اليوم العالمي للمرأة 2022.. إنصاف النساء خلاص للبشرية (إنفوجراف)
يحمل اليوم العالمي للمرأة 2022 شعار "كسر التحيز" في إشارة إلى الأهمية البالغة لحصول المرأة على حقها في المساواة بجميع المجالات.
ويرتبط احتفال اليوم العالمي للمرأة، والذي يوافق الثامن من مارس/آذار من كل عام، بذكرى حراك عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها 15 ألف امرأة في عام 1908 إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
ودفع ذلك الحزب الاشتراكي الأمريكي، في العام التالي، لإعلان هذا اليوم كأول يوم وطني للمرأة، ليصبح بعدها حدثاً سنوياً تعترف به الأمم المتحدة.
ويركز الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام على تعزيز فكرة أن يكون العالم خاليا من التحيّز والصور النمطية والتمييز، عالما متنوعا ومنصفا وشاملا، عالما يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به.
كما يدعو الاحتفال إلى مساواة المرأة بالرجل ويجعل ذلك واجباً فردياً كما هو واجب جماعي، لكسر التحيّز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، وفي مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وفي مكان حولنا.
وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن تعزيز المساواة المبنية على النوع الاجتماعي في ظل أزمة المناخ والحد من أخطار الكوارث، يعتبر أحد أكبر التحديات العالمية التي نواجهها في القرن الحادي والعشرين.
وأوضحت المنظمة، في تقرير بموقعها الإلكتروني، أن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم وهن أكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص
وأضافت أن النساء والفتيات هن قائدات فعالات وصانعات تغيير في كل ما يتعلق بالتخفيف من حدة التغير المناخي والتكيف معه؛ فينخرطن في مختلف المبادرات المتعلقة بالاستدامة حول العالم، ومشاركتهن وقيادتهن دائمًا ما تثمر عن عمل مناخي أكثر فعالية.
وشددت المنظمة الدولية على أن الاستمرار في دراسة الفرص - والعوائق أيضًا- لتمكين النساء والفتيات من إيصال أصواتهن ومشاركتهن في صنع القرارات الخاصة بجميع المسائل المتعلقة بالتغير المناخي والاستدامة، يعد أمرًا أساسيًا إذا أردنا تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، حيث إنه لا يمكننا الإنعام بمستقبل مستدام أو متساو دون تحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي
بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه في الوقت الذي يمضي فيه العالم قُدما للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، نلحظ عقارب ساعة حقوق المرأة تسير إلى الوراء، وهو تراجع ندفع جميعا ثمنه.
وأضاف غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، أن الأزمات التي توالت مدفوعة بعضها ببعض في السنوات الأخيرة أبرزت كيف أصبح اضطلاع المرأة بدور قيادي أكثر أهمية منه في أي وقت مضى، لافتا إلى أن النساء تصدين لجائحة كوفيد-19 تصدي الأبطال كطبيبات وممرضات وعاملات في مجالي الصحة العامة والرعاية الاجتماعية.
وتابع مستدركا: "مع ذلك، فقد كانت النساء والفتيات، في الوقت نفسه، أولى الخاسرات في مجالي الوظائف والتعليم، حيث تولين المزيد من أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، وواجهن مستويات فائقة الارتفاع من الإساءات المنزلية والسيبرية والزواج في سن الطفولة".
وتابع: "أبرزت الجائحة على نحو أكثر سفورا حقيقةً قائمة منذ عهود طويلة، ألا وهي أن النظام الأبوي عميق الجذور. فما زلنا نعيش في عالم يُهيمن عليه الرجال وتطغى فيه الثقافة الذكورية. وبات من الأرجح نتيجة لذلك أن تقع المرأة في براثن الفقر سواء في أوقات اليُسر أو العسر. إذ يتم التضحية برعايتهن الصحية وتقليص تعليمهن والفرص المتاحة لهن".
وأوضح غوتيريش أنه "لا يمكن، ونحن نتطلع إلى المستقبل، أن نحقق انتعاشا مستداما يعود بالنفع على الجميع بالتساوي إلا إذا كان انتعاشا لصالح المرأة - انتعاشا يكون في القلب منه تحقيق التقدم لصالح الفتيات والنساء. إننا نحتاج إلى تحقيق تقدم اقتصادي من خلال الاستثمارات التي تستهدف تعليم المرأة وتوظيفها وتدريبها وإتاحة العمل اللائق لها. وينبغي أن تكون المرأة في صدارة المستفيدين من الـ 400 مليون وظيفة التي دُعينا إلى إتاحتها بحلول عام 2030".
وانتهى الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه "عندما يستثمر العالم في توسيع نطاق الفرص المتاحة للنساء والفتيات، تفوز البشرية جمعاء. إن مقتضيات العدالة والمساواة والأخلاق وبل ومجرد المنطق السليم توجب علينا أن نوجه عقارب ساعة حقوق المرأة إلى الأمام. إننا بحاجة إلى انتعاش مستدام لصالح المرأة تكون النساء والفتيات في مركزه والقوى الدافعة له".