على كيف عاشت الإمارات تاريخيًا كدولة للتسامح والقيم الإنسانية السامية، وكيف رسخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هذه القيم.
في هذا القسم، بحسب الحمادي، تعرض مجموعة من المقتنيات بالوسائط المتعددة والهولوجرام كأدلة على وجود التسامح في الإمارات.
أما الفضاء الثاني فهو القدسية والعبادة، وهو يسلط الضوء على المساجد الأكثر قدسية عند المسلمين: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
أما الفضاء الثالث، فهو جمال وإتقان الإبداع، وهو يركز على ما جادت به الحضارة الإسلامية من ابتكار في مختلف المجالات، ويظهر كيف حث الدين الإسلامي على الابتكار والإبداع.
ويعرض المتحف، بحسب الحمادي، مجموعة فريدة من المقتنيات من الزجاج والاسطرلاب والفلك وغيرها من المجالات.
وأوضحت أن هناك قسم "التسامح والانفتاح بجامع الشيخ زايد الكبير"، وهو يجسد رؤية ورسالة دولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي في ترسيخ قيم التسامح، ويبرز دور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ترسيخ هذه القيم، مشيرة لوجود أبعاد جمالية للعمارة الإسلامية ليتعمق فيها أكثر الزائر من خلال الوسائط والمجسمات.
أما التجربة الأخيرة، فهي تجربة تفاعلية، حيث يختار الزائر قيمة تعلمها من زيارته للمتحف من القيم في قسم "الوحدة والتعايش" .
تصميم وتطوير المتحف
تم بناء المتحف بمشاركة أكثر من 100 متخصص وفني، حيث تم العمل معًا فيما يقارب نصف مليون ساعة من الجهود المتكاملة لتقديم تجربة ثقافية غنية. وقد تم تصميم المتحف بطريقة مبتكرة تستهدف مختلف الفئات العمرية والثقافية، مع تقديم تجارب متعددة تركز على التفاعل والحسية.
يعد المتحف مركزًا ثقافيًا فريدًا حيث يقدم محتواه الحضاري بعدة لغات، وهي العربية، الإنجليزية، الصينية، الإسبانية، الفرنسية، الروسية، والأوردو، مما يتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم فهم رسالته الثقافية. كما يضم المتحف تجارب تفاعلية حسية مبتكرة، بما في ذلك تجربة "ضياء التفاعلية - عالم من نور"، التي تعتمد على تقنية عرض ضوئي بتقنية 360 درجة، مما يعزز تجربة الزوار ويجعلها غامرة.
يحتوي المتحف على مجموعة من التحف النادرة التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، بما في ذلك جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبدالملك بن مروان (77 هـ)، وصفحات قرآن مخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، بالإضافة إلى مجموعة خاصة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعدد من الأعمال الفنية القديمة والمعاصرة.
تعد تجربة "ضياء التفاعلية - عالم من نور" من أبرز المميزات في المتحف، حيث يقدم العرض الضوئي التفاعلي مؤثرات صوتية وحسية، تشمل الرياح، وتتيح للزوار التفاعل مع المشهد الذي يجمع بين الفضاء المستنير بنجوم السماء وأرض الإمارات، مرورًا بالواحات، الجبال، السواحل، والصحراء الذهبية، وصولًا إلى المعمار الشامخ لجامع الشيخ زايد الكبير.