قبيل المفاوضات النووية.. إيران تتمسك بالتخصيب وتلوّح بالصواريخ

قبيل انطلاق جولة جديدة من المحادثات النووية مع القوى الأوروبية، جدّدت إيران تمسّكها بحقها في تخصيب اليورانيوم.
جاء ذلك رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشآتها نتيجة الضربات الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، ما ينذر بمواجهة سياسية ودبلوماسية جديدة على خلفية الملف النووي الإيراني.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن طهران لن تتخلى عن التخصيب تحت أي ظرف، معتبراً أنه لم يعد مجرد مكون تقني في البرنامج النووي، بل «مسألة فخر وطني».
وقال عراقجي: «البرنامج متوقف الآن لأن الأضرار جسيمة وخطرة، لكن من الواضح أننا لا نستطيع التخلي عن التخصيب، لأنه إنجاز لعلمائنا، والآن، أكثر من ذلك، إنه مسألة فخر وطني».
وأشار الوزير الإيراني إلى أن أي اتفاق نووي مستقبلي ينبغي أن يتضمن ضمانات صريحة بحق إيران في التخصيب، مشككًا في الادعاءات الأمريكية بشأن حجم الأضرار.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران أنقذت من القصف أي كميات من اليورانيوم المخصّب، قال: «لا أملك معلومات مفصلة»، موضحاً أن الوكالة الذرية الإيرانية تُقيّم حاليًا الأضرار التي لحقت بالمواد النووية.
التهديد الأمريكي مستمر
وفي المقابل، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، تهديداته لإيران، مؤكدًا أن الضربات «دمّرت بالكامل» المواقع المستهدفة، وعلى رأسها منشأة فوردو، ومنشأتين أخريين في أصفهان ونطنز. وقال ترامب إن «أي محاولة لاستئناف التخصيب ستُقابل برد قاسٍ».
ويأتي ذلك بعد تدخل الولايات المتحدة في الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو/حزيران، واستمرت 12 يومًا، شنت خلالها إسرائيل مئات الضربات على مواقع نووية وعسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، أسفرت عن مقتل علماء بارزين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات.
طهران تتحرك دبلوماسياً
في هذه الأجواء المشحونة، تتحرك إيران على أكثر من مسار دبلوماسي. فبعد أن أعلنت وزارة خارجيتها عن اجتماع ثلاثي مع روسيا والصين في طهران لمناقشة مستقبل البرنامج النووي، تستعد لإجراء محادثات حاسمة مع دول "مجموعة الثلاث" (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) بحضور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
ويُتوقع أن تدفع الدول الأورو بية، التي سبق أن هددت باستخدام «آلية إعادة فرض العقوبات» بحلول نهاية أغسطس/آب، باتجاه اتفاق جديد أو خطوات ملموسة تثبت سلمية البرنامج النووي الإيراني.
شروط إيران: لا محادثات مباشرة حالياً
ورغم التصعيد، أبدى وزير الخارجية الإيراني انفتاحاً محدوداً على الحوار، قائلاً: «نحن منفتحون على إجراء محادثات، ولكن ليس محادثات مباشرة في الوقت الحالي»، مشيراً إلى استعداد طهران لاتخاذ «إجراءات لبناء الثقة» مقابل رفع العقوبات.
وفي سياق موازٍ، شدد عراقجي على استمرار برنامج إيران الصاروخي، قائلاً: «لا يزال لدينا عدد كاف من الصواريخ للدفاع عن أنفسنا»، رغم الضربات التي استهدفت مواقع تصنيع وتخزين وإطلاق تلك الصواريخ.
صحة المرشد
ورداً على سؤال حول صحة المرشد الأعلى علي خامنئي، بعد شائعات انتشرت إثر الضربات، قال عراقجي: «لقد التقيتُ به اليوم، إنه بصحة جيدة جداً».
ويؤكد الموقف الإيراني، الذي يربط تخصيب اليورانيوم بالفخر الوطني، أن الجولة الجديدة من المفاوضات لن تكون سهلة.
في المقابل، لا يبدو أن واشنطن أو حلفاءها الأوروبيين مستعدون لتقديم تنازلات جوهرية ما لم تثبت إيران سلمية برنامجها. ومع غياب الثقة بين الطرفين، قد تكون المرحلة المقبلة حاسمة في رسم ملامح الملف النووي الإيراني للسنوات القادمة.