"فالكيري".. مشروع أمريكا لإفزاع السوفييت الذي تسول وظيفة
كشفت وثائق صدرت مؤخرا أن الجيش الأمريكي خطط لتحويل قاذفة نووية تصل سرعتها إلى 2000 ميل في الساعة إلى منافس لطائرة الكونكورد.
وذكر تقرير لصحيفة "ذا صن" البريطانية أن سلاح الجو الأمريكي طور في ذروة الحرب الباردة طائرة إكس بي-70 لتكون أضخم وأسرع طائرة تحلق في السماء.
وكانت القاذفة فائقة السرعة - المعروفة باسم فالكيري - تهدف إلى بث الخوف في قلوب القادة السوفييت.
لكن ميزانيتها البالغة الضخامة بثت الرعب أيضا في نفوس أعضاء الكونجرس الذين يتحكمون في منح الأموال للبنتاجون.
وأسقطت القاذفة المتطورة في نهاية المطاف في الستينيات - ليس بالصواريخ، ولكن بسبب ارتفاع تكاليف التطوير.
كان المتوقع أن تصل تكلفة كل قاذفة نحو 24.5 مليون دولار، أو 237 مليون دولار اليوم.
وفي محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه، حاول سلاح الجو الأمريكي وشركة نورث أمريكان أفيشن المصنعة للطائرة العثور على استخدامات بديلة متعددة للطائرة إكس بي-70، تضمنت كل شيء بدءا من إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات إلى كبسولات ناسا الفضائية.
لكن أحد المقترحات اللافتة للنظر في استخدام الطائرة – القادرة على التحليق على ارتفاع 72000 قدم - كان سيغير شكل السفر الجوي إلى الأبد.
فنظرا لحجمها الضخم، اقترح البعض تحويل القاذفة إلى طائرة ركاب فائقة السرعة تحمل ما يصل إلى 80 راكبًا.
وتظهر الخطة الغريبة التي صدرت في وثيقة من 20 صفحة عن مكتب قيادة سلاح الجو الأمريكي، أن العديد من الأفكار التي طرحها المهندسون لإعادة استخدام القاذفة كطائرة مدنية كانت باهظة الثمن، وهو ما أسهم فشلها مجددا.
ولو قدر لهذه المساعي أن تنجح في تحويل إلى طائرة ركاب مدنية لكانت أسرع من الكونكورد.
قامت كونكورد بأول رحلة لها عبر المحيط الأطلسي في 26 سبتمبر/أيلول 1973، وافتتحت أول خدمة ركاب أسرع من الصوت في العالم في 21 يناير/ كانون الثاني 1976.
أوقفت شركة الخطوط الجوية الفرنسية عملياتها في مايو/أيار 2003 وكذلك الخطوط الجوية البريطانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2003.
دخلت 14 طائرة فقط من الطائرات الأسرع من الصوت الخدمة، وهو ما جعل هناك متسعا في السماء لبعض المنافسين الأسرع من الصوت.