"الخاصرة الرخوة".. رواية ترصد الواقع الاجتماعي للمرأة الفلسطينية
الكاتب جميل السلحوت أخذ المرأة المقدسية عبر روايته نموذجاً يصلح تعميمه على واقع المرأة العربية بشكل عام.
صدرت مؤخراً عن دار "مكتبة كل شيء" الحيفاوية رواية "الخاصرة الرخوة"، للكاتب المقدسي جميل السلحوت، أبحر من خلالها في الواقع الاجتماعي للمرأة الفلسطينية.
وأخذ "السلحوت" المرأة المقدسية عبر روايته نموذجاً يصلح تعميمه على واقع المرأة العربية بشكل عام، وتأثير التطرف الديني والفكري على حياتها، مسلطاً الضوء على ما تتعرض له المرأة الفلسطينية في القدس من مضايقات يفتعلها الاحتلال الإسرائيلي.
كُتبت الرواية بنمط سردي اجتماعي واضح لا لبس فيه، وخاطب الروائي السلحوت، صاحب الـ71 عاماً، القراء بمستوياتهم المختلفة، كما أبرز التقاليد المعمول بها والموروثة عبر الأجيال مستشهداً بالتراث والأمثال الشعبية، في فضاء مساره هو المرأة، وكيفية التعامل معها اجتماعياً.
وجوهر الرواية هو التطرف الديني، والمغالاة في فهم النصوص الشرعية، والتي تعكس أحكاماً قاسية في مجتمع يعاني من الاحتلال والظروف الصعبة.
الرواية مرآة الواقع
وقال الروائي جميل السلحوت لـ"العين الإخبارية": "الرواية تعكس الواقع الاجتماعي للمرأة في شعبنا الفلسطيني خاصة، والشعوب العربيّة عامة".
وأضاف: "القدس جوهرة فلسطين التاريخية، وعروس مدائن المشرق العربيّ، وهي العاصمة السياسية لدولة فلسطين العتيدة، كما أنّها عاصمتنا الدينية والثقافية والتاريخية والحضارية والاقتصادية، ومواطنوها الفلسطينيّون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وثقافتنا الفلسطينيّة جزء من الثقافة العربيّة".
وتابع: "تعكس رواية (الخاصرة الرّخوة) واقعاً اجتماعياً وثقافياً بخصوص المرأة التي هي نصف المجتمع، فالمرأة حقوقها مهضومة في مجتمعاتنا الذكورية".
وأوضح "السلحوت": "طرحت في الرّواية 3 نماذج من معاناة المرأة، فالبعض يضطهدها من خلال تفسير متزمت لنصوص دينية، والبعض يزدريها بسبب التربية الذكورية التي نشأ عليها".
وأضاف: "بعض التّكفيريّين هاجموا الرواية من خلال تعليقات قصيرة جداً تخطت حدود الأدب والأخلاق دون أن يقرأوها، ولما قرأوها أو قرأوا بعض المقالات لكتاب كبار عنها التزموا الصمت ولم يعتذروا عن جهلهم وجهالتهم، لكن كثيرين وغالبيّتهم من النّساء أعجبوا بها وكتبوا عنها".
وعن التجربة الأدبية الفلسطينية والمفهوم الوطني للقضايا المعالجة أدبياً قال: "الهمّ الوطني هو الغالب على الأدب الفلسطيني في القرن الأخير، ونحن شعب كبقية الشعوب لنا حياتنا الخاصة، ومع الأسف التطرق للقضايا الاجتماعية يكاد يكون شبه معدوم في الأدب الفلسطيني، وهذا تقصير يجب تلافيه".
وأضاف: "في روايتي الجديدة طرحت قضية المرأة بجرأة، وما تتعرض له من اضطهاد، وذلك حتى يبتعد الناس عن بعض الحماقات في التعامل مع المرأة التي هي الجدة والأم والشقيقة والزوجة والعمة والخالة، والابنة والحفيدة".
وكشف "السلحوت" عن مشروعه القادم في الكتابة، وهي رواية تسلط الضوء على نوع آخر من التطرف في المجتمع الفلسطيني.
وبشأن رضاه عن الرواية بشكلها النهائي، وما واجهه من عقبات، قال "السلحوت": "أنا إنسان ابن بيئتي الشّعبية، وأزعم أنّني مطّلع على واقعنا الاجتماعي، لذا كتبت قناعاتي لإيماني بأن من مهمّات الكتاب هو العمل على التّغيير من الواقع السيء إلى الأفضل والأحسن".
جميل السلحوت روائي فلسطيني من مواليد القدس عام 1949، حاصل على ليسانس أدب عربي، وعمل مدرساً حتى عام 1990، واعتقل أكثر من مرة لنشاطه الثقافي، وفرضت عليه الإقامة الجبرية.
عمل محرراً لعدد من الصحف والمجلات، وهو عضو ومؤسس للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وحصل على لقب شخصية القدس عام 2012، بتكريم من وزارة الثقافة الفلسطينية، كما تم تكريمه من قبل مؤسسات ثقافية وتربوية في فلسطين، والوطن العربي.
وصدر له 12 رواية، و6 روايات لليافعين، و8 مجموعات قصصية للأطفال، كما صدر له 6 كتب في السيرة، والعديد من الأبحاث وفي الأدب الساخر، وكتب اليوميات.